ليت قلب السمكة ورقة

حجم الخط
0

(1)
دخلتُ القصرَ لأزجرَ حرّاسك،
لم تكنِ الشمسُ ذُبالة قنديل
ولم تركد مياهُ المستنقعات.

(2)
مشّطتُ شعرَ الليمون في الوهاد..
كلّما انبلجَ الصبح حادَ التمثالُ عن منصّته.

(3)
لا تنادِ الغيلانَ في الأصيل،
إلّا حين تكون الغزلانُ في مأمن.

(4)
ستضيعُ الأفئدةُ في ليلِ الصحراء،
يا قمرَ البنات لا تبرحْ قلبي.

(5)
حرام عليك تقطعُ الدالية..
حرام عليك لا ترضب الرضاب
لا تتركِ السمكةَ تزلقُ من يدك،
ستنهبكَ العواصفُ كما نهبَتِ الغيلانَ في الصيف.

(6)
تقدّمْ
لأرقش جبينكَ يا أمير البحر
تقدّم.

(7)
لماذا تفحُّ الأفاعي ولا تنزل قطرةُ مطر؟
لقد أكلَ الزقزاقُ ظهرَ التمساح، ونقّبَ النمرُ عن جرحه،
أيّها التمثالُ فأنت لستَ لي
ليتني توقّفت عن مدائحك.

(8)
فلن أتوارى عنكَ أيّها المسافر،
ها قد أضحى الطريقُ مرسى،
فخذْ حصانَ المزرعة
وخذِ الحمائم.

(9)
كأنَّ النسرَ يكسرُ جمجمتي،
هلمَّ نترك المدينةَ يا أخي
هنا تطحنُ الرحى الصفائح.

(10)
أرى زوبعةً تتمرّغ في الدم، زوبعةً تدور
ففلقَتِ التمثال وأبرأتْ زهرةَ الصيف
(11)
لِمَ تسعلُ العجوزُ ولِمَ تسعلُ النجمة؟
كأنَّ قلبَ المرأةِ قيثارة،
كأنَّ المرجَ منخفضُ رياح.

(12)
كلّما غمرَتني مياهُ القرصان، تفتّحتْ وردةٌ عن طحلب
لأنَّ الكوسجَ كانَ عاقلاً فلم يبرحِ الدم.

(13)
فرَّ الوعلُ في الضباب، نفقَ الحصانُ في لبِّ الشجرة
لِمَ تتكاثرُ الفئرانُ وتموتُ الحمائم؟
لِمَ لا يدحرجُ الجعلُ بنادقه؟

(14)
ليس في الغيضةِ ما يصيدُ الصيّاد،
فما لبث أن اصطادَ وحشاً،
أمّا الأسد فتبختر
أمّا البحر فثارَ بغتةً.

(15)
لصوصٌ ينتحلون ملامحَ فُرسان
في وادي الأُسُود،
ماسورة البُندقيّةِ فضاء،
فلن أتوارى عنكم في الشدائد.

(16)
عندما أراقتِ القيثارةُ أنغامها،
أفضى القمرُ إلى حجرِ حسناء،
فلن تعومَ ريشةٌ في الغدير.

(17)
انفجر كوكبُ الماء
فلن أعومَ في مستنقع،
ولن أزجرَ زُريقاً ينقرُ ورقةَ الذهب.

(18)
يدي تتلألأ
أمّا روحي فتطايرتْ شظايا

(19)
ألا تكفّ عن الجلجلةِ يا جرسَ أعدائي،
فلمن تهذي تحت الجسر؟
ظننتكَ لا تدور ولا تحرقُ قلبي

(20)
هذا قدري وهذا نهاري،
ليت قلبَ السمكةِ ورقة،
أغرق في اليمِّ ولا أخشى الكواسج،
كمن يبحثُ عن عظمِ هدهد في أوقيانوس

(21)
ليس رأسي كومةَ عظامٍ أو رماد حرائق،
ما من سندبادٍ يشقُّ القمر،
ما بالك لا تألفُ الصورة؟

(22)
سيضمرُ قلبي كحبّةِ رمان،
هنا
تهدمُ العواصفُ المنائر،
وتشبُّ النيرانُ في القصورِ وفي أغوارِ العفاريت.

(23)
لو تذبل السنابلُ فتموت النخلة،
الماءُ في القلب
كـغراموفون لا يطرب
كمَحَارةِ أُذنٍ لا تقهرُ الصوت.

٭ شاعر من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية