قصة الأوغندية المذهلة ضاربة الرقم القياسي في الخصوبة والإنجاب والمثابرة

حجم الخط
0

عمرها 37 عاما وأنجبت 44 ولدا وتنتظر المزيد

 نواكشوط-“القدس العربي”: لو كانت عربية لما علم أحد بإنجابها لهذا العدد الكبير من الأبناء، لأن العرب أمة تخاف العين والنظرة بطبيعة تقاليدها، لكن الأفارقة ليسوا كذلك فلا وجود للنظرة عندهم؛ فهم لا يخفون أي شيء. ولو كانت صينية لقتلت فالإنجاب في الصين ممنوع إلا بترخيص حكومي لولد واحد.

عكس ذلك كله، تفتخر الأوغندية مريام ناتانزي بأولادها الأربعة والأربعين الذين بدأت إنجابهم عندما تزوجت وعمرها 12 عاما برجل يكبرها بأربعة أضعاف سنها.

بدأت الفتاة التي تعتبر من أخصب نساء العالم بعد أمنا حواء أصل البشرية، إنجابها لأبنائها عندما حملت وعمرها 13 عاما وولدت أول توأمين، ثم توقفت عن الإنجاب سنوات قبل أن تتدفق بطونها حيث حملت بثلاث دورات توأمة ثنائية تلتها أربع دورات توأمة ثلاثية وخمس دورات توأمة رباعية.

وهكذا أصبحت مريام ناتانزي أما لـ 44 ولدا وعمرها 37 سنة؛ وكانت الأوغندية تأمل عند زواجها في إنجاب ستة أطفال فقط، لكن مرضا جينيا نادرا أصابها وأدى لإنجابها توائم بالثلاثة والأربعة.

وأكد الدكتور شارل كغوندو طبيبها المتابع لحملها “أن مريام لديها استعداد غريب لإطلاق عدة بويضات في كل دورة وهو ما جعلها تنجب هذا العدد الهائل من التوائم” مشيرا إلى “أن حالتها جينية بالأساس”.

مع كل هذا، فإن أبناء مريام الأربعة والأربعين هم كل شيء في الدنيا بالنسبة لها، وهذا ما جعلها تعمل في ثلاثة مواقع للشغل لتؤمن حاجيات وضرورات أبنائها.

ومعلوم أن الأب في بعض التقاليد الأفريقية ليس مسؤولا عن إعاشة أولاده بل إن مسؤولية ذلك تقع على الأم فالأب مهمته المعاشرة والإنجاب لا غير.

ولم تجد مريام المسكينة في ظرف كهذا سوى بذل أقصى الجهد من أجل أبنائها فأصبحت تمارس حلاقة النساء وتزيين قاعات الحفلات مع جمع القطع المعدنية وبيعها في أسواق الصهر والقولبة والحدادة.

وتقوم مريام مع ذلك ببيع بعض المعجونات الغذائية التي تحضرها في كوخها الصغير، كما تسوق بعض النباتات الطبية الأخرى.

وتنفق جميع ما تحصله من هذه النشاطات، في تغذية وعلاج ودراسة أبنائها وتوفير الملابس لهم.

وتطمح مريام أن يحظى أبناؤها بحياة أفضل من حياتها حيث تبذل كل جهد لتوفر لهم فرص الدراسة ليواصل كل واحد منهم حياته الخاصة على أسس صحيحة وكافية. وتحتفظ على جدران كوخها بصور أبنائها الذين حصلوا على شهادات.

غير أن المؤسف هو ما وقع لمريام وهي تخوض معارك حياتها وحيوات أبنائها، فقد طلقها زوجها يوم أن ولدت آخر توائمها وبقيت المسؤولة الوحيدة عن هذا العيال الكبير.

واضطرت في هذا الظرف لقطع دراسة بعض أبنائها الكبار وتوجيههم نحو البحث عن أعمال لمساعدتها في مستلزمات أسرتها.

وتعيش أسرة مريام في أربعة أكواخ صغيرة مبنية بالطين بسقف من الحديد، وينام بعض أبنائها على أسرة بعضها فوق بعض، بينما ينام البعض الآخر على حشايا أرضية ومنهم من ينام دون فراش على الأرض الوسخة: إنها الحياة في أفريقيا.

ويساعد الأبناء أمهم مريام في المهام المنزلية التي تجمع بين الطبخ وغسيل الثياب وتنظيف الأكواخ.

ولتذكير أبنائها بواجبهم الأسري، كتبت شعارا على بوابة منزلها “يوم السبت تعملون كلكم من أجل حياتنا”. ليست حياة مريام سعيدة لكنها مع ذلك حياة جميلة ونشطة.

كل ما تحلم به الأوغندية المنجبة مريام هو أن يكون حظ أولادها في الحياة أفضل من حظها فيها، لقد بدأت معاناتها مع الزواج والحمل والإنجاب وهي فوق العشر سنوات بقليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية