أكراد تركيا يتظاهرون تضامناً مع «عين العرب» رغم التحذيرات

حجم الخط
2

إسطنبول – «القدس العربي»: نظم الأكراد في تركيا، مساء السبت، سلسلة من المسيرات والتظاهرات نصرة لمدينة عين العرب «كوباني» السورية ذات الأغلبية الكردية والتي تتعرض لهجوم واسع منذ أسابيع من قبل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على الرغم من تحذيرات الحكومة، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن «مسيرة السلام الداخلي ستحقق نتائجها رغم الإستفزازات».
يأتي ذلك بعد أقل من شهر على مقتل قرابة 40 من المتظاهرات الأكراد وأفراد الشرطة وإصابة العشرات في اشتباكات واعمال عنف تخللت مسيرات واسعة نظمها الأكراد احتجاجاً على الهجوم الذي تتعرض له «عين العرب» ولمطالبة الحكومة التركية بالتدخل العسكري لمنع سقوط المدينة بأيدي التنظيم، بالإضافة إلى السماح لمقاتلي «البيشمركة» العراقية، وحزب العمال الكردستاني بالدخول إلى «عين العرب» عبر الأراضي التركية.
وقال: «بدأنا مسيرة السلام الداخلي بمحض إرادتنا وستستمر وتنتهي بإرادتنا أيضاً»، مشيرا إلى أن «الذي يفكر عكس ذلك لا يؤمن بوحدة تركيا»، مشدداً على أنهم سيحققون نتائج مسيرة السلام «رغم كل الاستفزازات».
وأوضح أوغلو في مقابلة صحافية ، السبت، أنهم يقصدون من مفهوم تركيا الجديدة، هو «التخلص من كل الوصايات على إرادة الأمة، وأن تتشكل الإدارة والإرادة بيد وخيار الشعب»، مشيراً إلى أن «مسيرة السلام الداخلي هي مسيرة خاصة ومحلية، فهي تقوم على أساس المُثل الحقيقية للمواطنة؛ ومن أجل استقرار كل تركيا وتعزيز أواصر الأخوة بين الجميع».
وأكد رئيس الوزراء التركي، أن التطورات خارج حدود بلاده و»التحريض والاستفزازات لا يمكن لها أن تؤثر سلباً على إرادتهم السياسية تجاه مسيرة السلام الداخلي»، لافتاً إلى أنهم يعملون بكل ما أوتوا من قوة لجعل تركيا أكثر منعةً، على حد تعبيره.
وقبل يومين سمحت تركيا بعبور عشرات المقاتلين التابعين لقوات جيش حكومة شمال العراق «البيشمركة» من خلال الأراضي التركية إلى مدينة عين العرب، محملين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بعد طلب من حكومة الإقليم وضغوط أمريكية على أنقرة.
ونظمت مجموعة من الأشخاص أطلقت على نفسها اسم «منتدى التضامن مع كوباني»، مسيرة تضامنية مع المدينة، في حي «بي أوغلو» بإسطنبول، وبدعم من نواب عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لمدينة إسطنبول، حيث حمل المتظاهرون لافتات مناصرة لكوباني، ورددوا هتافات داعمة للمدينة.
وفي أزمير جنوبي تركيا، نُظمت مظاهرة بمشاركة بعض الأحزاب السياسية ومنظمات أهلية نصرة لكوباني، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة لداعش، ومؤيدة لكوباني. وفي مدينة آيدن غربي البلاد، خرجت مجموعة من الأشخاص في مسيرة داعمة لكوباني، حيث أكد رئيس فرع إحدى النقابات في كلمة ألقاها باسم المتظاهرين، دعمهم للمقاومة التي تشهدها عين العرب «كوباني» المحاصرة من قبل التنظيم. كما شهدت مدينة «دينيزلي»، غربي تركيا، رفع مجموعة مؤلفة من قرابة 30 شخصاً لافتة تحمل عبارة «1 تشرين الثاني/ نوفمبر، يوم كوباني العالمي»، أمام إحدى الحدائق العامة في المدينة.
وفي مانيسا، الواقعة غربي تركيا، احتشدت مجموعة من الأشخاص أمام مبنى رئاسة حزب السلام والديمقراطية في المدينة، حيث عمدت المجموعة على التوجه إلى إحدى الحدائق، إلا أن الشرطة منعتهم لعدم حصولهم على إذن من الولاية، ما اضطر المتظاهرين لإلقاء بيان أكدوا فيه دعمهم لكوباني.
وفي السياق نفسه، انتهت مسيرة، دعا إليها حزب الشعوب الديمقراطي، في ولاية «وان» جنوبي شرقي تركيا، بسلام. ولم تشهد أي من المسيرات السابقة حالة صدام مع قوات الشرطة التركية التي اتخذت تدابير أمنية مشددة حول سير المظاهرات.
تجدر الإشارة إلى أن حزب «الشعوب الديمقراطي» (كردي)، وجه دعوة لنزول المواطنين للشوارع، من أجل نصرة «كوباني»، الأمر الذي انتقده رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، في وقت سابق، الجمعة.
وفي ولاية هكاري جنوبي شرقي البلاد، خرجت مظاهرة نصرة لكوباني، أقدمت خلالها مجموعة من الملثمين إلى إلقاء قنابل حارقة «المولوتوف» على فرع أحد البنوك خلال المظاهرة، وتم رشق العديد من المرافق وسيارات الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيِّل للدموع وخراطيم المياه. وفي ولاية موش، شرقي البلاد، تجمهرت مجموعة من الأشخاص أمام مبنى البلدية، لتقوم بعدها بإغلاق الطريق والتوجه نحو شارع الجمهورية، حيث أقدمت مجموعة من الملثمين على إلقاء الحجارة على عناصر الشرطة، بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها الأخيرة. وعمدت قوات الأمن على استخدام الغاز المسيِّل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وأوقفت 20 شخصاً شاركوا في إلقاء الحجارة على الشرطة.
وكانت السلطات الأمنية التركية اتخذت إجراءات الاحترازية، وراقبت مسيرة كبيرة عبر طائرة هليكوبتر خرجت في مدينة ديار بكر، كما اعتقلت 28 شخصاً يشتبه بإثارتهم للشغب قبل بدء المسيرة.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كوردى مخلص:

    تركيا كلما اقتربت من حل القضية الكوردية سلميا تثبت وتبرهن مصداقيتها وتزداد قوتها وتتعزز ثقة العالم بها الكورد لا يطالبون الا بحققوقهم المشروعة فى العيش بسلام وحرية وكرامة كباقى شعوب الدنيا

  2. يقول محمد أبو النصر - كولومبيا:

    لماذا يتظاهر الأكراد في تركيا طلبا لنصرة عين العرب وينسون إخوتهم العرب في مدن سورية قتلوا وعذبوا وشردوا ؟. هل يصدق الأكراد ان دول العالم تكترث للعرب او للأكراد الذين يعانون من هذه الكوارث ؟

    كارثة عين العرب تستخدم كفخ لتوريط تركيا كما استخدمت كارثة العراق وسوريا لتوريط ايران التي تضخ من مواردها لتمويل انغماسا في مشكلة البلدين

    تركيا كانت يقظة فلم تقع في الفخ ولم ترسل جنديا تركيا واحدا للقتل بل ساعدت الأكراد بالسماح للبشمركه بالدخول من أراضيها لنجدة عين العرب كما استقبلت الضيوف العرب والأكراد الذين فروا من القتل من بلادهم فاكرمتهم
    هل موقف تركيا يحتاج للتظاهر ضده أم يستدعي الشكر؟

إشترك في قائمتنا البريدية