القيادة السورية قررت الاعتماد فقط على ‘الوحدات الخاصة’ لتنفيذ العملياتدمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: تفيد المعلومات الواردة من عدة مدن سورية أن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الجيش مستمرة تحت ما سمي بعملية ‘بيرق الأسد’ التي كانت قد بدأت منذ عدة أيام، وأنها لن تتوقف في الأيام القليلة المقبلة.مصادر السلطات السورية تقول ان القيادة العسكرية بدمشق تتشدد في ضرباتها مستخدمة أسلحة متوسطة ومستعينة بقوات من النخبة التابعة لـ’الوحدات الخاصة’، لأنها (القيادة العسكرية) تتخوف من إمكانية السعي لتأمين أية بقعة أو حيز جغرافي في الداخل السوري من قبل بعض أوساط المعارضة المسلحة لإعلانه كجزء منفصل عن الدولة السورية يشكل بعداً مكانياً لمجلس انتقالي سوري يجري إعداده في الخارج تتبعه اعترافات دولية من عواصم غربية وعربية، الأمر الذي يضع السلطات السورية في موقف خطير وحرج للغاية، وذلك وفق تفكير السلطات الرسمية التي تضيف مصادرها لـ ‘القدس العربي’ أن بعض العواصم جاهزة تماماً للاعتراف بأي مجلس انتقالي يستطيع تأمين مساحة جغرافية تحت سيطرته داخل سورية.وفي الجانب الآخر يشدد ناشطون ومعارضون سوريون على أن عملية ‘بيرق الأسد’ تلك، هي العملية العسكرية الأعنف والأكثر انتشاراً على المستوى الجغرافي داخل سورية منذ بدء الاحتجاجات بغرض القضاء على مساحات الاحتجاج الشعبي الأكثر اندفاعاً وحدّة ضد النظام السوري لاسيما في ريف محافظة إدلب شمالاً وتحديداً مناطق وقرى جبل الزاوية وبعض قرى مدينة حماة ومناطق أخرى من حمص في الوسط، ويُضيف هؤلاء أن ما تشنه القوات السورية من عملياتمركزة هدفه فقط إنهاء الاحتجاجات وإحكام السيطرة على تحرك الشارع.وشهدت الساحة السورية ظهوراً لقوات عسكرية مناهضة للنظام، كُشف عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها ظهور ما سميت بـ’كتيبة الضباط الأحرار’، بقيادة المقدم حسين هرموش وهو من محافظة إدلب وانشق عن الجيش السوري في وقت سابق، وكذلك ظهر ما سمي ‘جيش سورية الحر’ بقيادة الضابط المنشق رياض الأسعد الذي قال في تصوير مسجل بث عبر الانترنت انه أسس كتيبتين واحدة حملت اسم معاوية وأخرى اسم أبو عبيدة الجراح.وفي السياق ذاته تؤكد مصادر سورية متابعة أن القيادة السورية قررت الاعتماد فقط على ‘الوحدات الخاصة’ في الجيش السوري لمعظم العمليات العسكرية التي ينفذها حالياً أو سينفذها لاحقاً، وأن أفواج الوحدات الخاصة الـ (10) التي انسحبت من لبنان في العام 2005 وتم توزيعها على الفرق العسكرية المتعددة في الجيش السوري، سيجري ضمها إلى قيادة الوحدات الخاصة حصراً ضمن سياق مهامها.الى ذلك أكد ناشطون سوريون الأربعاء أن قوات الأمن السورية هاجمت الليلة قبل الماضية مجلس عزاء الناشط غياث مطر في بلدة داريا بريف دمشق بعد مغادرة أربعة سفراء أجانب كانوا قد قدموا إلى المجلس لتقديم العزاء. وأوضح النشطاء أن قوات الأمن قامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين. والسفراء الأربعة هم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان. ولقي مطر (26 عاما) حتفه بسبب التعذيب خلال اعتقاله. وكان تم اعتقال مطر في الخامس من أيلول (سبتمبر)، وأكدت مصادر مقربة من الأسرة أن جثته حملت آثار تعذيب.”” كما قال نشطاء إن عشرات المدرعات ومئات الجنود السوريين اقتحموا بلدات وقرى قرب الحدود الشمالية الغربية مع تركيا الأربعاء في تصعيد لحملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات الشعبية وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش.وأضافوا أن قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلافا من طريق سريع قريب بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها.وقال ناشط محلي ‘سقط قتلى وجرحى لكن لا توجد وسيلة حتى الآن لتأكيد الأعداد لأن الاتصال صعب’.