بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: مساء الاثنين 27 تشرين الاول 2014 قرّر جنبلاط توسيع دائرة معرفته الالكترونية، والانضمام الى « تويتر». وكانت أول تغريدة للزعيم الدرزي «هذا أنا وأوسكار (الكلب)» وقد أرفقها بوجه مبتسم. ثم أكّد جنبلاط في تغريدة أخرى أن «إطلاق الجنود اللبنانيين المخطوفين ضروري».
ولم يخف النائب جنبلاط أن انضمامه إلى “تويتر” جاء “بناءً لنصيحة صديقه السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر”، وهو اختار أن تكون صورة “البروفايل” الأولى له مع كلبه “أوسكار”، قبل أن يضيف في تعريف الهوية أنه الحساب الرسمي، وذلك توضيحاً لما سبق أن تمّ تداوله بكثافة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي من مواقع أخرى لم تكن سوى منتحلة صفة، وهو ما حدا بمفوضية الاعلام للتأكيد مراراً أنها لا تعبّر عن رأيه السياسي.
وليس وليد جنبلاط أول زعيم سياسي لبناني يدخل الى عالم التغريد عبر “تويتر”، فقد سبقه الى ذلك الرؤساء ميشال سليمان وسعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وعدد من النواب والوزراء، ولكن الأكيد أن دخول جنبلاط الى “تويتر” أحدث ضجيجاً غير مسبوق أسوةً بما يحصل في الكثير من المحطات السياسية التي يخوضها جنبلاط ويعبر عنها “على طريقته”.
واللافت أن الزعيم السياسي في منطقة الجبل اختار أن يتبع الفنانة هيفا وهبي، ولدى سؤاله عن السبب قال «بالغلط، ما زلت أكتشف طريقي، ولكن ليس لديّ مشكلة في أن أتبعها».
ويقول مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس لمن وصف دخول جنبلاط الى “تويتر” بأنه بمثابة مصالحة مع عالم التكنولوجيا، بأنه « مخطىء لأن من يعرفه يعلم جيداً كم هو مواكب للتطور العلمي، فلائحة “الأصدقاء” ممن يتلقون رسائل إلكترونية من جنبلاط تتضمن تعليقاته الساخرة حول ملفات متنوعة هي لائحة كبيرة. ولا شك أن الكثيرين من هؤلاء تصيبهم المفاجأة عندما يتلقون رسالة بريدية إلكترونية من جنبلاط نفسه، وهو الذي لطالما اشتهر بـ «تشفير» رسائله السياسية وغير السياسية وببعث إشارات مباشرة وغير مباشرة وهي تستبطن موقفاً أو “لطشة” ما حول مسألة معينة «.
واللافت كما نقل أن وليد جنبلاط يدير حسابه الخاص على “تويتر” بنفسه، وهو ربما ما لم يفعله أقرانه من القيادات السياسية اللبنانية الأخرى، ولقد حقق خلال الايام الاولى لإنشاء الحساب متابعين فاق عددهم تسعة آلاف، وهم يتزايدون على مدار الساعة لا سيما أن جنبلاط أمضى أمسية الأربعاء يجيب شخصياً على تساؤلات “المغرّدين” الذين عبّروا عن فرحهم بالتواصل المباشر معه. ولقد استمتع النائب جنبلاط بالتجربة الجديدة في التفاعل الحي مع “المغردين” وهو المعروف عنه انه لا يحبذ دخول الوسطاء بينه وبين الناس ويعبر عن ذلك من خلال استقبالاته الأسبوعية في المختارة وكليمنصو، وهو التقليد الجنبلاطي المتبع منذ سنواتٍ طويلة ولا ينقطع إلا في حالات السفر أو المرض أو الارتباطات الطارئة.
وغنيٌ عن القول أن النائب جنبلاط هو الشخصية السياسية الوحيدة التي تفتح دارها لمراجعات المواطنين دون وسطاء أو حواجز أمنية، في حين أن الوصول إلى أي زعيم آخر يتطلب تخطي الكثير من الاجراءات الروتينية والاحترازية التي تتخذ لأسباب أمنية.
ورأى الريّس «أن وليد جنبلاط على “تويتر” هو وليد جنبلاط في كل المواقع الأخرى. إجاباته تتراوح بين النقد اللاذع والسخرية والمزاح الهادف لإيصال رسالة معينة. تغريداته مساء الأربعاء تركزت بمعظمها على القدس واجتياح المستوطنين الاسرائيليين لها ، معتبراً أن ما يجري من خلال قيام «التحالف الدولي» لمحاربة الدولة الاسلامية ليس سوى للفت الانظار عمّا يجري في فلسطين لا بل في القدس. وهو لا يزال يفكر في تخصيص مقالته الأسبوعية في «الأنباء» يوم الإثنين المقبل للتعليق على هذا الامر».
تجدر الاشارة الى أن المغردين رحّبوا بضيفهم الجديد، عبر هاشتاغ « وليد جنبلاط بيناتنا».وكتب أحد المغرّدين عبره: «شعرت أنّ وليد بك جالس بقربي، يفقّي بزر صغير». وأضاف آخر: «الله يسامحك يا وليد بك، أبي صار بدّه يعمل حساب على تويتر حتى يتابعك».
وبانضمام وليد جنبلاط إلى تويتر، سيصبح تويتر أكثر تشويقاً! وهي ليست المرة الأولى التي يغرّد فيها وليد جنبلاط خارج سرب التقليد، وأغلب الظن أنها لن تكون اﻷخيرة!