الدوري التونسي: بدء موسم هجرة اللاعبين المكلفين والشبان الواعدين!

روعة قاسم
حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: مع اقتراب موعد استئناف الدوري التونسي لنشاطه بعد توقفه توقيا من جائحة كورونا، برزت مشاكل عدة داخل الأندية التي تضررت كثيرا من توقف النشاط منذ مارس/أذار الماضي، وأهمها المشاكل المادية المتمثلة في غياب الموارد خلال الفترة الماضية، ما تسبب في عدم قدرة أغلبها على الإيفاء بالإلتزامات المالية اتجاه اللاعبين. ووجد بعض الأندية الحل في التخلص من اللاعبين المكلفين على خزينة النادي من جهة، وإنعاش هذه الحزينة بالتفريط في الشبان الموهوبين من جهة أخرى. وإذا استثني الترجي الذي لم تؤثر فيه ازمة كورونا ماديا، فإن بقية الأندية انتهجت هذه السياسة في انتظار أن تعود الموارد المالية الى التدفق من مداخيل الملاعب والإشهار والنقل التلفزيوني للمباريات وغيرها.

ولعل أكثر الأندية التونسية انتهاجا لهذه السياسة في الآونة الأخيرة النجم الساحلي قبل قدوم مدربه القديم الجديد الفرنسي روجيه لومار الذي يعرف جيدا تونس، باعتباره فاز بكأس أمم إفريقيا 2004 مع نسور قرطاج ودرب الترجي في مناسبة والنجم في مناسبتين. ولعل السؤال الذي يطرح بأي رصيد بشري سيعمل لومار عند قدومه إلى مدينة سوسة معقل النجم الساحلي؟ وهل سيصبر على عدم وجود ملعب للنجم، باعتبار أن ملعب سوسة يشهد أشغال توسعة مهمة لمدرجاته وصيانة لعشبه ليصبح أحد الملاعب المهمة في القارة السمراء القادرة على احتضان أهم التظاهرات؟
ولعل ما ساهم في دفع النجم إلى هذه الوضعية المزرية هو كسب الأهلي المصري مؤخرا لقضية كوليبالي ما جعل الفيفا تلزم النادي التونسي بدفع مبلغ 4.5 مليون دينار، كما منع النجم أن ينتدب أي لاعب إلى غاية تسوية الملف، وبالإمكان أن ينال النجم عقوبات أخرى في حال لم يسدد للأهلي ماهو متخلد بذمته وفي الآجال. ومن الأسماء البارزة التي تم التخلص منها والتي تكلف أجورها خزينة النادي الكثير ياسين الشيخاوي وعمار الجمل ومحمد المثناني، وربما تتجه النية للتفريط في المالي عمر كوناتي الذي لم يقدم الإضافة المرجوة رغم الأجر المرتفع الذي يتقاضاه.
وما زالت مسألة التفريط في نجمي الفريق وجدي كشريدة ومحمد بن عمر محل جدل باعتبار حاجة النادي لللاعبين الماهرين من جهة، ولأهمية العروض الأوروبية المغرية التي وصلتهما من جهة أخرى، والتي بإمكانها أن تنعش خزينة النادي وتحل الأزمة المالية.
ويبدو الجزائري كريم العريبي قريبا أيضا من مغادرة النجم في اتجاه الخليج، وتحديدا السعودية مع الإتفاق، رغم العروض التي وصلته. وبدورها ستساهم صفقة العريبي إذا تمت في حل جزء من مشاكل النجم المالية والتي لم تعرفها جماهيره من قبل. أما الصفاقسي ففرط بلاعبه حمزة المثلوثي للزمالك المصري، لإنعاش خزينته، ويبدو أنه سيضطر إلى التفريط بعلاء الدين المرزوقي الذي لم ينل مستحقاته المالية بعد ولا يبدو أن نادي عاصمة الجنوب قادر على سدادها. والأمر ذاته حصل للإفريقي مع فخر الدين الجزيري ومروان الشماخي اللذين غادرا معسكر تدريبات الفريق احتجاجا على مستحقاتهما المالية ووضع الأخير شرطا تعجيزيا لتجديد عقدهما.
وتجدر الإشارة إلى أن الترجي، ورغم وضعيته المالية الممتازة، خسر لاعبه الشاب رائد الفادع للوكوموتيف زغرب الكرواتي، ولن يجني الترجي شيئا من هذه الصفقة لانتهاء عقد اللاعب يوم 30 يونيو/حزيران. وفي المقابل فإن الملعب التونسي ورغم ميزانيته المتواضعة وبفضل حسن التدبير ما زال قادرا على الإنتداب ويرغب في ضم لاعبين مصريين من الزمالك، هما هاني أشرف وياسين مرعي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية