«من اجل الاقصى نقوم بدهس اليهود»، هذا هو اسم أغنية جديدة غناها شابان فلسطينيان من رام الله. الشعار المشهور «الاقصى في خطر» يعتبر أداة تحريض من قبل جهات اسلامية متطرفة منذ ايام المفتي في القدس، صديق هتلر، الحاج أمين الحسيني. هذا التحريض الذي يحظى باجماع العالمين العربي والاسلامي، يقول إن اسرائيل تنوي هدم المسجد الاقصى من اجل بناء الهيكل الثالث مكانه.
في أساس هذا الطرح هناك عدة نظريات مفروغ منها وهي أنه لا علاقة للديانة اليهودية بهذا المكان وأن تواجد اليهود على الجبل يدنس قداسة المساجد، والملفت أن القرآن تحدث عن أن هناك مكانين مقدسين لليهود في جبل الهيكل. وايضا في كتاب التوجيهات للمجلس الاسلامي الاعلى عام 1924 كُتب بشكل واضح: «الموقع هو أحد الاماكن الاقدم في العالم، وقداسته تمتد الى حقب قديمة. وهو ينتمي الى هيكل سليمان، وهذا أمر لا خلاف عليه».
نظرية اخرى هي أنه يجب منع غير المسلمين من الصلاة في هذا المكان. وبشكل عام الصلاة هي الفرض الاكثر أهمية في الاسلام، كونها تعكس الايمان بالله. ومن لا يصلي يعتبر حسب الشريعة كافرا ويجب قتله. الصلاة لله الواحد هي قيمة عالمية ولا تخص فقط المسلمين بل تخص أي مؤمن أينما كان، وبالطبع لليهود والمسيحيين. القرآن يشدد على أهمية الصلاة ويقول إن الشياطين فقط تمنع الآخرين حقهم في الصلاة. مثلا: فرعون منع شعب اسرائيل من الصلاة، وكفار قبيلة قريش الذين منعوا النبي محمد من الصلاة في مكة، واليوم نشأت المفارقة في أن يمنع المسلمون أبناء الديانات الاخرى من الصلاة. اذا قمنا بدراسة التاريخ الاسلامي فاننا سنكتشف أن صلاح الدين الكبير الذي حرر القدس من أيدي الصليبيين لم تكن لديه مشكلة بأن يوقع معهم على اتفاق يافا عام 1192 حيث سمح لهم بالدخول الحر الى القدس كمسيحيين.
والنظرية الثالثة هي أن وجود اليهود على جبل الهيكل يثير الاستفزاز ويتسبب بسفك الدماء. ولكن الاحداث لا تنشأ فقط بسبب تواجد اليهود بل بسبب غياب تواجدهم. حيث ظل الجبل مهملا من قبل المسلمين المتطرفين، وهذا هو هدفهم. الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية والذي يلقب بشيخ الاقصى، يقود تنظيم المرابطين الذي فيه نشطاء دائمي التواجد فوق الجبل من اجل خلق استفزازات عندما يصعد اليهود الى هناك. ورواتب اعضاء التنظيم تقدمها جمعية «عمارة الاقصى» المقربة من حماس.
هناك وجهة نظر خاطئة اخرى سائدة في المجتمع الاسرائيلي وهي أنه كلما سمحنا للمسلمين بعمل ما يشاءون في جبل الهيكل فان الوضع الراهن سيستمر «الحرم لهم وحائط المبكى لنا»، ولكن حسب الايديولوجيا الرسمية للاسلام المتطرف وللسلطة الفلسطينية فانه ليس فقط لا توجد علاقة بين اليهود وبين الحرم بل ايضا لا توجد لهم علاقة بالحائط الغربي الذي هو «حائط البراق»، الحائط الذي ربط فيه النبي محمد حصانه عندما صعد الى السماء.
ونختم بنقطة أخيرة للتفكير: لو كان المسلمون قد احتلوا جبل الهيكل في عام 1967، فهل كانوا سيتنازلون عن هذا المكان لديانة اخرى؟.
اسرائيل اليوم 10/11/2014
ناسيا شيمر