جنرالات إسرائيليون ينضمون لمعارضة الضمّ .. و”الليكود” يهدّد “أزرق – أبيض”: إما الضمّ أو الانتخابات

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة – “القدس العربي”: قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فوجئ من حجم معارضة حزب “أزرق- أبيض” برئاسة وزير الأمن بيني غانتس لمخطط ّ الضمّ وأنه أنذر شركاءه في الائتلاف الحاكم إما فرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، أو الذهاب لانتخابات عامة مبكّرة. وقالت الصحيفة التي تعتبر بوقا لنتنياهو إن قادة “أزرق- أبيض” كانوا يخفون معارضتهم لمخطط الضم رغم زيارة رئيسه بيني غانتس للبيت الأبيض في مطلع العام الحالي وإعلان موافقته على “صفقة القرن” بعد لقائه بالرئيس دونالد ترامب الذي دعاه وقتها لزيارة واشنطن.

وتابعت الصحيفة “أدرك نتنياهو كم أن “أزرق- أبيض” بعيد عن مخطط الضمّ قبل شهرين خلال مفاوضات الإئتلاف بين الطرفين لكنه مصممّ على فرض السيادة بعدما صارت مشروع حياته وهو بصفته رئيس الحكومة صاحب أطول مدة في الحكم منذ 1948 يريد أن يترك إرثا سياسيا له يكون مكسبا مسجلا على اسمه”.

ونوهت الى أن نتنياهو نجح خلال المفاوضات مع “أزرق- أبيض” أن يفرض عليه بندا يضمن عدم وجود حق النقض “الفيتو” لغانتس على قرار الضمّ بخلاف بقية قرارات الحكومة”.

نتنياهو نجح خلال المفاوضات مع “أزرق- أبيض” أن يفرض عليه بندا يضمن عدم وجود حق النقض “الفيتو” لغانتس على قرار الضمّ بخلاف بقية قرارات الحكومة”.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يملك أغلبية لصالح الضمّ داخل حكومته لكنه يخشى عندئذ من فرملته من قبل الولايات المتحدة، مشيرة الى أن هناك مخاوف من معارضة حزب “شاس” (حزب المتدينين المتزمتين… الحريديم الشرقيين) الذي ألمح لذلك بقوله قبل أيام إن الضمّ ينبغي أن يتم بموافقة “أزرق- أبيض” أيضا، مما يعني فقدان الأغلبية المطلوبة للمصادقة على المخطط في هذه الحالة (بدون دعم كل نواب كتل اليمين الموالية لنتنياهو) علما بأنها تقوم الآن بفارق صوت واحد هو صوت الوزير يوعاز هندل من حزب “ديرخ ايرتس”.

وتزعم “يسرائيل هيوم” أنه بالنسبة لنتنياهو فهذا وضع لا يحتمل وإنه لم يتخيل أن يبقى المخطط الذي توقع أن يدخله التاريخ  رهنا بموقف خصمه الاسبق حليفه الحالي الوزير يوعاز هندل الذي عمل مستشارا في مكتب نتنياهو قبل أن يغادره بـ “طرقة باب”.

طنجرة ضغط في حالة غليان

وكشفت “يسرائيل هيوم” أن نتنياهو التقى غانتس خلال الأيام الأخيرة عدة مرات من أجل تسوية الخلاف حول الضمّ منوهة الى أن غانتس يحاول الحصول على مكسب سياسي يشترط الموافقة على الضمّ بالمصادقة على موازنة عامة لسنتين بدلا من سنة واحدة ليقلل بذلك هامش مناورة نتنياهو في حال رغب الأخير بالتهرب من التناوب والذهاب لانتخابات عامة عند انتهاء ولايته بعد نحو عامين. وتتابع الصحيفة حول تهديد ووعيد نتنياهو الذي رشّت الإدارة الأمريكية ماء باردا على مخططه بعدما اشترطته بإجماع إسرائيلي داخلي عليه، كذلك من خلال تبادل رسائل بين ديواني نتنياهو وغانتس أوضح الأول للثاني أنه بدون مخطط الضم سيكون الخيار انتخابات عامة مجددا لأنه لا يوجد ما هو في الوسط بين الخيارين: “إما سيادة أو انتخابات”. منوهة أن الأسبوع الحالي حاسم ليس فقط بالنسبة لمستقبل الاستيطان في الضفة الغربية بل للحكومة وللمنظومة السياسية. وتضيف “في حال اشترطت الإدارة الأمريكية تعاونا من “أزرق- أبيض” كشرط لمصادقتها على الضمّ ستتحول الحكومة لطنجرة ضغط بحالة غليان”. وخلصت “يسرائيل هيوم ” للقول إنه إذا كان غانتس يخشى من مصادقة على موازنة مالية عامة لسنة واحدة فقط لاعتبارات انتخابية تخص نتنياهو فإن هذه مخاوف لا مبرر لها لأن تهديدات نتنياهو لا يستنتج منها أنه راغب فعلا بانتخابات”.

يشار الى أن اتفاق الائتلاف بين ” الليكود ” وبين ” أزرق- أبيض ” يقضي بأن تكون معارضة غانتس للضم غير ملزمة للحكومة مثلما يقضي أنه بوسع نتنياهو حلّ الحكومة في الشهور الستة الأولى والذهاب لانتخابات مع الاحتفاظ ببقائه رئيسا للحكومة أما إذا تم ذلك بعد هذه المدة يكون لزاما عليه التنحي لصالح غانتس ليكون رئيسا لحكومة مؤقتة قبيل الانتخابات العامة.

اتفاق الائتلاف بين ” الليكود ” وبين ” أزرق- أبيض ” يقضي بأن تكون معارضة غانتس للضم غير ملزمة للحكومة

تهديدات متصاعدة

وصدرت تهديدات مماثلة بحل الحكومة عن وزيرين مقربين من نتنياهو إذ قال وزير المياه والتعليم العالي زئيف إلكين للإذاعة العبرية العامة أمس إنه في حال أحبط “أزرق- أبيض” مخطّط الضمّ سيشكّل ذلك سببا حقيقا لتدمير الحكومة. وبخلاف تصريحات سابقة بأن تشكيل حكومة وحدة جاء من أجل مواجهة جائحة الكورونا قال إلكين إن الوحدة جاءت من أجل تطبيق الضمّ. وتابع “قمنا بتسويات كثيرة  مع ” أزرق- أبيض” رغم قلة عدد نوابه وشكلنا حكومة وحدة ليس فقط لمواجهة العدوى بل كي لا نفوت فرصة تاريخية ونقوم بفرض سيادتنا في الضفة الغربية “.

وتبعه بذلك وزير الطاقة يوفال شطاينتس الذي قال في حديث للإذاعة ذاتها أمس إن عدم تنفيذ الضمّ يعني الذهاب لانتخابات عامة. وقال زميله الوزير بلا حقيبة افي ديختر للإذاعة ذاتها إن الضم يأتي لترتيب مكانة نصف مليون مستوطن أرسلتهم حكومات إسرائيل المتعاقبة بقرار رسمي زاعما أن الجانب الفلسطيني غير معنية بتسوية الصراع.

دول الخليج

في المقابل نقلت هذه الإذاعة عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر قوله إن واشنطن واثقة من أن إسرائيل تأخذ بالحسبان مواقف دول الخليج في مسألة الضمّ. وفي تلميح حول ضرورة تحاشي ما من شأنه إثارة مشاكل للولايات المتحدة الغارقة بمشاكلها الداخلية قال شينكر إن إسرائيل في الماضي اتخذت قرارات تتعلق بعلاقاتها مع دول عربية بطريقة سليمة وتوقع أن تأخذ بالحسبان تصريحات صادرة عن ساستها من أجل الحفاظ على رؤيا السلام. وتابع “طورّت إسرائيل في السنوات الأخيرة علاقات مهمة مع دول خليجية على أساس مصالح مشتركة وليس سرا أن هذه قلقة من موضوع الضمّ وكلي ثقة أن كل طريق تختاره إسرائيل ستفعله بالحفاظ على الرؤية الأصلية للخطة الأمريكية للسلام “.

جنرالات إسرائيليون ضد الضمّ

 ليس هذا فحسب إذ يتضح أن هناك انعدام يقين وخلافات داخل حكومة الاحتلال حول مخطّط  إحالة السيادة علاوة على خلافات بين مكونات الإدارة الأميركية  وفق ما أكدته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أمس. مرجحة إرجاء تطبيق مخّطط الضمّ  نتيجة هذه الخلافات في الجانبين الإسرائيلي والأمريكي وإنه لن يطبق في الفاتح من تموز/يوليو الموعد المحدد من قبل نتنياهو منذ شهور.  يشار أن أوساطا أمنية إسرائيلية خريجة المؤسسة الأمنية تعارض مخطط الضمّ وتحذر من تبعاته الخطيرة دبلوماسيا وأمنيا واقتصاديا. ويقود هذه المعارضة عدد كبير من الباحثين والمسؤولين السابقين في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب برئاسة الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” مثلما ينشط أيضا ضد المخطط الرئيس الأسبق لـ “الشاباك” علامي أيلون علاوة على عدد من الجنرالات في الاحتياط ممن وقعوا عريضة نشرت في الصحف العبرية.

وجاء في العريضة بعنوان بـ “أعضاء الحكومة لتنظروا في عيوننا وتقدموا لنا الأجوبة”: من يحتاج أصلا للضم الأحادي طالما أنه بدون امتيازات أمنية؟. إن ضم منطقة يسيطر عليها الجيش لا يوجد فيهاأي منفعة لأمن إسرائيل. ما الذي برر القيام بهذه المغامرة التي من شأنها وقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وهو تنسيق يساهم في الحرب على الإرهاب وإنقاذ حياة إسرائيليين؟.

كما حذرت العريضة من انهيار السلطة الفلسطينية بقرار من رئاستها أو نتيجة انتفاضة ضدها وعندها يتعين على الجيش السيطرة على كل الضفة الغربية لمنع حركة حماس من السيطرة عليها وعندئذ ستجد إسرائيل نفسها مضطرة لـ إدارة شؤون ملايين الفلسطينيين”. كما حذر الموقعون من أن الضمّ سيعزز قوة حماس التي تحاول إثبات كونها هي المقاومة الوحيدة ضد إسرائيل، منوهين لاحتمال اشتعال الجبهة مع غزة مجددا. كما

 ويحذرون من تبعات الضم على التقارب بين إسرائيل وبين دول الخليج “المعتدلة ومن إلغاء التعاون الأمني معها. كما حذروا من  المساس بالعلاقات الإستراتيجية مع الأردن الذي يمنح إسرائيل عمقا إستراتيجيا لا بديل له مقابل إيران وجهات معادية أخرى وتساءلوا هل من السليم اتخاذ قرار بالضم بثمن انشقاق الشعب.

وقالوا إن حكومة قامت تحت عنوان “الوحدة” عليها الامتناع عن تعميق انقسام خطير في صفوف الإسرائيليين. وشددوا على مخاطر أزمة الكورونا والحاجة لمواجهة تبعاتها الاقتصادية وأشاروا الى أن كلفة السيطرة على الضفة الغربية تبلغ مليارات مما يعني تعميق البطالة التي بلغت أصلا لحجم غير مسبوق.

وخلصوا الى التساؤل: أين مسؤولية القيادة السياسية؟. وتابعوا “من حق الحكومة تطبيق رؤيتها ولكن قبل توريط الشعب بخطوة بالغة الخطورة هي ملزمة بإدارة نقاش علني شفاف في المجلس الوزاري المصغر وفي الكنيست لأن من حق الجمهور الواسع أن يعرف كل شيء فهو الذي سيسدد الثمن في نهاية المطاف”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية