تونس ـ «القدس العربي»: نفت «الجبهة الشعبية» في تونس ما أُشيع حول «مغازلتها» لحركة النهضة بهدف كسب تأييدها لمرشح الجبهة للانتخابات الرئاسية حمّة الهمّامي، مشيرة إلى انها لم تحسم موقفها حتى الآن من المشاركة بالحكومة المقبلة التي من المنتظر تشكيلها في مطلع العام المقبل.
وكان القيادي السابق في الجبهة عبدالجبّار المدّوري دعا في بيان نشره على صفحته بموقع «فيسبوك» حركة النهضة إلى مطالبة أنصارها بالتصويت لحمة الهمامي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى ان الهمامي هو المرشح الوحيد القادر على «منافسة (رئيس «نداء تونس») الباجي قائد السبسي والانتصار عليه في الدور الثاني وهو الوحيد الذي سيضمن عدم تغول «نداء تونس» وانتهاجه سياسة قمعية ثأرية في حق حركة النهضة وكل المعارضين لنظام بن علي سابقا».
وأثار البيان جدلا واسعا في صفوف الجبهة، حيث اعتبره البعض محاولة لـ «لاستجداء» أصوات الحركة التي لم تحسم موقفها بعد بشأن المرشح الذي ستدعمه، قبل أن يعود المدّوري لكتابة «توضيح» أكد فيه أن الهمامي يمتلك شعبية كبيرة وحظوظا وافرة في الانتخابات وليس بحاجة لاستجداء الأصوات من أي طرف سياسي.
وأكد القيادي في «الجبهة الشعبية» الجيلاني الهمّامي لـ «القدس العربي» أن موقف المدّوري شخصي ولا يلزم «الجبهة الشعبية»، مشيرا إلى ان المدّوري لم تعد له أية صفة قيادية داخل الجبهة أو حزب العمال (أبرز مكونات الجبهة).
وقال إن حزب العمال أصدر بيانا لتوضيح هذا الأمر، ويؤكد البيان ان التعليقات التي ينشرها مناضلوه وأنصاره لا تعبّر عن مواقف الحزب الذي ما زال ملزما بقرارات «الجبهة الشعبية»، داعيا التونسيين للتصويت المكثف لحمة الهمامي «دفاعا عن تونس الجديدة».
من جانب آخر، فند الجيلاني الهمامي ما ذكره الناطق باسم الحزب الجمهوري عصام الشابّي حول تزكية حمة الهمامي من قبل نواب حركة النهضة وبقية أحزاب الترويكا، وأضاف «النهضة لم تزكِّ حمة الهمامي، هناك نائب في المجلس التأسيسي كان في النهضة واستقال منها ومن كتلتها (البرلمانية) منذ زمن بعيد وزكى حمة الهمامي بصفة شخصية وأكد أنه لا يزكي لا حزب العمال ولا الجبهة الشعبية ولكنه احتراما لشخص حمة الهمامي ولتاريخه، وبقية المزكين لا علاقة لهم بحركة النهضة، بل هم نواب عن الجبهة الشعبية ومستقلون، منهم النائب عن حزب «المسار الديمقراطي» علي بن شريفية الذي خالف حزبه (الذي كان ضد التزكيات) وزكى حمة الهمامي تقديرا له ولصداقته به، إضافة إلى ذلك قدم حمة حوالي 20 ألف تزكية شعبية لهيئة الانتخابات».
وكان الشابي أكد في حوار سابق مع «القدس العربي» أن رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي «لم يطلب تزكيات لترشحه من نواب حركة النهضة أو الترويكا كما فعل مرشح الجبهة الشعبية (حمة الهمامي) الذي لم يكن له أن يتقدم للانتخابات الرئاسية لو لم تتم تزكيته من الترويكا بثلاث تزكيات».
ويشترط الفصل 41 من القانون الانتخابي «تزكية المترشح للانتخابات الرئاسية من قبل عشرة نواب من مجلس نواب الشعب أو من أربعين من رؤساء مجالس الجماعات المحلية المنتخبة أو من قبل 10 آلاف من الناخبين والموزعين على الأقل على عشر دوائر انتخابية على أن لا يقل عدد الناخبين في الدائرة الواحدة عن خمسمئة ناخب».
وحول احتمال تفوّق حمة الهمامي على المنافس الأبرز (قائد السبسي) في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الجيلاني الهمامي «لا يمكن التكهن بالنتيجة، لكن حمة يتمتع بشعبية كبيرة ولديه برنامج طموح وتاريخ كبير في الدفاع عن الحقوق ولقمة المواطن، ويتوقع أن تكون حظوظه وافرة على الأقل للمرور للدور الثاني».
وفيما يتعلق بتأثير فوز حمة الهمامي على خيارات الجبهة الشعبية وخاصة فيما يتعلق بالمشاركة في الحكومة والتحالفات النيابية المقبلة، قال الجيلاني «بغض النظر عن نجاح حمة (الذي سيعطينا بلا شك دفعا أكبر)، الجبهة سيكون لديها كتلة جيدة ومتماسكة في المجلس التأسيسي هدفها الأساسي هو الدفاع عن أهداف الثورة، والحديث عن المشاركة بالحكومة ما زال سابقا لأوانه، وعلينا قبل ذلك انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية».
كما أشار إلى أن الجبهة الشعبية ستبقى منفتحة على جميع القوى التي تشترك معها في التوجهات العامة، وتوقع أن تضم كتلتها البرلمانية إلى جانب أعضائها الخمسة عشر، بعض الأطراف السياسية كحزب الفلاحين وحركة الديمقراطيين الاجتماعيين وبعض الشخصيات المستقلة، مشيرا إلى ان انضمام «حركة الشعب» ما زال غير مؤكد في ظل وجود خلافات معها حول بعض القضايا.
حسن سلمان
عشنا و شفنا حمة الهمامي مرشح لرئاسة تونس وهوالأفضل أيضا ما شاء الله…