مي المصري: الرواية لنا ومن يملكها يملك القوة

زهرة مرعي
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: أختيرت مي المصري، عضوا في لجنة المخرجين في أكاديمية الأوسكار. هذا الخبر تلقته قبل أيام، فرحت وشعرت بالمسؤولية في آن، ووجدت نفسها أمام منصة دولية تمكنها من إيصال صوت وطنها.
فالمصري مخرجة مهتمة بقضية شعبها ووطنها. شكّل الخبر مفاجأة لها، لكنها علمت بإحساسها الخاص أن «الصديق العزيز المخرج هاني أبو أسعد، هو الذي بادر الى ترشيحي الى الأكاديمية». وشكرته عبر «القدس العربي».
في حوار قصير سألت «القدس العربي» المخرجة مي المصري: ماذا تقول لك تلك العضوية؟
ـ الكثير. بداية هو اعتراف من مؤسسة سينمائية عريقة ودولية في الولايات المتحدة بي كمخرجة وبالأفلام التي انجزتها. فالإختيار يتم وفقاً لمعياري الكفاءة والإنجاز. هذا مفرح من جهة، ومن جهة أخرى يشعرني بأنها فرصة ومسؤولية. فرصة للتواجد في هيئة دولية كبيرة تمكنني من التواصل وبناء الجسور الثقافية. فرصة يفترض أن تساعدني من إيصال رسالة كمخرجة عربية تنتمي لقضايا الإنسان، وتحديداً قضية فلسطين، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة. هذه العضوية اعتبرها مصدراً مهماً للتبادل ولإيصال قضيتنا.
■ما هي المسؤوليات التي ترتبها عليك هذه العضوية؟
□ ترتب مهام متعددة منها التصويت على الأفلام المرشحة للأوسكار بعد مشاهد ها. فالأفلام ترد للأعضاء في شهر كانون الأول/ديسمبر. كمخرجة لي حق التصويت على جائزة الإخراج. عادة تُعلن الأفلام المرشحة في الشهر الأول من السنة ويتم توزيع الجوائز في العاشر من شباط/ فبراير. وكأعضاء يحق لنا سنوياً ترشيح عضو جديد للإنضمام للأكاديمية. وقد نشارك في دورات تدريب لمخرجين جدد.
■حضورك في هذا المكان هل سيفتح الباب لمخرجين جدد يحتاجون لتقنيات جديدة؟
□ دون شك. فالأكاديمية تقدم التدريب وورش العمل والمحاضرات لطلاب الماستر. واللافت حالياً في هوليوود والأكاديمية تحديداً سياسة الإنفتاح على الفئات المهمشة، وأولاً على النساء، ومن ثم الأقليات. وهذا ما نلمسه حالياً في الولايات المتحدة مع حركة «حياة السود مهمة». وربما بدأت هوليوود تعي الأخطاء المرتكبة بحق هؤلاء البشر على صعيد السينما.
■ كم هذه الدائرة السينمائية العالمية شفّافة وأكثر رأسمالها يهودي إن لم يكن صهيونيا؟
□ عدد أعضاء الأكاديمية بحدود تسعة آلاف من المخرجين والمبدعين وللجميع حق التصويت. تُرشح الأفلام عبر التصويت. من المؤكد أننا كعرب وفلسطينيين علينا أن نتبع مسيرة نضال طويلة وحثيثة كي نقدم قضايانا على حقيقتها بعيداً عن التهميش والتشويه. من واجبنا كمخرجين عرب اتقان تقديم روايتنا. الأمر ممكن وما من شيء مستحيل.
وختمت المصري بالقول: علينا أن نقلع عن الشكوى والتصرف كضحايا، وأن نتواجد حيث أمكن. لم أسع لأكون عضوا في الأكاديمية ولم أطلب ترشيحي، لكن الزميل العزيز هاني أبو أسعد رشحني وفزت بالعضوية. وهذا ما أعتبره تحديا. فمن يقدم روايته بأسلوب مبدع ومقنع يمكنه أن يصل. جائحة كورونا أثبتت كم نحن في عالم هش، وأننا جميعنا نتشابه، وجميعنا مستهدفون. اللجوء إلى السينما ضرورة، وإلى غيرها من الوسائل، والأهم أن لا نغرق في اليأس. ومن يملك الصورة والرواية يملك القوة، والرواية لنا. إنه التحدي لنا كصنّاع أفلام أن نكون في مستوى المسؤولية ومستوى القضية التي نمثلها.
يُذكر أن مي المصري تعد لفيلم وثائقي، وتثابر بنشاط على كتابة سيناريو لفيلم روائي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية