الناصرة ـ «القدس العربي»: بخلاف الموقف الإسرائيلي الرسمي أبدت أوساط سياسية وجهات غير رسمية تحفظها إزاء جريمة قتل الشاب خير الدين حمدان من كفركنا قضاء الناصرة ليل الجمعة الماضي، مشيرة لكونها جريمة مس بالديمقراطية وتهديدا للأمن الإسرائيلي. وبعكس مزاعم الشرطة الإسرائيلية التي سارعت إلى القول إن عناصرها أطلقوا النار حلى خير حمدان(22 عاما) دفاعا عن النفس، يظهر شريط فيديو قصيرا من كاميرا مراقبة في الحي أن الشاب قتل برصاص من الخلف، وتم التأكد من موته قبل جره لسيارة الشرطة بصورة همجية.
ولبى فلسطينيو الداخل نداء لجنة المتابعة العليا، الهيئة التمثيلية العليا، بالإضراب العام والقيام بمسيرات واعتصامات غاضبة في البلدات العربية هتف فيها الشباب ضد الإرهاب الإسرائيلي وهي تعيد للأذهان أجواء سادت قبيل هبة القدس والأقصى عام 2000.
وشهدت البلدة أول من أمس وأمس مواجهات مع الشرطة هتف فيها الشباب الغاضبون « شدوا الهمة يا شباب تنغيّر قانون الغاب «، «ما منها وما منها إسرائيل دولة إرهاب»،» دم خير بنادي حرةّ يا أرض بلادي» و»يا شعبنا دوس دوس ع المتعاون والجاسوس».
ويتفق قادة فلسطينيي الداخل على أن جريمة القتل في كفركنا جاءت تطبيقا عمليا لتصريحات وزير الشرطة يتسحاق أهرونوفيتش الذي دعا يوم الأربعاء الماضي لقتل «المخربين» على الفور بالميدان.
ويوضح رئيس المجلس المحلي في كفركنا مجاهد عواودة لـ «القدس العربي» أن الشرطي الذي قتل خير الدين ليس سوى المسدس محملا مسؤولية إعدامه لوزير الشرطة وللحكومة التي يواصل أعضاؤها التحريض السافر على فلسطينيي الداخل منذ العدوان على غزة بشكل غير مسبوق.
ويطالب عواودة بلجنة تحقيق مستقلة تكشف عن الحقيقة وتدين المجرمين وتعاقبهم، محذرا من أن محاولات التبرير وتأييد القتل بالتصريح والتلميح تعني صب الزيت على النار ودفع الأوضاع نحو تكرار هبة القدس والأقصى.
في المقابل حذر بعض رؤساء الحكم المحلي داخل أراضي 48 من محاولات حكومة بنيامين نتنياهو استدراج فلسطينيي الداخل لمواجهة حاسمة توظف نتائجها لخدمة هدفها بخلط الأوراق وإعادة الأوضاع للمربع الأول من خلال الزعم أن فلسطينيي الداخل أعداء وهم جزء من المشكلة ومن الحل. ولذا دعا رؤساء بلديات عرب كثر الحكومة لإعلان تشكيل لجنة تحقيق والمساهمة بتهدئة الخواطر، وحذروا الأحزاب من الانجرار نحو صدام واسع يهدد المصالح العليا لفلسطينيي الداخل.
وقالت «يديعوت احرونوت» ان المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، عقد امس، جلسة مع كبار المسؤولين في النيابة العامة والشرطة لمناقشة قضية كفر كنا. وذكرت الصحيفة ان افراد الشرطة يخدمون في اطار وحدة «اورغان» في شرطة الناصرة، وهي وحدة توجد على اتصال دائم مع سكان المنطقة، وكل شرطي من افراد الوحدة يفترض ان يكون مزودا بمسدس ليزر. والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كانوا يحملون هذه المسدسات فلماذا لم يستخدموها لإحباط الشاب وقرروا استخدام الرصاص الحي.
ولم يتطرق نتنياهو أمس إلى حادثة القتل مكتفيا بالقول إن إسرائيل دولة قانون، ولن تتحمل خرق النظام والشغب. وبدلا من محاولة تهدئة الأوضاع وإعلانه عن التحقيق بالقتل مضى بتهديده ووعيده بملاحقة من يلقون الحجارة ويسدون الشوارع ويدعون إلى اقامة دولة فلسطينية بدل دولة اسرائيل. وتابع «من لا يحترم القانون سيعاقب بشدة. سأوجه وزير الداخلية لفحص سحب المواطنة ممن يدعو إلى تدمير اسرائيل».
وانضم وزير الاقتصاد رئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت للتحريض ومحاولات ترهيب فلسطينيي الداخل ناعتا الشهيد خير الدين حمدان بـ «المخرب».
وكتب وزير الخارجية رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان على صفحته في الفيسبوك، انه يدعم تصريح وزير الشرطة يتسحاق اهرونوفيتش بأن المخرب الذي يصيب المدنيين يجب قتله، ويدعم الشرطة التي تعمل بهذه الروح ولا تظهر أي تسامح امام «الارهاب». وكتب على صفحته في الفيسبوك ان «مخربا عربيا اصيب بالجنون هاجم دورية للشرطة مع سكين في محاولة لقتلهم.
أما وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، فقال ان وحدة التحقيق مع رجال البوليس التابعة لوزارة القضاء «ماحش» بدأت التحقيق في «احداث كفركنا»، ولذلك يجب التحلي بالصبر وانتظار نتائج التحقيق.
تحذيرات يعلون
في المقابل تطرق وزير الدفاع موشيه يعلون، خلال لقاء مع القناة العاشرة، إلى الوضع الأمني في القدس المحتلة، وقال انه «لا يمكن تجاهل كون بعض الاحداث كانت نتاج استغلال ما فعله، للأسف، وزراء وأعضاء كنيست دخلوا بهذا الشكل او ذاك إلى الحرم». واضاف يعلون: «من حقنا دخول الحرم بالتأكيد، وقد دخل اليهود وسيدخلون إلى الحرم، ولكن هناك وضع راهن شديد الحساسية اتفق عليه بيننا وبين الأردن، ويجب تنفيذه. صحيح أن الجانب الثاني يستغل ذلك ويحوله إلى استفزاز وتحريض، ولكن علينا ألا نشعل ذلك».
من جانبها طالبت أوساط يسارية بالتحقيق العاجل واتهمت وزير الشرطة بتشريع الاعدام. وقال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ انه يجب اجراء تحقيق عاجل وحتى النهاية، لافتا إلى ان شريط الحادث يثير القلق الشديد. وتابع في بيانه ادعو الحكومة والقيادة القومية إلى اجراء حوار مع سكان القرية وكل الجمهور العربي قبل ان تتدهور الأوضاع إلى احداث مشابهة لأكتوبر 2000».
وربطت رئيسة ميرتس، زهافا غلؤون بين احداث الاسبوع الأخير واطلاق النار في كفر كنا، بقولها ان «معايير الاحتلال والتصفية التي تنفذها الشرطة وتغلغلت من المناطق إلى القدس تهدد المواطنين العرب في إسرائيل». ودعت المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، إلى التحقيق في مسؤولية وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش الذي شرّع القتل عندما قال ان المخرب الذي يتعرض للمدنيين يجب قتله.
عملية إعدام
ويبدي قادة فلسطينيي الداخل غضبهم الشديد من الجريمة المروعة ويؤكدون أنها تعكس استمرار الشرطة الإسرائيلية بالنظر لفلسطينيي الداخل كأعداء. ولذا كتب النائب محمد بركة (الجبهة) برسالة عاجلة إلى الوزير اهرونوفيتش «ان مصدر سلوك الشرطة هو المفهوم المشوه والخطير ازاء الجمهور العربي، والذي يعتبر كل عربي عدوا كما حددت لجنة اور». وأضاف: «منذ اكتوبر 2000، قتل 33 مواطنا عربيا من قبل الشرطة بظروف مشابهة واليد الخفيفة على الزناد لا تتوقف عندما يكون المقصود عربا، لا بل تواصل بوتيرة أعلى ويبقى المجرمون طلقاء».
وقال النائب باسل غطاس (التجمع) لـ «القدس العربي» ان الشريط يظهر بوضوح ان ما حدث هو عملية اعدام بدم بارد، لأن الشرطة لم تواجه في أي مرحلة الخطر، وتم اطلاق النار على الشاب من الخلف عندما ابتعد عن سيارة الشرطة وهرب. وتابع «هذا تطبيق فوري لسياسة الاعدام بدون محاكمة التي اعلن عنها الوزير اهرونوفيتش قبل عدة ايام. ما حدث هو خط احمر تتحمل الشرطة مسؤوليته».
وأوضح النائب احمد الطيبي (العربية الموحدة) ان الشرطة لم تكن ستتصرف هكذا في بلدة يهودية، وذكر أن الشرطة لم تطلق النار على قاتل رئيس حكومة إسرائيل الراحل اسحق رابين.
وردا على سؤال «القدس العربي» قال الطيبي إن قادة فلسطينيي الداخل اعلنوا الاضراب العام وتنظيم مسيرات شعبية أمس للتأكيد أن دمهم ليس مباحا ولمنع الجريمة القادمة. وتابع «كان يمكن السيطرة عليه، لكنهم تصرفوا حسب روح القائد الاسرائيلي، فوزير الامن الداخلي قال قبل ايام ان كل حدث كهذا يجب ان ينتهي بالقتل».
ووجهت صحيفة «هآرتس» انتقادات إلى سلوك الشرطة مطالبة بالتحقيق ونقلت مخاوف الجيش وجهاز الامن الداخلي «الشاباك» من امتداد احداث العنف من القدس إلى المجتمع العربي داخل إسرائيل وإلى اراضي السلطة الفلسطينية. ويرى الجهاز ان هناك تنظيمات اسلامية مختلفة، وفي مقدمتها حركة حماس، تحاول اشعال موجة من العنف الشعبي على خلفية التخوف من محاولة اسرائيل تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي.
هبة القدس
واوصت العديد من الأذرع الامنية خلال المشاورات بالعمل على تخفيف اللهجة السياسية حول الحرم القدسي الشريف والاهتمام بكبح هجمة الزيارات التي يقوم بها وزراء ونواب اليمين إلى الحرم. وحسب بعض المسؤولين سيضطر نتنياهو إلى دراسة ما اذا سيصدر اوامر واضحة بمنع دخول النواب إلى الحرم. وقالوا ان مفتاح تهدئة الاوضاع، إلى جانب زيادة قوات الشرطة في القدس المحتلة، يكمن في كبح الاستفزاز من الجانب الاسرائيلي.
وديع عواودة
المخطط كبير ويتضمن تهجير تدريجي وربما بايدي نظيفة وليس بشكل جماعي لعب 48 تمهيدا لاعلان يهودية الدولة اللاجئون في الشتات اذا دخلوا خط المواجهة سيقصموا ظهر الاحتلال وسيعيدوا الخطط التي تم رسمها ووضعها بالاتفاق مع بعض دول الابتذال العربي الف سنة الى الوراء ولتتدمر حصون الظلم على راس ساكنيها يا شعبنا من القدس الى غزة الجريحة الى كفر كنا والمثلث ووادي عارة عار علينا ان تحملوا عبء الصراع وحكم متى يا ربي سنصبح نحن اللاجئون الرقم الاصعب اننها اهم ورقة فاصلة واهم ثقل ووزن ونحن القاصمة ونحن العاصفة ونحن ثار السنين نحن بقية القصة في شقها النهائي الاهم كما كنا بدايتها نحن الذين يمكننا قلب معادلات الابتذال راسا على عقب ونحن الذين كنا جرح الوطن فلماذا ينتفض فقط من فيه ؟ !