البعض اعتبرهم خونة وإخوان… والمطالب بمعاملة ضحايا الأطباء كشهداء الجيش والشرطة تتزايد

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: بين مطالب الفرق الطبية العادلة، وتدخل الرئيس السيسي لنزع فتيل أزمة الإطباء، ما أسفر عن ترحيب العديد من الكتاب، وإصرار فريق آخر على تحذير ملائكة الرحمة من تسييس قضيتهم، واتهام الإخوان وقوى المعارضة المختلفة بالنفخ في النار، لإعادة الحراك الثوري للشارع من جديد، مضت صحف القاهرة على مدار يومي السبت والأحد 30 و 31 مايو/أيار، في دق ناقوس الخطر بسبب تهاون المواطنين في الأخذ بالاحتياطات الاحترازية للنجاة من بين فكي الميكروب القاتل.

أسعار أدوية الوقاية من فيروس كورونا أغلى من المخدرات وإجراء مسحة حلم الفقراء

وقد حذر الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في وزارة الصحة، من أن الأسبوعين المقبلين، سيشهدان أعلى معدلات الإصابة بفيروس كورونا. ونصح حسني بإجراء امتحانات الثانوية العامة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية بشكل كامل.
من جهة أخرى قال الدكتور ماك الشرقاوي الخبير في العلاقات الدولية، إن هناك 40 مليون مواطن أمريكي من أصول افريقية يخافون على حياتهم الآن، وإن هناك مظاهرات خرجت للتعبير عن الغضب بسبب مقتل الضحية رقم 11 من المواطنين السود على يد رجل شرطي أبيض. وأشار الشرقاوي، وفقا لصحيفة «الوطن»، إن استهداف الأمريكان من أصول افريقية مستمر منذ عقود من الزمن، وليس وليد اللحظة.

ليسوا خونة

دافع عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» عن الأطباء رافضاً تشويه صورتهم: «رددت قلة في الأيام الماضية اتهامات باطلة بحق مطالب الأطباء من تخوين وأخونة، وكلام لا علاقة له بواقع مشاكلهم التي يعيشونها، قابلتهم غالبية هائلة من المصريين دعمت مطالبهم المشروعة، بدون أي قبول لمحاولات تسييسها.
والحقيقة أن الأطباء ونقابتهم والتيار الكاسح الذي دعمهم، رفضوا أي محاولة لتحويل مطالبهم المشروعة في حماية الطواقم الطبية، وإنقاذ الأرواح إلى فرصة لتصفية الحسابات السياسية، وتم التأكيد على أن القضية هي إدارة علمية وطبية أكفأ، لمواجهة وباء كورونا، وهو أمر يمكن أن يحدث في ظل النظام السياسي الحالي، وحدث مع نظم أخرى.
يجب أن لا يتصور أحد أن المطلوب هو فتح ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي، وأزمات الصحة والتعليم والمواصلات في هذا التوقيت، إنما المطروح بناء منظومة كفؤة لمواجهة الوباء، تحمي الأطباء والمواطنين. وأضاف الكاتب: على خلاف الكلام البائس الذي طال نقابة الأطباء، وترك القضية الأصلية وأمسك بتفريعات ومؤامرات، قامت الدولة بخطوتين على قدر كبير من الأهمية والدلالة: الأولى ما جرى في مستشفى المنيرة، حيث لم تنسق وراء الاتهامات المسيئة التي طالت أطباء، أغضبتهم وفاة زميلهم الشاب وليد يحيي (الشعور الإنساني الطبيعي) وقامت بتوفير أدوات الوقاية المطلوبة وحل المشاكل العالقة على يد مسؤولين في أجهزة الدولة، أشرفا على تنفيذ مطالب الطواقم الطبية بشكل دقيق، كان محل إشادة من كل الأطباء.
أما الخطوة الثانية فتمثلت في اجتماع رئيس الوزراء مع نقيب الأطباء، بحضور رجل العلم والإدارة الدكتور محمد عوض تاج الدين (وغابت وزيرة الصحة عن الاجتماع في مؤشر طيب) بما يعني فتح الدولة لقناة مباشرة للتواصل والحوار مع نقابة الأطباء، وهو أمر يستحق الإشادة حتى لو جاء متأخرا».

قرار حكيم

أثنى فاروق جويدة في «الأهرام» على قرار الرئيس السيسي بزيادة بدلات طبيعة العمل والمكافآت والحوافز للعاملين في قطاعات الصحة في الدولة: «لا شك في أن أطباء مصر كانوا على مستوى المسؤولية منذ ظهرت كارثة كورونا، وقد رحل عدد كبير منهم وهم يؤدون واجبهم الوطني في مقاومة هذه الكارثة، في كل المحافظات والمستشفيات الجامعية والتابعة لوزارة الصحة.
كان من الضروري إعادة النظر في بدل طبيعة العمل والحوافز، خاصة أن أعدادا كبيرة من شباب الأطباء يحصلون على مرتبات ضئيلة.. إن أزمة الأطباء قضية مزمنة تبدأ مع مرتبات التعيين الأولى، ثم بدل العدوى وطبيعة العمل والسكن والإقامة، خاصة في المناطق النائية في القرى البعيدة.
هذه الظروف الصعبة كانت سببا في سفر أعداد كبيرة من أطباء مصر للعمل خارج مصر، وهناك إقبال شديد على الطبيب المصري ليس فقط في الدول العربية الشقيقة، ولكن في دول أوروبا والدول المتقدمة، ولنا الآن أطباء في الغرب على أعلى مستوى من الكفاءة في كل التخصصات، ومنهم من حصلوا على درجات علمية عالية.. كان من الضروري أن تبحث الدولة عن طريقة لمواجهة أزمة الأطباء، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تواجه فيها مصر هذا الفيروس الخطير، ومن هنا حسم الرئيس عبدالفتاح السيسي القرار في اجتماع وزاري مع الدكتور مدبولي رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والمسؤولين. نحن الآن في حاجة إلى خبرات الطبيب المصري في كل التخصصات، وهناك آلاف المصابين الذين ترتفع كل يوم أعدادهم، ولهذا فإن توفير كل وسائل الوقاية والعلاج والرعاية للطبيب، أمر لا يحتمل التأجيل.. هناك عشرات من الأطباء الذين استشهدوا، وهم يقاومون محنة المرض، وهناك مئات من المصابين، ولهذا أقترح أن تعامل الدولة شهداء الأطباء والتمريض في مواجهة كورونا، كما تعامل الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن».

محفوفة بالمخاطر

اهتم سيد محمود سلام في «الأهرام» بالامتحانات المرتقبة للثانوية العامة: «الوضع يحتاج إلى إجراءات احترازية غير عادية، ليست على مستوى اللجان، بل على مستوى التجمعات التي تحدث عادة قبل وبعد الامتحانات، فالطالب يخرج من اللجنة بحثًا عن زميل له، أو زميلة لمعرفة صحة أو خطأ إجاباته، وفي مدارس في مناطق شعبية تتزاحم الشوارع المحيطة بهذه المدارس بآباء وأمهات التلاميذ حتى خروجهم من اللجان، وبالطبع تتكدس وسائل المواصلات العامة، ومنها مترو الأنفاق بهم. ولذا نحن في حاجةإلى تفكير جاد، حتى إن تمت الامتحانات على فترات متفاوتة، في يوليو/تموز، وأغسطس/آب، وتقسيم الفترات العلمي في شهر والأدبي في آخر، المهم تقليل الكثافة بقدر الإمكان، ولا حاجة لإجراء الامتحانات لكل الأقسام والشُعب في توقيت واحد. إجراء امتحانات الثانوية العامة ضرورة لا محالة، ولكن نحتاج إلى اقتراحات عملية يراعي فيها كل هذا، فالمواصلات العامة ستتكدس، وفي مناطق شعبية ستتحول الشوارع وساحات المدارس إلى مهرجانات، والزحام سيعيدنا إلى منطقة لا نتمنى أن نصل إليها. نعلم جيدًا أن القرى تواجه حاليًا أزمة، والتوعية بها ضعيفة، وحالة إصابة واحدة قد تصيب عائلة بأكملها، ومستشفياتنا لم تعد تستوعب أعداد الإصابات، وعلينا أن نكون أكثر شفافية في التعامل مع هذا الوباء، خاصة في ما يتعلق بأبنائنا، سواء ممن هم في السنوات النهائية، وينتظرون قرارًا بموعد الامتحانات، أو لتلاميذ الثانوية العامة، التي تم تأجيلها إلى 15 يونيو/ حزيران، وهو موعد غير كاف، نحتاج إلى موعد تتنفس فيه الدولة من جراء تزايد عدد الإصابات، التي نتمنى أن تهدأ، حتى نهدأ نحن، وتعود الحياة إلى طبيعتها».

تريثوا قليلاً

أشار وجدي زين الدين في «الوفد» إلى أن استئناف عمل المحاكم جزئيًا، تمهيدًا لتشغيل جميع الدوائر بكامل طاقتها في 13 يونيو/حزيران، قرار متعجل لأسباب كثيرة، فليست الظروف الراهنة ولا التدابير الاحترازية مهما كانت صرامتها كافية لتحقيق سلامة وصحة المتقاضين والقضاة، وكلنا يعلم أن هناك قضايا كثيرة لم يفصل فيها، وبالتالي ازداد عدد القضايا، ومن ثم سيزداد عدد المتقاضين داخل المحاكم بكافة أنواعها، جنايات واستئناف ونقض وابتدائي وأحوال شخصية، بالإضافة إلى دوائر مجلس الدولة وقضايا الدولة والدستورية وخلافها. هنا يأتي التساؤل من يضمن إذن السلامة داخل المحاكم، في ظل التأكيد التام على أن الاكتظاظ الشديد في داخلها من قبل أن يضرب فيروس كورونا البلاد كبقية دول العالم أجمع؟ أكد الكاتب أنه لا أحد بوسعه أن يتحمل وقوع الكارثة داخل المحاكم، فلا مجلس الوزراء يتحمل هذا، ولا المستشار عمر مروان وزير العدل يتحمل هذه المسؤولية الكارثية، ويظل السؤال المطروح أيضًا: لماذا التعجل في عودة المحاكم، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن مرارًا وتكرارًا أن سلامة وصحة المواطن هي الأهم من كل شيء ومن كل أموال الدنيا».
مطلوب حالاً

بعد تزايد معدلات الإصابة بكورونا طرح إسلام الكلحي في موقع «درب» السؤال الأهم: «هل تحتاج مصر إلى إنشاء مستشفيات ميدانية؟ هذا النوع من «المستشفيات الميدانية من الممكن أن يرحم المستشفيات العادية من اختلاط المرضى العاديين مع مصابي كورونا». وحسبما تقول الدكتورة منى مينا، وكيلة النقابة العامة للأطباء سابقا، فإن مستشفيات مصر الموجودة، لا تزال لم تُستغل بشكل جيد، حتى نفكر في إنشاء مستشفيات ميدانية، مؤكدة على أن المستشفيات ليست المباني والأجهزة، ولكنها القوى البشرية وأطقم الرعاية، واعترفت بأن «الأزمة الشديدة عندنا حاليا هي القوى البشرية». اتفق مع رؤية الدكتورة منى مينا، الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس نقابة الأطباء، الذي قال لـ«درب»، إن مصر ليست في حاجةلمستشفيات ميدانية/آذار الماضي أن مجلس أمناء المستشفى قرر وضع مبنى المستشفى في محافظة الشرقية تحت أمر وتصرف وزارة الصحة، حتى تنتهي الأزمة لاستخدامه في الحجر الصحي، أو استقبال وفحص وعلاج أي حالات، مشتبه فيها، أو مصابة بالفيروس، على أن يتحمل المستشفى كافة المستلزمات الطبية والأدوية، وأي احتياجات أخرى لعلاج أهلنا خلال هذه الفترة، لكن الاقتراح ما زال يراوح مكانهه بدون رد. فيما يرى الدكتور علاء عوض الأستاذ في معهد تيودور بلهارس، أن مصر متأخرة في إنشاء المستشفيات الميدانية، مؤكداً على أننا نحتاج مستشفيات ميدانية في كل المدن والمحافظات، لأن مستشفيات علاج كورونا «تقريبا مليانة» وأشار إلي وجود7 آلاف طبيب شاب ينتظرون الإشارة لبدء المعركة ضد الفيروس القاتل».

تجلب كورونا

حذر مدحت وهبة في «اليوم السابع» من انتشار كمامات، خطرة على الصحة العامة: «في الأزمات العادية خاصة المتعلقة بالسلع الأساسية، يظهر معدومو الضمائر لاستنزاف جيوب المواطنين في المغالاة ورفع الأسعار، مع زيادة الطلب على السلعة، وقلة المعروض منها في الأسواق، السيناريو نفسه يتكرر مع أزمة كورونا، ولكن للأسوأ، حيث يظهر حاليا بعض الباعة الجائلين، الذين يقومون بطرح كمامات من القماش بأسعار تتراوح بين 4 و6 جنيهات، في العديد من المناطق مثل فيصل والهرم، بحجة أن هذه الكمامة يستطيع الشخص استعمالها أكثر من مرة، بعد غسلها وتطهيرها، بدون الافصاح عن مصدر إنتاجها، وهل هذه النوعية من الكمامات مطابقة لمواصفات التصنيع، أم انها تعد مصدرا ناقلا للفيروس، وأن من يقوم بطرحها يرتكب جريمة لا تقل عن جرائم القتل، باعتباره يتاجر بدماء البشر في ظل هذه الجائحة، ويقوم بطرح منتج «مضروب» ضمن المستلزمات الوقائية، التي لا غنى عنها حاليا، للوقاية من انتشار الفيروس. وزارة الصناعة أعلنت انها ستبدأ اعتبارا من يوم الأحد تلقي طلبات مصانع الملابس الجاهزة، من خلال الهيئة العامة للتنمية الصناعية، لإنتاج الكمامة القطنية والقماشية، طبقا للمواصفات التي تم وضعها بتنسيق بين وزارتي الصحة والصناعة، ما يعني أن جميع كمامات القماش التي تطرح حاليا في الاسواق، خاصة مع الباعة الجائلين، أو المحلات أو الشركات بدون أي مواصفات، وهو ما حدث منذ عدة أيام من قيام جهاز حماية المستهلك بوقف إعلان عن طرح كمامات قماش لكبري الشركات لعدم مطابقتها لمواصفات التصنيع، وأن استمرار البعض في طرح هذه النوعية من الكمامات يعد جريمة، ويجب وضع إجراءات صارمة تجاه هؤلاء من معدومي الضمائر».

رسالة لحفيدي

حرص تامر أفندي في «البوابة نيوز» على أن يبعث برسالة لحفيده المحتمل جاء فيها: «أتمنى أن يظهر لك مقالي هذا وأنت تبحث في محركات البحث الإلكترونية، واحتياطيا وضعت لك نسخة مكتوبة في خزانة أوراقي. كنت قد تركت لوالدك فيها كل ما كتبته خلال حياتي، التي لم أكن في هذه اللحظة أعرف إلى متي تستمر. نحن الآن وأنا أكتب لك في نهاية شهر مايو/أيار 2020، وأنا رجل أربعيني ووالدك مازال على أعتاب الثماني سنوات. من المؤكد أنه حكي لك أنني كنت صحافيا، لكن شاءت الظروف أن أحب هذه المهنة وأعمل فيها في غير أوانها، لكنني حاولت جاهدا أن أفعلها بكل حب وتفاني، حاولت قدر المستطاع أن أضع اسمي بين أسماء من مروا بها وتركوا أثرا. لا أعرف الآن في زمنك كم واحدا سيتذكرني، لكن عاود يا حفيدي العزيز، قراءة ما كتبت، وما نشرته، وما لم أنشره، كانت لديّ طاقة كبيرة للقراءة والكتابة، كان الحرف شاغلي الشاغل وكنت محبا للحياة راضيا بنصيبي منها.. كنت يا حفيدي أبحث عن الحب في كل شيء وعلى قدر المستطاع أوزع منه من قلبي قدر استطاعتي».

عدو جديد

واصل تامر أفندي في «البوابة نيوز» حديثه لحفيده: «في هذا التاريخ الذي ذكرته لك وقبله بعدة أشهر نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 كان الوضع الاقتصادي يسوء، نيران الحروب كانت مشتعلة في كل مكان، إرهاب وخراب ودمار وتردي أوضاع اقتصادية، لكن كنا نحاول أن نعيش، نكتفي بالقليل من الأمل، نتصبر به بأن المقبل أفضل. كانت مصر في معركة عنيفة مع التكفيريين والإرهاب، دفعنا فيها ثمنا باهظا جدا من الشهداء، وبينما كانت مصر الحبيبة تلتقط أنفاسها من جماعات الدم والإرهاب، الذين تاجروا بالدين وخدعوا وقتلوا، ظهر مرض عضال.. ظهر فجأة فيروس يدعي كوفيد 19 كان مدمرا حصد أرواح العديد في كل أنحاء العالم، البعض قال إنه مصنوع، وإنه جزء من حرب بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة، أقوي قوتين في هذا الوقت، اللتين تبادلتا الاتهامات في ما بينهما. والبعض قال إنه غضب من الطبيعة، وإن الله أراد أن يعزلنا في بيوتنا لنراجع حساباتنا، أقاويل كثيرة قيلت حينها، أظن أنه قد وصلك بعضها، وأنت تتخيل بها ما كان يحدث.. منعت الصلوات في المساجد.. منع الطواف في الكعبة وأغلق المسجد النبوي.. امتلأت المستشفيات.. عدد الوفيات كان مرعبا، ومع ذلك كان لديّ أمل في النجاة واستكمال حلمي، لم يكن لديّ يقين بأني سأراك، لكنني كنت أظن أنه مازال لديّ الوقت لأكتب لك أكبر قدر من الرسائل، وأصنع لك الدرجات الأولى من سلمك في الحياة».

كان حلم وراح

يرى أحمد عبد ربه في «الشروق» أن إعادة إحياء المشروع القومي العروبي بشكله القديم يكاد يكون مستحيلا للعديد من الأسباب التي لا تتسع لها المساحة المخصصة لهذه المقالة، ولكن يمكن سرد أهمها وهي: (1) إسرائيل لم تعد العدو المشترك، وأنا هنا أقر حقيقة لا أدعم مبدأ! بعبارة أخرى قوة المشروع العروبي التقليدي كانت في الاتفاق على تعريف العدو، لكن الآن تبدلت الأمور والعديد من النخب السياسية لم تعد ترى العدو، كما رآه عبدالناصر ورفاقه منذ عقود، فالقضية الفلسطينية أصبحت الآن قضية دولية إنسانية، أكثر منها قضية عربية قومية. (2) ضمور نموذج دول التحرر الوطنى، فعدد كبير من الدول العربية وخاصة تلك التي قادت المشروع العربي القومي كانت تعتمد هذا النموذج القائم على خطاب معادٍ للقوى الغربية الاستعمارية، الداعي للتأميم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي، المتعهد برعاية المواطنين وتولي شؤون معيشتهم، كل هذا تغير، فعدد كبير من الدول العربية تتبع النموذج الرأسمالي الريعي/ الزبائني، وهي في هذا مرتبطة بشدة بحركة الأسواق العالمية، والأهم أنها ملزمة بترتيبات المنظمات الدولية، في ما يخص نظمها الاقتصادية ومن ثم الاجتماعية والثقافية، ومن هنا فالنموذج الاستقلالي المعادي للغرب الاستعماري الإمبريالي التوسعي، اختفي تماما. (3) انحيازات الجيل الثالث من القادة العرب مختلفة تماما عن انحيازات الجيل الأول، فجل الاهتمام هو تحقيق الأمن القومي، بمعناه الضيق وتعضيد الشرعية السياسية بمزيد من الإجراءات التصادمية القمعية، ما يجعل ذلك الحوار بين القائد والشعب وذلك التضامن بين النخبة السياسية الوطنية وعامة المواطنين والذي كان مشكلا للمشروع العروبي في صورته الأولي مستبعدًا الآن.

تلاشي الهوية

انتهى أحمد عبد ربه في «الشروق» إلى أنه: «في ظل تناحرات طائفية تنخر في عدد كبير من الدول العربية، أصبح العالم العربي منقسما إلى أكثر من جبهة، وهذه الجبهات الطائفية ليست متطابقة مع الحدود القومية، ولكنها تتقاطع مع مجموعات دينية وعرقية ولغوية، وهو ما أدى ليس فقط إلى تقويض النظام السياسي العربي التقليدي، ولكن أيضا إلى تقويض الهويات الوطنية، التي تشكلت في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وحولتها إلى هويات بدائية دون قومية أو عابرة للأخيرة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار ما ألم بالعمل المؤسسي الإقليمي العربي (جامعة الدول العربية) من عطب، أطاح بأي إمكانية لصنع قرار قومي مشترك، فمن هنا علينا إعادة طرح مدخل مختلف لتصور العمل العربي المشترك، والمدخل الذي اقترحه في هذه السطور هو المدخل الوظيفي، الذي قامت عليه التجربة الأوروبية الأكثر نجاحا حتى الآن في دمج السياسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية. المدخل الوظيفي المطروح لا يغازل كثيرا المشتركات الهوياتية مثل اللغة أو الدين، وإن كان يضعها في الاعتبار، بقدر ما يغازل المصالح والاحتياجات المشتركة للدول المعنية. ومن هنا تطرح النظرية الوظيفية للعلاقات الدولية، إنشاء سلطة عابرة للقومية مبنية على ثلاثة أضلاع، الضلع الأول هو مصالح واحتياجات الدول التي شكلت هذه السلطة، والضلع الثاني هو أن قدرة وشرعية هذه السلطة فوق القومية على الاستمرار، لا ترتبط بالأساس بعملية القمع والردع، كما هو الحال في سلطات الدول القومية، ولكنها تقوم على قدرتها على الإنجاز وتحقيق المصالح والاحتياجات المشتركة هذه، أما الضلع الثالث، فهو أن هذه السلطة، كما تتعاون مع السياسيين وصناع القرار في الدول المشكلة لها، فهي بالأساس تعتمد على الخبراء في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية لتحقيق هذه الاحتياجات والمصالح المشتركة».

الكلام لا يشفي

بدت حنان فكري في «درب» غاضبة على نحو غير مسبوق: «لا تحدثني عن الطمأنينة في أيام الرعب، ولا عن الحكمة في زمن الاندفاع، ولا عن التضحية والتضامن، وإنكار الذات، في زمن الأنانية والانتهازية والاستعراض، الذي رفع أسعار عقاقير علاج كورونا، مثل التاميفلو، والهيدروكسي كلوروكين، في الصيدليات لتناطح أسعار المخدرات في تكفلة الحصول عليها، بعد أن وصلت أسعارها إلى بضع آلاف من الجنيهات، مقابل العبوة الواحدة، ومن يرقد في منزله غير قادر حتى على اجراء اختبار المسحة، لإثبات الإصابة أو نفيها، لن يستطيع الحصول على الدواء، خارج طابور «المرمطة» لإجراء المسحة في مستشفيات فقدت قدرتها على أشياء كثيرة قبل الدخول في ذروة الوباء، وهكذا تزاوجت الانتهازية مع شراء الذعر، لينجبا مزيداً من القهر للغلابة، كما لو كان هناك اتفاق ضمني على المرضى الحقيقيين الذين يحتاجون لشراء العلاج ولا يجدونه، بسبب قوة السحب الهائلة عليه، سواء بسبب تزايد الاحتياجات اليومية منه، أو لتخزينه احتياطياً، وهو ما يضرب مبدأ العدالة في الحصول على العلاج في مقتل. لا تحدثني عن الشفاء في غياب الدواء، وقد تسابق القادرون على اقتناء مجموعة العلاج مضروبة في عشرة أضعافها، ربما يحتاجون المجاملة بها للأصدقاء والمعارف! لم أصدق حينما وجدت البعض تائهاً ينعى همه، لأنه لا يجد خافض حرارة في الصيدليات المحيطة بمنزله. ولم أصدق عينيّ حينما رأيت البعض عائداً من مستشفى الحميات مطلوباً منه العزل المنزلي، خاوي اليدين بلا أي علاج، والصيدليات فارغة، وأصبح العلاج في حوزة السليم، بينما يستغيث المصاب والمشتبه في إصابته بحثاً عنه».

لا يغني من جوع

زمضت حنان فكري في غضبها عبر «درب»: «لا تحدثني عن خدمات المجتمعات المحلية، وما زال عذاب الناس يزلزل أفنية المستشفيات في أرجاء المحروسة بأكملها، طلباً لإجراء اختبار المسحة، لا تحدثني عن خطط احتواء التفشي، والناس يموتون قبل ظهور نتائج المسحات، لا تحدثني عن وعي الشعب، فماذا يفعل المعدمون والجاهلون بالتعامل مع الوباء وهم كُثر؟ فلا تحدثني عن الوعي في زمن الجنون وكيف تطلب وعياً، من الذين ـ بالكاد- يعلمون كيف يضعون بصمات أصابعهم فوق أوراقهم الثبوتية، ونسبتهم تصل إلى 25.8٪ من عدد السكان في عام 2019 – طبقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء – أي أن ربع الشعب أُمي الكتابة والقراءة، فماذا يفعل هؤلاء وسط طوفان التعامل الافتراضي عبر شبكة الإنترنت؟ لا تحدثني عن العزل المنزلي، والاختباء في غرفة مستقلة أملاً في السيطرة على العدوى، بينما يحيا البعض تحت خط الفقر، في عشش من صفيح، فضحتها سيول مارس/آذار الماضي، والبعض يحيون في عشوائيات كل عشرة في حجرة واحدة؟ وحينما يصاب فرد منهم يرقد الجميع؟ وقد يموت الجميع أيضاً، لا تحدثني عن العزل المنزلي في ذروة الوباء لأكوام من اللحم ينتهي بها الليل فوق رقعة من الأرض، لا تتعدى مترين في مترين، لا تحدثني عن جودة التهوية، وبيننا من يسكنون «البدرومات»، وفي القبو لا هواء ولا نور.
لا تحدثني عن إنجازات وزارة الصحة، وبروتوكولاتها، ، فما عاد يعنيني إنجاز سياسي، في غياب حس إنساني، ولا تعنيني بروباغندا إعلامية في ظل كارثة وبائية. لا تحدثني عن سباق الحياة مع الموت، والإجراءات والاحتياطات، والقبور قد فتحت فاهاً لاستيعاب الغلابة أولاً. لا تحدثني عن الطمأنينة في أيام الرعب، ولا عن الحكمة في زمن الاندفاع، ولا عن التضحية والتضامن، وإنكار الذات، في زمن الأنانية والانتهازية والاستعراض».
بلا رحمة

واقعة كاشفة ومؤسفة اهتم بها كرم جبر في «الأخبار»: «طفل معاق من ذوي الهمم يصرخ، وعلى وجهه رعب رهيب، وكلب يعضه، وشاب يشبه الخنزير يمسك بالطفل حتى لا يهرب من الكلب، وبعض الشباب يصورون المشهد بالفيديو ويضحكون. لن يهدأ لنا بال ولن تغفل أعيننا إلا إذا تم القبض عليهم، ورميهم في السجن، ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة، لم يرحموا طفلاً صغيراً حافي القدمين، وقدمه عليه علامات حرق. من أين جئتم أيها الأوغاد، وفي أي زريبة تربيتم، وهل لكم أب يقول لكم عيب، وأم تعلمكم أبسط مبادئ الأخلاق؟ فلا دين ولا ضمير ولا أخلاق، ولا أي شيء سوى الخسة والنذالة. لن تغفل أعيننا إلا إذا رأيناهم مكبلين بالحديد، وعلى وجوههم نظرات الذل والهوان والمسكنة، كما فعلوا في الطفل الصغير الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله. انعدمت الإنسانية، وأصبحنا نرى مثل هذا القطيع في الشوارع، يعكرون صفو الحياة، ويضربون الطمأنينة في مقتل، وكأنهم منتصرون في معركة، ويتبادلون التهاني على نباح الكلب الشرس وأنين الطفل المعاق. أثق جداً في الشرطة المصرية، وأنها قبضت عليهم أو في طريقها إلى ذلك لتشفي غليل كل من شاهدوا الفيديو الرهيب، الذي سلب النوم من عيوننا، وجعلنا نسأل: ماذا لو كان هذا الطفل أحد أقاربنا؟ ابني أو أخي أو أخوك الصغير؟ ما هي البطولة في الإمساك بالطفل وتركه تحت رحمة الكلب، وعلي وجهه ذعر الموت وهلع يوم القيامة؟ وعلي أي شيء يضحكون بينما اللعنات تنهال عليهم؟ إنهم استثناء من شبابنا، ولكنهم يلوثون الحياة».

صندوق أسود

طمأن الدكتور محمود سامي، الطبيب الذي أصيب بالعمى أثناء علاجه مرضى فيروس كورونا، المواطنين على حالته الصحية. ونقلت «الوطن» تصريحات متلفزة، حيث قال سامي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري في برنامج «مساء DMC» المذاع عبر فضائية «DMC»: «الحمد لله أنا أفضل بكتير وبتحسن يوم عن يوم وفيه تحسن بسيط وبطيء»، مشيرًا إلى أنه يتلقي جلسات أوكسجين مضغوط وجلسات فصل بلازما من أجل إيصال الدم للعصب البصري. وأضاف: «أنا جوة صندوق أسود، وبعد الجلسات بشوف فلاشات وأشباح بيقولوا مؤشر بسيط أن الدم بدأ يوصل للعصب البصري». وأوضح سامي أنه يتواصل مع أسرته باستمرار وأنهم يعيشون في قلق كبير، لافتًا إلى أنه لم يرَ نجله الرضيع حتى الآن ويسمع بكاءه في الهاتف فقط. وكشف سامي عن تواصل مؤسسة الرئاسة معه، ووجه الشكر، قائلا: «قالوا لي مش هنسيبك للآخر خالص ولو فيه طريق فيه 1٪ هنمشي فيه ولو فيه سفر أول ما حركة السفر ترجع ولقينا علاج برة هنسفرك فورا»، مقدمًا الشكر للشعب المصري ولأصدقائه وزملائه على تفاعلهم معه، مشيدًا بزملائه في المركز الطبي العالمي وتقديمهم للدعم الطبي الكامل له».

فكرة ممتازة

تذكر سليمان جودة في «المصري اليوم» أن الرئيس استخدم الدراجة في أكثر من مناسبة: «في شرم الشيخ أحياناً، وكان يظهر عليها في الإسكندرية أحياناً. وفي كل المرات كان ظهور رأس الدولة وهو يقود دراجته، دعوة مباشرة إلى استخدامها على نطاق أوسع من جانب المواطنين! وتشاء أجواء ما بعد كورونا في أوروبا بالذات، أن تفرض على دول كثيرة الاتجاه نحو التوسع في استخدام الدراجات، لأنها تتيح مسافات التباعد أثناء استخدامها بين كل فرد وفرد، ولأنها تخفف الزحام في وسائل المواصلات العامة، ولأنها لا تستخدم وقوداً في حركتها، فتساعد بالتأكيد على أن تكون البيئة أقل تلوثاً.. هي وسيلة متعددة المزايا، وهي فوق كل مزاياها تعطي صاحبها فرصة ممارسة الرياضة في كل الأحوال! ولكنها تحتاج إلى شوارع يجري إعدادها لهذا الغرض، وتحتاج إلى نوع من إعادة التخطيط الجاد على مستوى كل مدينة، وعلى امتداد كل طريق.. وهذا ما بدأ بالفعل في عدد من العواصم والمدن الأوروبية، خصوصاً في المدن الفرنسية والسويسرية! والدراجة تصادف إقبالاً منذ زمن في أوروبا عموماً، ولكنها في مرحلة ما بعد الوباء ستصادف إقبالاً أوسع، وسوف تجد رواجاً لأنها من حيث لا ندري تحقق الكثير من الاشتراطات التي تطالب بها منظمة الصحة العالمية على مستوى العالم! وعندما كان الرئيس يستخدمها كان وكأنه يتنبأ بأن يوماً سوف يأتي، فتصبح فيه هذه الوسيلة البسيطة من وسائل المواصلات محل إقبال عالمي. إن الذين لم يكن يعجبهم أن يجري بها الرئيس في القاهرة، أو في غيرها من المدن، لا بد أنهم سوف يكتشفون الآن أنهم تسرعوا في الحكم على الفكرة، وأنهم كانوا في حاجة وقتها إلى دعوة رئيس الدولة لتوجيه الحكومة نحو إعادة تخطيط الشوارع والميادين، بما يفسح حارة خاصة للدراجات! الفكرة ممتازة».

يشبهنا

محاولة ترامب للتضييق على مواقع التواصل سببها كما أشار محمود خليل في «الوطن» إلى تشكيك موقع «تويتر» في تغريدتين لترامب حول الاقتراع بالبريد، طلب «تويتر» من متابعيه تقصي الحقيقة فيهما، والتأكد من صدق ما تحتويان عليه من معلومات. وردّ ترامب على ذلك بأن منصات التواصل الاجتماعي تتمتّع بـ«سلطة لا حدود لها»، ووقّع على قرار رفع الحماية عنها. علمياً يقع مطلب «تويتر» بتقييم مستوى دقة المعلومات التي تشتمل عليها بعض التغريدات في سياق ما يُطلق عليه «النقد الرقمي». وثمة دراسات كثيرة – تقع في هذا السياق- أشارت إلى الدور الذي لعبته بعض المعلومات الكاذبة في دعم موقف ترامب في انتخابات 2016. وأشار أحد الباحثين الأمريكيين إلى أن أكثر من 100 موقع إلكتروني استضافتها مدينة «فيليس» (في جمهورية مقدونيا) مارست صناعة الأخبار الكاذبة، وأن أكثر هذه المواقع كان مؤيداً لترامب. المسافة بين قرار ترامب برفع الحماية عن مواقع التواصل الاجتماعي وأحداث «مينيابوليس» ليست بعيدة. فقد اشتعلت الأوضاع بسبب فيديو تم تداوله يصور وفاة شاب أسود على يد ضابط شرطة أبيض.. الشيء اللافت أن ترامب وصل إلى البيت الأبيض عبر مركبة «الشعبوية»، والخطاب الدعائي الذي يختلط فيه الدين بالسياسة، والحقائق الثابتة بالأوهام والأكاذيب، والمعلومات الدقيقة بالأخرى المشكوك في صحتها. والعجيب في الأمر أن يشكو الرئيس ترامب ويحاول محاصرة أهم أدوات الشعبوية في الفترة الحالية، وهي مواقع التواصل الاجتماعي، التي مثلت في ما سبق ذراعاً مهمة من أذرعه الانتخابية والدعائية. وفي ظني أن الأحزان والآلام التي اكتوت بها شعوب العالم بالترافق مع انتشار فيروس كورونا، سوف تهز عرش الشعبوية والشعبويين هزة عنيفة، لأن ألعاب الكذب لم تعد تجدي».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية