أنقرة : شدد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الجمعة، على ضرورة التوصل إلى هدنة دائمة في ليبيا، تتجاوز “الخلافات المسلحة التي تفتح باب تقسيم البلاد”.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، عقب اجتماع ثنائي في مبنى الخارجية بالعاصمة أنقرة.
وأشار دي مايو، أنه بحث مع نظيره التركي العلاقات الثنائية، إلى جانب ملفات ليبيا، والاتحاد الأوروبي، وشرق المتوسط.
وأكد ضرورة وقف الاشتباكات في ليبيا، ووقف تزويد الأطراف المتصارعة بالسلاح، وإخلاء البلاد من المسلحين المأجورين، وتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة لإنقاذ حياة المدنيين.
وقال دي مايو: “دعمنا الخطوات التي من شأنها تطهير محيط طرابلس من الألغام، حيث كانت سببا في وقوع ضحايا بين المدنيين”.
وأضاف: “على ليبيا ألا تشكل بعد الآن خطرا على إيطاليا وأوروبا، من أجل هذا يجب إيجاد حل سياسي. نحن كإيطاليا، كما أفدنا في مؤتمر برلين، ندعم الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة”.
وأعرب دي مايو، عن ترحيبه باستعداد الأطراف للجلوس من جديد إلى طاولة المباحثات قائلا: “نريد هدنة دائمة في ليبيا، يجب تجنيب البلاد الخلافات المسلحة التي قد تؤدي إلى تقسيم البلاد. من أجل هذا ينبغي في أقرب وقت تعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا”.
ولفت إلى أن بلاده تشارك في عملية “إيريني” الأوروبية بسواحل ليبيا، بقوات بحرية وجوية، بهدف إنهاء الصراع المسلح في ليبيا.
ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
وشنت مليشيا الانقلابي خليفة حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.
وفي سياق آخر، أكد دي مايو رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع تركيا، مبينا أن أنقرة تعد شريكا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى روما.
ولفت إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين اقتصاديا، مبينا أن “إحصاءات 2019 تشير إلى حلول تركيا في المرتبة الثانية أوروبيا، والخامسة عالميا، من حيث العلاقات التجارية مع إيطاليا، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 18 مليار يورو”.
وقدّم دي مايو، شكره إلى تركيا وشعبها، على المساعدات الطبية التي أرسلتها إلى إيطاليا خلال ذروة تفشي فيروس كورونا، في وقت كانت بأمس الحاجة إليها.
وأعرب عن تقديره لجهود أنقرة في ضبط الهجرة غير القانونية، لافتا إلى أنه يجب استمرار تطبيق اتفاق طالبي اللجوء بين تركيا والاتحاد الأوروبي المبرم عام 2016.
كما أكد ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة شرقي المتوسط، مشيرا إلى أهمية مصادر الطاقة من حيث رفاهية شعوب هذه المنطقة.
وتعليقا على إصدار الاتحاد الأوروبي تحذيرات حول السياحة بسبب كورونا، قال دي مايو إن “تركيا سيطرت على الوباء، وأعداد الإصابات فيها تشهد تراجعا”.
(الأناضول)