نيويورك تايمز: شبكة علاقات سرية بين دول عربية وإسرائيل.. وهكذا فضحها نتنياهو

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقامة علاقات مع دول الخليج لم ينجح لأنه أصبح أكثر إقناعا، ولكن لأن دينامية المنطقة والعالم تغيرت.

فمنذ عام 2009 وهو يخبر الإسرائيليين أنه يستطيع إقامة علاقات مع الدول العربية دون الحاجة لإقامة سلام مع الفلسطينيين، وحقق ما يريده يوم الخميس، عندما أعلن عن اتفاق للتطبيع مع الإمارات العربية المتحدة.

وفي تقرير أعده ديفيد هالبفينغر ورونين بيرغمان، قالا فيه إن نتنياهو قام وفي كل مناسبة سنحت له بمضايقة دول الخليج ودفعها للخروج من التعاون السري مع إسرائيل والكشف علنا عن العلاقات. ومرة بعد الأخرى تردد قادتها وطالبوه بحل النزاع مع الفلسطينيين، ثم بعدها يكون لكل حادث حديث.

نتنياهو قام وفي كل مناسبة سنحت له بمضايقة دول الخليج ودفعها للخروج من التعاون السري مع إسرائيل والكشف علنا عن العلاقات

وبدا نتنياهو في حديثه المتواصل عن علاقات مع دول عربية وإسلامية منفصلا عن الواقع أو حالما، لكن الاتفاق الذي عقده مع الإمارات كان نتاج تطورات بالمنطقة مثل الربيع العربي الذي أعطى دول الخليج صورة عن أن الغضب الشعبي بسبب القمع والفساد هما أخطر على حكمها من أي تداعيات بسبب الفشل في التضامن مع الفلسطينيين.

كما غير الربيع العربي الحسابات الخليجية عندما وقفت إدارة باراك أوباما متفرجة على سقوط نظام حسني مبارك في مصر، ورفضت التدخل في سوريا، حتى بعد استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين. أما العامل الأخير فهو التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة من اليمن إلى العراق ولبنان وسوريا، حيث بدأت دول الخليج ترى في طهران تهديدا أكبر عليها من إسرائيل التي لم تتردد في حملتها ضد الجمهورية الإسلامية.

وبحسب ياكوف ميردودر، مستشار نتنياهو السابق للأمن القومي، فقد كانت دول الخليج تسمع من مصر والأردن حول فائدة إسرائيل في أمور الأمن القومي. كما أدت التغيرات الديمغرافية في دول الخليج حكوماتها بالتأكيد على أولويات أخرى مثل خلق فرص عمل والتي أصبحت أهم من دعم القضية الفلسطينية، في وقت أًعجب قادة دول الخليج بالتقدم الاقتصادي والتكنولوجي الإسرائيلي.

وتقول الصحيفة إنه لو ثبت الاتفاق مع الإمارات، فسيكون أول محاولة سلام يعد بها نتنياهو الإسرائيليين مع دول عربية منذ 11 عاما. ويأمل أن تحذو دولا عربية حذو الإمارات.

وفي يوم الجمعة، قال جارد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، إن تطبيع العلاقات مع السعودية بات “محتوما”. وتوقع يوم السبت وزير الأمن الإسرائيلي إيلي كوهين، أن يقيم السودان علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بنهاية هذا العام.

إلا أن المحللين تساءلوا فيما إن كانت الدول العربية الـ19 ستحذو حذو الإمارات وتفتح علاقات مع إسرائيل. ولا تزال الشعوب العربية تنظر لإسرائيل كدولة مغتصبة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتعاون مع مصر في فرض حصار ظالم على قطاع غزة.

وورث نتنياهو تقاليد طويلة من رؤساء الوزراء السابقين في إسرائيل الذين حاولوا عقد اتفاقيات سلام مع الدول العربية. لكنها كانت كما يقول أوزي أراد، مستشار نتنياهو للشؤون الخارجية في التسعينات، تحالفات لتحقيق المنفعة ووقتية.

ففي الستينات من القرن الماضي، قام الطيران الإسرائيلي بإنزال السلاح إلى اليمن لمساعدة السعودية التي كانت تدعم الملكيين ضد الثوريين الجمهوريين الذين دعمتهم مصر. واحتفظت إسرائيل بعلاقات مع عُمان منذ السبعينات من القرن الماضي.

وفي عام 1996 وبعد توقيع معاهدة أوسلو، فتحت إسرائيل بعثات لمتابعة المصالح الدبلوماسية لها في قطر وعمان والمغرب وتونس، وأُغلقت كلها بعد الانتفاضة الثانية. ولكن دول الخليج حملت إمكانيات لإسرائيل أكثر من “السلام البارد” الذي عقدته مع مصر والأردن اللتان خاضتا حروبا معها.

ويقول أراد، إن الإمارات لم تكن داعية للحرب في النزاع العربي- الإسرائيلي. و”اتخذت مواقف لكن لم يسفك دم، وكانت بعيدة، وكانت دولة غنية بالنفط تهمها المصالح والفرص الاقتصادية”.

واكتشفت إسرائيل مع زيادتها تنسيقها السري مع العالم العربي، أن الكثير من دوله كانت عملية ومتعاونة، رغم شجبها العلني لها ودعمها للمبادرة العربية التي اشترطت حل النزاع الفلسطيني قبل أي تقدم نحو التطبيع.

وفي مقابلة مع مدير الموساد مائير داغان قبل وفاته عام 2016 قال: “هناك تقاطع في المصالح، وليست صغيرة بيننا وعدد من الدول العربية”. وقاد داغان الموساد ما بين 2002- 2011 حيث أضاف أن “مصالح معظم هذه الدول- الأردن، مصر، السعودية، إمارات الخليج والمغرب وغيرها- لا تتطابق مع مصالح الثوريين الشيعة وحلفائهم في دمشق، علاوة على الجماعات الشيعية المسلحة. وأكثر ما كانت تخشاه هذه الدول العربية هو التفكير بإيران نووية، وربما كان خوفها أكثر من إسرائيل”.

وقاد هذا التعاون إلى إنجازات عظيمة للمخابرات الإسرائيلية بما فيها القدرة على مراقبة وضرب المسلحين في لبنان وسوريا وتحديد السفارات الإيرانية التي كانت ترسل الناشطين حول العالم، ونشر المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني.

وبعد إعادة انتخابه عام 2009، سيطر نتنياهو على الدبلوماسية السرية هذه. وقال دوري غولد، الدبلوماسي السابق ومستشار نتنياهو، إن الأخير كان مسحورا بالعالم العربي.

وتذكّر غولد كيف اجتمع نتنياهو مع عدد من الصحافيين العرب عام 1991 حيث “تحدث إليهم كشخص معاد ولكن كمن يريد العمل معهم”.

وكرئيس للوزراء، حاول نتيناهو الحصول على تعاون وصفقات صغيرة من القادة الذين قابلهم. وفي تحرك مبكر ضغط الدبلوماسيون الإسرائيليون من أجل فتح مكتب إسرائيلي في مقرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي اتخذت من أبو ظبي مقرا لها في محاولة من الأخيرة تقوية وضعها الدولي.

وفي 2015، افتتحت إسرائيل مقرا دائما لها، وهي أول بعثة دبلوماسية في الإمارات. ويعلق أراد: “بهذه الطريقة تم تحقيق الأمر، خطوة بعد خطوة وخلق شبكة كاملة من التعاون”.

ويقول المقربون من نتنياهو، إن دول الخليج أصبحت تنجذب أكثر لإسرائيل بسبب سحب أوباما القوات الأمريكية وقرارات الانسحاب المتعجلة التي أعلنها دونالد ترامب.

وقال مسؤول إسرائيلي: “لم يكن هناك أحد راغبا بحليف ضعيف”. وأضاف: “إسرائيل في المنطقة، ولن نصبح الانعزاليين الجدد أو نتحول نحو آسيا. وهناك تقاطع في المصالح، حيث أصبح أعداء إسرائيل أعداءنا”.

دول الخليج أصبحت تنجذب أكثر لإسرائيل بسبب سحب أوباما القوات الأمريكية وقرارات الانسحاب المتعجلة التي أعلنها دونالد ترامب.

لكن اغتيال القيادي في حماس، محمود المبحوح، في دبي، بدون تنبيه المخابرات الإماراتية ومحاولة التوبة من خلال بيع الإمارات طائرات مسيرة، أعادت عمل إسرائيل مع الإمارات للوراء عدة سنوات. لكن هذا لم يوقف حماس نتنياهو للتوصل إلى اتفاقيات مع دول الخليج.

وتذكر أميدور مناسبة في واشنطن حث فيها دبلوماسي سعودي إسرائيل لحل  النزاع مع الفلسطينيين كي تنتعش علاقات التعاون، و”قلت لا تعطوا مفتاح التغيير للفلسطينيين” و”كان هذا هو جوهر حديثنا مع دول الخليج لماذا تعطون المفتاح للفلسطينيين؟”.

لكن نتنياهو بدأ بالكشف عن العلاقات السرية. ولسنوات عدة منع الرقيب العسكري الكشف عن علاقات تعاون إسرائيلية- عربية خشية أن تؤدي إلى تظاهرات ضد الدول العربية المتعاونة.

وعندما خفف نتنياهو من الرقابة وبدأ بالحديث، لم تندلع المظاهرات، وبدا الرأي العام العربي غير مبال. وتم تكبير الكثير من التطورات، فقد منحت إسرائيل مصر الدور الرئيسي للتفاوض مع حماس للإفراج عن جندي إسرائيلي اختطفته الحركة.

كما سمح لموفد  قطري بإيصال المال إلى قطاع غزة. وأمرت إسرائيل دبلوماسييها بدعم السعودية في نزاعها مع إيران وحزب الله في لبنان. وقامت إسرائيل بشن غارات ضد مواقع لتنظيم “الدولة” في سيناء لمساعدة  مصر.

وردت السعودية بمنح الخطوط الهندية  من نيودلهي- تل أبيب التحليق فوق  أجوائها. وزار نتنياهو عُمان وقابل في شباط/ فبراير رئيس المجلس السيادي وفتح ممرا جويا  للخطوط الجوية الإسرائيلية إلى أمريكا اللاتينية.

وبالنسبة للإمارات فقد كان السؤال حول كيفية الإعلان عن العلاقات. وفي 2018 التقى  نتنياهو مع يوسف العتيبة، سفير الإمارات في أمريكا بالصدفة بمطعم في واشنطن وتحدثا حول تحسين العلاقات بين البلدين.

وعندما قالت سارة نتنياهو إنها تأمل بزيارة العتيبة إلى القدس أجاب: “إن شاء الله”. وساعدت علاقة البلدين مع إدارة ترامب، العام الماضي تحدث العتيبة مع كوشنر حول إمكانية فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال كوشنر في مقابلة: “هذا أمر نراه محتوما لو وجدنا الطريق الصحيح لعمله، ونحن مهتمون”. وزاد الزخم عندما وصل الإماراتيون وممثلون عن دولتين عربيتين إلى البيت الأبيض لمناقشة مؤتمر البحرين الذي رعته أمريكا”.

وتقول الصحيفة إن خطة الضم التي لوّح بها نتنياهو أعطته شيئا كان يريده أكثر- التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أ.د/ غضبان مبروك:

    اذا كان الهروب الى تل أبيب بسبب ايران ، فان ما ينتظر هذه النظم المطبعة أسوا بكثير من ايران. عندما تمسكاسرائيل فبظتهاعلى النظم المطبعة فان ها لن تترك لها مجال للتحرك. سيتحولون كلهم الى عبيد وسيحدث لهمماحدث لليهود على يد الفراعنة.
    هذاجزاء من يخالف شرع الله ويحتقر شعبه ويتنكر لأصله ولا يوظف التاريخ وعبره المملؤء بالخيانات ونتائجها.

  2. يقول باشا مصر:

    حتى يعرف الحكام المطبعون والخونة أن لا قيمة لهم عند الصهاينة سوى التلذذ بانبطاح هؤلاء الديكتاتوريات الخونة عند أرجل اليهود وضد إرادة الشعوب الإسلامية..وكأن نتنياهو يقول لأكثر من مليار مسلم انظروا إلى من يحكمونكم إنهم يخونونكم علنا ..إسرائيل تتلذذ الآن بحجم الذل الذي أطلقته والخونة المطبعون رغم انوفهم لا حول ولا قوة الا بالله.

  3. يقول MAAROUFI:

    يا ريت يتبعهم المغرب ؛بما آن جيراننا ياحسرة عرب ومسلمين شيدوا آكثر من ثلاثين قاعدة عسكرية على حدودنا مجهزة بآخر ما صنع الروس من أسلحة هجومية نرى اليهود ييزورون بلدهم الثاني بكثرة يصلون معنا صلاة الإستسقاء يدعون بالصحة مع ملكنا وشعبه ٠بالله عليكم كونوا صادقين من هم اليهود

إشترك في قائمتنا البريدية