بيروت ـ «القدس العربي»: في حادثة خطيرة هي الأولى من نوعها، اعترضت طائرة حربية أمريكية من طراز أف 15 طائرة مدنية إيرانية تابعة لشركة تابعة لشركة «ماهان إير» في طريقها إلى مطار بيروت، وسادت حالة من الرعب في صفوف الركاب لدى اقتراب الطائرة الحربية من الطائرة المدنية، وتناقل البعض لقطات فيديو تظهر حال الهلع بين الركاب وإصابة بعضهم وتبعثر أوراق على متن الطائرة، ومشهد الجرحى نتيجة هبوطها المفاجئ.
وفيما لم يصدر موقف رسمي عن الحكومة اللبنانية من هذا التطور، فإن حزب الله استنكر بشدة «العمل العدواني المتمثل بقيام طائرات حربية أمريكية بالتهديد والإرهاب ضد طائرةٍ مدنيةٍ إيرانية في الأجواء السورية». واعتبر «ما جرى عملاً إرهابياً وأمراً بالغ الخطورة كان يمكن أن نكون له تداعياتٌ لا يعرف مداها على مستوى المنطقة برمتها».
وأضاف الحزب في بيان «إن قيام الطائرتين الحربيتين الأمريكيتين باعتراض طائرةٍ مدنية من بين ركابها مواطنون لبنانيون يستدعي موقفاً دولياً حاسماً ضد الولايات المتحدة، مع التأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي قوة احتلال في الأرض والأجواء السورية».
ناشطون أدانوا «الاعتداء» وآخرون رفضوا «التلطّي» وراء طائرات مدنية لأهداف عسكرية
وهنّأ الحزب «جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة وخصوصاً المواطنين اللبنانيين بالسلامة»، وأعرب عن «تضامنه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع الجمهورية العربية السورية في وجه العربدة الأمريكية المتمادية».
وتزامناً مع بيان حزب الله، تفقّد وزير الصحة حمد حسن المحسوب على الحزب، مستشفى الرسول الأعظم للاطمئنان على صحة ركاب الطائرة الإيرانية، ولفت إلى «أن تهديد المسافرين الآمنين الأبرياء ترفضه جميع الأنظمة المرعية الإجراء وتحاسب عليه المحاكم الجنائية والمحاكم الجزائية للدول المعنية».
وأوضح «أن الموقف الرسمي من الحادثة سيتبلور قريباً، إنما نحن كوزارة صحة عامة لن نترك وسيلة عبر كل القنوات والهيئات الأممية لرفع دعوى باسم كل الذين كانوا على متن الطائرة، وسنقوم بما يجب علينا بعدما تعرّض المواطنون الآمنون في الطائرة للغطرسة في وقت نواجه فيه جائحة كورونا».
من ناحيته، استهجن النائب السابق فارس سعيد مطالبة حزب الله الحكومة اللبنانية برفع شكوى ضد الولايات المتحدّة لأن مواطنين لبنانيين تعرّضوا في طائرة إيرانية لاعتداء أمريكي، وغرّد عبر «تويتر»:»طلب خفيف نظيف، حمى الله لبنان، حتى لبنان يحمي اللبنانيين».
وكان ناشطون على مواقع التواصل في لبنان رفضوا أي اعتداء على أي طائرة مدنية، ووصفوه بأنه مدان وغير أخلاقي، لكن بعضهم الآخر رفض التلطّي خلف طائرة مدنية لتهريب أسلحة وتحقيق أهداف عسكرية واستعمال المدنيين فيها كأكياس رمل.
أما عن تفاصيل الحادثة، فقد أوردت وكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية للأنباء أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين اقتربتا من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري، مما دفع قائدها إلى تغيير الارتفاع سريعاً لتجنّب الاصطدام، وهو ما تسبّب في إصابة عدد من الركاب. وأفادت الوكالة بأن قائد طائرة الركاب اتصل بالطيارين لتحذيرهما للحفاظ على مسافة آمنة، وأن الطيارين عرّفا عن نفسيهما بأنهما أمريكيان.
أما الرواية الأمريكية فتحدثت عن مقاتلة أمريكية من طراز (F-15) اعترضت طائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية، للتأكد من هويتها ولضمان أمن وسلامة قوات التحالف في قاعدة التنف، وهي قريبة من مثلّث الحدود مع الأردن والعراق، وتتمركز في القاعدة قوات من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وذكرت القيادة الأمريكية الوسطى أنه تمت إعادة فتح الطريق للطائرة الإيرانية بعد الاعتراض الذي وصفته بالمهني، وبأنه تمّ وفق المعايير الدولية المتبعة.
وقد حمّلت الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة المسؤولية عن تداعيات اعتراض طائرة الركاب، موضحة أنها أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بذلك. وأضافت أنها سلّمت السفير السويسري في طهران ـ بإعتباره راعياً للمصالح الأمريكية – رسالة احتجاج بشأن اعتراض طائرة الركاب.ووصف وزير النقل الإيراني محمد إسلامي اعتراض الطائرة بأنه «إرهاب دولة».
من جهة أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع سلسلة انفجارات في ريف محافظة القنيطرة، جنوب غربي سوريا، بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وأضاف المرصد أنه لم تتوافر حتى الآن معلومات عن طبيعة الانفجارات التي وقعت أمس الجمعة، ولكنه أشار إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت، حسب تقارير، لأهداف مجهولة.
وذكر نشطاء في المنطقة أن قوات الحكومة السورية المتمركزة في ريف القنيطرة أطلقت النار باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية، في وقت كان حزب الله يسرب معلومات بأنه بصدد الرد على مقتل أحد مقاتليه في سوريا بغارة إسرائيلية جنوب غرب دمشق.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بوقوع انفجارات على الجانب السوري من الحدود، مشيراً إلى تضرر أحد المنازل ومركبة مدنية على الجانب الإسرائيلي نتيجة شظايا.
للأسف هذه الطائرات المدنية لطالما استخدمتها إيران لنقل الأسلحة و المقاتلين الشيعة لقتل الشعب السوري المسلم على مدى سنوات طويلة الإيرانيون لا يهتمون أبدا لحياة الناس و المدنيين الذين يستقلون هذه الطائرات.