نتنياهو يجدد هجومه على أيمن عودة وسط تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية على رئاسته

حجم الخط
4

الناصرة : “القدس العربي”: تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وربما بسببها جدد الأخير هجومه على رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة عقب مشاركته في المظاهرات والاحتجاجات. وباتت الاحتجاجات في المدن الإسرائيلية تتجدد يوميا وهي تطالب باستقالة رئيس الوزراء نتنياهو بعد الكشف عن معطيات جديدة حول تورطه بما يعرف بـ “فضيحة الغواصات” وتفاقم الأزمة الاقتصادية الناجمة عن عدوى الكورونا التي تضرب الآن بـ موجة ثانية تبدو أخطر من الأولى وتصيب الاقتصاد بأضرار فادحة.

هجوم نتنياهو يأتي بالتزامن مع كشف تفاصيل جديدة خاصة بـ “فضيحة الغواصات”.

وتشهد الخريطة السياسيّة الإسرائيليّة عاصفة وعودة لقضيّة الغواصات إلى الواجهة وذلك بعد نشر إفادات سريّة لمسؤولين كبار في الجيش والمنظومة الأمنية في تحقيق نشرته “يديعوت أحرونوت” قبل أيام.

وفي هذا التحقيق وقعّ 15 مسؤولًا سابقًا في وزارة الأمن على إفادات للمحكمة الإسرائيلية العليا طالبوا خلالها المحكمة بإصدار أمرها للمستشار القضائي للحكومة بإصدار توجيهات فوريّة بفتح تحقيق جنائي في قضيّة الغواصات، أو إعطاء الأمر بتشكيل لجنة تحقيق رسميّة لفضح الحادثة. وقال مسؤول كبير سابق في وحدة الاستخبارات في إفادة جديدة نشرتها الصحيفة اليوم إنه لا يتذكر أي حالة تم خلالها استثناء المنظومة الأمنية واستبعادها عن مجريات اتخاذ القرار بهذا الشكل وتابع: “خدمت في الجيش لأكثر من ثلاثين عامًا، هنا تم منح الألمان الموافقة على بيع غواصات هجوميّة للمصريين دون إعلام قائد القوات البحريّة، رئيس الأركان، وزير الأمن ومسؤولي الاستخبارات بما في ذلك الموساد، يحب فتح تحقيق بالموضوع.عملت تحت إمرة ثلاثة رؤساء حكومة مختلفين، شاركت في عشرات وربما مئات الجلسات في الحكومة وجلسات شخصيّة مع رئيس الحكومة، كما هو معروف فإن القرارات في الأمور الأمنية والاستراتيجيّة تتخذ في المجلس الأمني- السياسي المصغر ومع ذلك هنالك أمور حساسة بشكل خاص لا يمكن طرحها على طاولة المجلس الوزاري المصغر”. وقال أيضا إنه في جميع الحالات المشابهة يتم طرح الموضوع للنقاش ضمن طواقم تشمل رئيس الحكومة، وزير الأمن، رئيس الأركان، رئيس الموساد ورئيس الشباك في حالات كان الموضوع ضمن صلاحياتهم”.
يشار إلى أن هناك شبهات بإقدام نتنياهو باقتناء غواصات من شركة ألمانية رغم حاجة الجيش لها وذلك كي يعطي ابن عمه المحامي الذي أنفذ الصفقة فرصة للحصول على مكافأة مالية باهظة بلغت 13 مليون يورو يقال إنهما تشاركا فيها خلسة. كما توجه أصابع اتهام لنتنياهو بأنه وافق على بيع ألمانيا لمصر غواصات طمعا بتحقيق مكاسب مالية له ولابن عمه وهذا ما يعتبر في إسرائيل أمرا في غاية الخطورة خاصة أنه من غير المألوف أن يتدخل رئيس الوزراء شخصيا بمثل هذه الصفقات كونها من اختصاص الخبراء والمهنيين. ويشير صاحب الإفادة المذكور بهذا الصدد الى أنه “في جميع الجلسات المشابهة تمّ تسجيل محضر كامل للجلسة، أيضًا في الجلسات الشخصيّة مع رئيس الحكومة والتي تم فيها طرح مواضيع حسّاسة، تم تسجيل محضر للجلسة، لكن الادعاءات والتفاصيل التي طرحها رئيس الحكومة حول الموافقة على بيع الغواصات للمصريين غير موثقة بشكل واضح. لا يوجد أي سر في العالم يسمح لرئيس الحكومة باستثناء كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية في مواضيع موجودة في لب صلاحياتهم المهنيّة”. وجاء في الإفادة أن الحديث يدور هنا “عن قرار مسبق بالعمل ضد تعليمات وطرق عمل الحكومة، وبخلاف المنطق الاستراتيجي الأمني بمواضيع حساسة، استخباراتيًا وأمنيًا”.

وأشارت إفادة أخرى تعود إلى مسؤول كبير في هيئة الأركان أن التحقيق في قضيّة الغواصات لم يتم كما يجب وأضاف: “بعد انتهاء التحقيق، نقل مكتب مراقب الدولة للمستشار القضائي للحكومة مواد إضافية، المواد التي تتطلب إجراء تحقيقات وفحوصات إضافية في القضية، حسبما اعتقد مراقب الدولة. كذلك الأمر بالنسبة لشرطة الاحتلال التي طالبها المستشار القضائي بفحص قضايا ذات جوانب جنائية كتبت في تقريرها أنه يجب إجراء تحقيقات إضافية واستمرار الفحص/ التحقيق الذي لم يتمّ حسبما أفاد المصدر ذاته”. وتظهر إفادة ثالثة أن أحد المندوبين عن المنظومة العسكرية كان طرح موضوع الغواصات قائلًا إن “هذا سيؤدي إلى موت جنود في الحرب القادمة” وأن نتنياهو لم يهتم بالادعاءات. وتمّ ضم هذه الإفادات التي كشفت عنها الصحيفة إلى الالتماس الذي تقدمت به الحركة من أجل جودة الحكم والذي تمّ تقديمه قبل أيام مطالبًا بفتح تحقيق جديد في قضية الغواصات. وكانت المحكمة قد رفضت خمسة شكاوى مشابهة لكن أيًا منها لم تشمل على هذا الكم من الإفادات المفصلة لكبار المسؤولين في المنظومة الأمنية، ومن المتوقّع ان يقدّم يوم الخميس القادم كلّ من نتنياهو والمستشار القضائي للحكومة ردّه للمحكمة العليا على الالتماس. وعلى خلفية هذه الإفادات تفاقمت الاحتجاجات الإسرائيلية ضد نتنياهو كما يتجلى في لافتات تحمل مضامين يستنتج منها أن أوساطا إسرائيلية واسعة فاض بها وملت من نتنياهو وفقدت ثقتها به ولجانبها ترفع رايات سوداء مما يزيد من قلق نتنياهو الذي يتابع بخوف تراجعا كبيرا في شعبيته كما تؤكد استطلاعات رأي متتالية منذ ثلاثة أسابيع. وعلى خلفية ذلك وفي محاولة للتحريض على المتظاهرين والتهويش ضدهم كتب نتنياهو في منشوره الذي نشره على صفحته في “فيسبوك” و”تويتر”: “هذا أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة الداعم للإرهابيين، والذي شارك في مؤتمر لـ حركة حماس الشهر المنصرم، يشارك في مظاهرة اليسار في القدس. وسائل الإعلام تتجند بالكامل لدعم مظاهرات اليسار التي تحطم أرقاما قياسية بالتحريض على العنف وقتل رئيس الوزراء”. من جانبه عقب النائب أيمن عودة على هجوم نتنياهو قائلا: “بعمل سياسي منهجي نفرض أنفسنا جزءًا شرعيًا من العمل السياسي، وهذا أكثر ما يهدّد نتنياهو. وهذه المظاهرات تزعج نتنياهو كثيرًا وعلينا تعميقها حتى تصل إلى مئات الآلاف وحتى المليون متظاهر ضد نتنياهو وسياسته الاقتصادية، وبدلا من انتظار النتيجة علينا أن نفرض خطابنا ومميزاتنا لا سيما أن الجماهير العربية هي التي تُعاني أكثر من غيرها من الوضع الاقتصادي وهي تعاني أكثر من غيرها من الملاحقة وتضييق الهامش الديمقراطي.

تصدير الأزمة للخارج

نتنياهو عالق في مثلث برمودا بين أزمة الكورونا وأزمة اقتصادية حادة وبين مشاكل أمنية على جبهتي الشمال والجنوب.

وفي هذه الأثناء تتواصل عملية التراشق وتبادل التهم بين “الليكود” برئاسة نتنياهو وبين “أزرق- أبيض” برئاسة بني غانتس حول قضايا داخلية كثيرة مما يدفع محللين ومراقبين كثر عن موعد الانتخابات القادمة رغم أن الحكومة الحالية عمرها عدة شهور فقط. ومن القضايا المختلف عليها المصادقة على ميزانية عامة فـ الليكود يريدها لعام واحد وأزرق- أبيض يريدها لعامين وقد تم الاتفاق على 25 الشهر الجاري موعدا أخيرا للاتفاق على موضوع الموازنة العامة وإلا سيتم تفكيك الحكومة. لكن محللين آخرين يرون أنه لا مصلحة للطرفين بتفكيك الحكومة الآن بسبب تدني شعبيتهما ولأن نتنياهو عالق في مثلث برمودا بين أزمة الكورونا وأزمة اقتصادية حادة وبين مشاكل أمنية على جبهتي الشمال والجنوب. كما يستبعد مراقبون إسرائيليون كثر أبرزهم رفيف دروكر المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية 13 أن يلجأ نتنياهو لتصريف أزمته الداخلية للخارج من خلال حرب مع حزب الله ويعتبرونها مغامرة كبيرة لا يجرؤ نتنياهو على القيام بها على الأقل الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *بداية النهاية للمجرم (النتن) إن شاء الله.
    كل التوفيق للأخ المناضل أيمن عودة
    وجميع أعضاء القائمة المشتركة الأبطال.

  2. يقول Al NASHASHIBI:

    There is NO POWER CAN spheterizing OUR JUSTIFICATION…
    PHILISTINE IS A FIRE NEVER DIE…
    SARCOPHAGUS SAVAGE ZIONISM MUST pulverized to ACHIEVING HARMONY BIOS WITHOUT BIAS FOR PAN HUMANITY…

  3. يقول فلسطيني من بريطانيا:

    انا معجب بشخصية ايمن عوده، فلسطينني الداخل هم رأس حربة العمل النضالي السلمي لشعبنا بالضفه والله الموفق.

    1. يقول فلسطيني من بريطانيا:

      هذا اسمه العمل النضالي الايجابي الذي ينعكس على الواقع قالطبل الاجوف صوته عالي بدون فائده مثل الشعارات الجوفاء التي لم تنعكس على واقع شعبنا بالداخل.
      لو انضمت جميع القوى لايمن عوده وحلفائه فقد يصل عدد المقاعد لعشرين واكثر وعندها ستكون القائمه المشتركه رقما صعبا لا يمكن تجاوزه

إشترك في قائمتنا البريدية