صدر حديثاً كتاب بعنوان «لماذا يجب أن تكون روائياً؟» للروائي والناقد السوري هيثم حسين، عن دار خطوط وظلال للنشر في عمان في الأردن.
يشير هيثم حسين في دراسته، إلى أن الرواية الحديثة تستفيد من تطوّر العلوم الاجتماعية والفلسفية والنفسية، لدراسة المجتمعات التي تعالج واقعها، أو تغوص في دواخل شخصيات منحدرة منها، ذلك أن البيئة الاجتماعية تلقي ظلالها التي تتقاطع، لتساهم في بلورة صورة المرء المنتمي إليها.
ويقول المؤلف في تقديمه، إنّ الرواية تساعد على تقريب الصورة العامة، من خلال التركيز على صور قريبة، ومشاهد محدّدة بدقة، يتعمق الروائي في تصويرها وتوصيف ملابساتها وتأثيراتها، الدوافع التي تقود أصحابها، والوساوس التي تسكنهم حين الرضوخ لدافع يتسيد ويقود دون آخر، قد يتراجع، ومن خلال تقريب الصورة الاجتماعية والتاريخية، فإنها تساهم في زيادة فهم المجتمعات التي تعالج واقعها وتاريخها.
ويلفت كذلك إلى أن الرواية تكون بمعنى من المعاني العين الثالثة للقارئ، وللكاتب، وللباحث معاً، وذلك من خلال تظهيرها الأفكار المطمورة في الدواخل، وكشفها أسراراً لا يراد توثيقها وإشهارها، وكأنّ من شأن إبقائها سارحة ومتداولة بين أبناء المجتمع شفهياً أن تنسى، في حين أن توثيقها روائيّاً يرفع عنها احتمال النسيان ويوطّنها كعلامة من علامات المجتمع الدالّة على ذهنيّته.
اشتمل الكتاب على عدد من الفصول، منها: الرواية قضية إنسانية، الرواية والأوبئة.. كيف رسمت الفيروسات مسارات البشر ومصائرهم؟ الرواية والتغيرات المناخية، الرواية والهوية، أقنعة الأنا ومرايا الآخر روائياً، الرواية وفن العيش، الرواية.. بناء على بناء، الرواية والزمن.. كيف يؤثّث الروائيون أزمنتهم المتخيّلة؟ الرواية والمكان.. مدن منكوبة وفراديس متخيّلة، ترويض الأزمات والحروب روائياً، الرواية ولعبة الثنائيات، جماليات وفنيات.