بلومبيرغ: السيسي يواجه أسوأ سنواته وديكتاتور ترامب المفضل لن يجد من يساعده في واشنطن

إبراهيم درويش
حجم الخط
10

لندن – “القدس العربي”: نشر موقع “بلومبيرغ نيوز” مقال رأي أعده بوبي غوش قال فيه إن مصر السيسي عانت تراجعا مذهلا في الحظوظ، ولم يعد “الديكتاتور المفضل” لدونالد ترامب يراهن على الولايات المتحدة لتخرجه من ورطته. وجاء في مقالته أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يتمتع قبل 12 شهرا فيما اعتبر أفضل عام في حكمه. فالجنرال الذي تحول إلى السياسة كان يقود اقتصادا استعاد عافيته وأصبح “كوز العسل” للمستثمرين في الاقتصاديات الصاعدة. وسمح استفتاء رئاسي له بالبقاء في الحكم حتى عام 2030 مما جعل منصبه السياسي غير قابل للاختراق.
كما كان يتمتع بدعم أهم حليفين أجنبيين، الولايات المتحدة والسعودية، وقال ترامب إن السيسي يقوم بـ “عمل رائع”. ومثل بقية المنطقة تعاني مصر من تداعيات فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط. ورغم المساعدة الجديدة من صندوق النقد الدولي فسيبقى الاقتصاد أمام مصاعب. وحتى قبل أن يضرب الفيروس ضربته كان النشاط الاقتصادي بطيئا وتباطأ أكثر بعد انتشار الوباء. وتبدو محاولات الحكومة اليائسة لإعادة عجلة الاقتصاد وتفعيل السياحة واضحة حتى مع توقعات انتشار حالات فيروس كورونا.

في ليبيا اكتشف السيسي أنه يقف مع الخاسر في الحرب، وفي إثيوبيا فشلت المحادثات حول سد النهضة مما قضى على آمال التوصل لحل.

ويواجه السيسي تحديين أجنبيين في السياسة الخارجية على حدوده مما سيجعل عام 2020 أدنى نقطة في حكمه. ففي ليبيا، اكتشف أنه يقف مع الجانب الخاسر في الحرب الأهلية. وفي إثيوبيا فشلت المحادثات حول سد النهضة مما قضى على آمال التوصل لحل في نزاع قديم. والأسوأ من كل هذا هو أن السيسي لا يتوقع مساعدة من أهم المعجبين به في البيت الأبيض. فانهيار المحادثات حول سد النهضة يعتبر فشلا للوساطة الأمريكية. فقد حاولت وزارة الخزانة رعاية جولة من المفاوضات فيما لن يهتم ترامب كثيرا بالأمر، خاصة أنه يواجه مشاكل داخلية عدة وعام انتخابات يأمل فيه بأن يحافظ على رئاسته.
وفي ليبيا يبدو أن الرئيس الأمريكي قد توصل لتفاهم مع تركيا التي تدعم الجانب الآخر في الحرب الأهلية. ولا يستطيع السيسي طلب المساعدة من السعودية. فرغم الدور الذي لعبه السعوديون بالوساطة الإثيوبية- الإريترية عام 2018 إلا أن دورهم محدود في مفاوضات نهر النيل. ولأن علاقات السعودية مع تركيا تتسم بالعدوانية فلن يكون هناك أي أمل لأن تتوسط الرياض في المواجهة بشأن ليبيا بين القاهرة وأنقرة.
كل هذا لا يعني أن مصر لا أصدقاء لها في ليبيا. وليس من الواضح ما ستفعله روسيا والإمارات لدعم وتقوية خليفة حفتر حالة دخلت القوات التابعة للحكومة وبدعم تركي مدينة سرت الإستراتيجية.
وأعلن السيسي أن المدينة هي خط أحمر، بشكل اقترح تدخلا مصريا لو اجتازت تركيا خطه على الرمل. وربما حاول الإماراتيون المعادون لتركيا الحفاظ على الخط ولكن ليس روسيا التي تقيم تحالفا مع تركيا في سوريا. وربما أجبر السيسي على اتخاذ قرار في القريب العاجل، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخوض مشروع بناء دولة في ليبيا وترغب حكومة طرابلس بتعزيز أوراقها ضد حفتر. وقابلت تركيا وحكومة الوفاق الوطني دعوة السيسي وقف إطلاق النار بالسخرية.

في ظل هذه الظروف منظور بقاء السيسي في الرئاسة حتى عام 2030 سيكون لعنة وليس بركة.

وعلى صعيد ملف الجنوب مع إثيوبيا فالأمر ليس متحركا بدرجة الملف الليبي رغم التهديدات والتكهنات بالحرب. ولو مضت إثيوبيا ونفذت تهديدها بملء السد فسيجد السيسي نفسه أمام ضغوط للانتقام، خاصة أن مصر تخشى من شح المياه الضرورية للري والزراعة. ولم يكن هذان التحديان كافيين لإثارة خوف السيسي فهناك ثالث نابع من تهديدات إسرائيل بضم الضفة الغربية. وقوى السيسي العلاقات مع إسرائيل من خلال صفقة غاز طبيعي بـ 15 مليار دولار، هو أمل كبير لمصر بأن تكون مصدر الطاقة لأوروبا. ولو مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة والتي لن تحظى بشعبية بين المصريين العاديين، فسيجد السيسي نفسه أمام مطالب للرد بطريقة قوية غير البيانات الشاجبة. وفي ظل هذه الظروف فمنظور البقاء في الرئاسة حتى عام 2030 سيكون لعنة وليس بركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول aziouz:

    التاريخ أثبت أنه لا يوجد دكتاتور فى العالم لم يدفع ثمن طغيانه آجلا أو عاجلا ياعبد الفتاح السيسي سيأتي دورك إن شاء الله

  2. يقول alaa:

    حاول بكل الطرق الملتوية والغير قانونيه تمكين نفسه في الحكم ولكن الله غالب علي أمره .

  3. يقول عربي:

    ما هو العمل الرائع الذي يقوم به السيسي؟؟؟
    اولا الحرب على الإسلام
    ثانيا التحالف مع قوى الشر العربية
    ثالثا تعميق العلاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية مع العدو الصهيوني.
    رابعا الوقوف مع بشار ضد الشعب السوري.
    خامسا إجهاض الثورات العربية.
    سادسا دعم الأسير المهزوم في تشاد وليبيا.
    كل هذه العوامل ،تصب في مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني.

  4. يقول عابر سبيل:

    كل هذه التحليلات واامخاوف لا تهم السيسي لان همه الوحيد هو البقاء في السلطة لدعم اسراءيل ولتدمير مصر. الملف الليبي … الملف الثيوبي وسد النهضة …. ضم الضفة …. كلها تصب في صالح من جاء به الى السلطة اما مصلحة مصر وشعبها فهو اخر ما يشغل بال السيسي.

  5. يقول أبو فاطمة، وليد بن طلال:

    دم الشهيد مرسي وغيره من المظلومين في سجون مصر الكنانة… سيلاحقون القاتل ،
    خزي في الدنيا…. وفي الآخرة عذاب أليم

  6. يقول errin bach:

    غريب جداً أمر كاتب المقال أشفق كثيرا على زوايا منظوره الضيق للأمور في الحالة المصرية، وهذه دوافعي لإغناء النقاش و للإفادة :
    ما يهم أي دكتاتور في المطلق هو البقاء في السلطة أطول مايمكن، ولتحقيق ذلك، التردي العام للأوضاع الإقتصادية للشعب شئ مهم، هذه الحالة تجعل السواد الأعظم يصارع لكسب لقمة العيش بصعوبة منقطعة النظير، وهذا يضمن غياب أي متنفس للتفكير في الإحتجاج أو الإهتمام بالسياسة….بالمقابل يقمع الديكتاتور أي صوت يحاول تحريك الجماهير…و يغدق على الأجهزة الأمنية و الموالين القلائل…بالداخل و يبحث عن حلفاء بالخارج لحمايته مقابل بعض الخدمات…
    لنعد للمقال…بناء على ماسبق فالسيسي لا يهتم أن تقل مياه النيل أو تسيطر تركيا على كل الدول السنية، همه الأوحد أخد المال الخليجي لنفسه و أتباعه مقابل خدمات، مثل مقاطعة قطر، الإنقلاب على جماعة الإخوان….مساندة حفتر سابقا و دعمه بالطيران لاحقا، و أخيرا تقديم مبادرة وقف النار و التهديد …كل ذلك مقابل المال و الدعم الخليجي

  7. يقول errin bach:

    هل مستوى ماء النيل أو إنتصار حفتر هو مايضمن بقاء السيسي بالسلطة، العكس تماما إطالة أمد الحرب الأهلية بليبيا دريعة من ذهب للسيسي لإنهاك منافسيه بالجيش و أخد الرز من الخليج و إقناع الرأي العام أن هناك ظروف طارئة تستوجب كل القمع و تنهك الإقتصاد

  8. يقول errin bach:

    ما يهم أي دكتاتور في المطلق هو البقاء في السلطة أطول مايمكن، ولتحقيق ذلك، التردي العام للأوضاع الإقتصادية للشعب شئ مهم، هذه الحالة تجعل السواد الأعظم يصارع لكسب لقمة العيش بصعوبة منقطعة النظير، وهذا يضمن غياب أي متنفس للتفكير في الإحتجاج أو الإهتمام بالسياسة….بالمقابل يقمع الديكتاتور أي صوت يحاول تحريك الجماهير…و يغدق على الأجهزة الأمنية و الموالين القلائل…بالداخل و يبحث عن حلفاء بالخارج لحمايته مقابل بعض الخدمات…
    لنعد للمقال…بناء على ماسبق فالسيسي لا يهتم أن تقل مياه النيل أو تسيطر تركيا على كل الدول السنية، همه الأوحد أخد المال الخليجي لنفسه و أتباعه مقابل خدمات، مثل مقاطعة قطر، الإنقلاب على جماعة الإخوان….مساندة حفتر سابقا و دعمه بالطيران لاحقا، و أخيرا تقديم مبادرة وقف النار و التهديد …كل ذلك مقابل المال و الدعم الخليجي
    هل مستوى ماء النيل أو إنتصار حفتر هو مايضمن بقاء السيسي بالسلطة، العكس تماما إطالة أمد الحرب الأهلية بليبيا دريعة من ذهب للسيسي لإنهاك منافسيه بالجيش و أخد الرز من الخليج و إقناع الرأي العام أن هناك ظروف طارئة تستوجب كل القمع و تنهك الإقتصاد

  9. يقول سامح //الأردن:

    *لو كان (السيسي) صادق وعنده بعد نظر
    لتفاهم مع (تركيا) لحل معضلة (ليبيا)
    وتفرغ لمعضلة (سد النهضة) التي تهدد
    مصر بالجفاف..

  10. يقول خميسي فرنسا:

    الأيام القادمة سوف تكون حبلى بالمفاجآت بدايتها من ليبيا سقوط حفتر بعدها أن شاء الله سوف يكون الدور على أب الدكتاتورية دول ان ترانب والبقية على الجرار بالطبع الجميع يعرف البقية

إشترك في قائمتنا البريدية