واشنطن بوست: لماذا اعتقلت السلطات الأردنية الفنان عماد حجاج إذا كانت حقاً مهتمة بحرية التعبير؟

رائد صالحة
حجم الخط
23

واشنطن-“القدس العربي”:
أثارت صحيفة “واشنطن بوست” علامات استفهام بشأن حرية التعبير والصحافة في الأردن بعد اعتقال الزميل الفنان رسام الكاريكاتير عماد حجاج، وقالت إن الأمر غريب برمته إذ أن الجريمة المزعومة ضده ليس لها علاقة بالأردن.

واشنطن بوست: الأمر غريب للغاية، الجريمة المزعومة ليست لها علاقة بالأردن

وأشارت الصحيفة إلى أن حجاج، وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، قد رسم كاريكاتيراً ينتقد تطبيع الإمارات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث عبر حجاج عن رأيه في القضية من خلال تصوير ولي عهد الإمارات محمد بن زايد مع العلم الإسرائيلي فيما تبصق في وجهه حمامة سلام تأخذ شكلاً يشير إلى رفض إسرائيل لبيع مقاتلات أمريكية إلى الإمارات على الرغم من موافقة بن زايد على التطبيع مع تجاهل تام للاحتلال الإسرائيلي  لفلسطين.

وقالت الصحيفة في المقال الذي كتبه داود كُتّاب، إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين قد رفض علانية معاقبة الصحافيين بسبب التعبير عن آرائهم، وأكد بأنه يريد أن تكون “السماء هي الحد الأقصى لحرية الصحافة”، ومع ذلك، يضيف الكاتب، وكما يظهر من خلال اعتقال حجاج، فإن القوانين الحالية في البلاد تتعارض في كثير من الأحيان مع هذا الهدف الرائع.
ومن المعروف أن غالبية الحكومات العربية تقوم بمحاولات لإسكات الصحافيين، عبر الإفتراء والتعذيب والاعتقال أو أو الغرامة بسبب كتاباتهم أو رسوماتهم، ويبدو أن الأردن ليس حالة استثنائية، كما يقول الكاتب، مضيفاً أنه على الرغم من نوايا الملك المعلنة، إلا أن الأردن لا يزال مكاناً معادياً للصحافيين، مشيراً على اعتقال فارس الصايغ ومحمد الخالدي لمدة ثلاثة أيام في أبريل/ نيسان الماضي.

لا يمكن الاعتماد على أمريكا لحل المشكلة، ترامب نفسه وصف الصحافيين بأنهم “أعداء للشعب”

وتناولت “واشنطن بوست” قضية منع وسائل الإعلام المحلية من تغطية اعتقال قادة نقابة المعلمين، ولكنها أكدت بشكل حاسم على أن ما يتعرض له رجال الصحافة في الأردن لا يقارن بما يحدث في الدول العربية الأخرى، إذ غالباً ما تؤدي معارضة الحكومة هناك إلى اعتقال وسجن الصحافيين والمدونين والنشطاء، وقد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى القتل كما حدث مع الصحافي جمال خاشقجي.
والاستنتاج المثير للاهتمام الذي خرجت به الصحيفة هو أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لحل هذه المشكلة، إذ أن الرئيس دونالد ترامب نفسه وصف الصحافيين بأنهم “أعداء للشعب”، ولكن المقال أكد على أن حرية الصحافة هي حق عالمي منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الأنسان، وهو إعلان صدقت عليه دول عديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك الأردن ومصر ولبنان والمغرب واليمن.
وأضاف صاحب المقال أن حالة عماد حجاج تُظهر بوضوح أن الأردن فشل في الوفاء بالتزاماته، وهو أمر ينطبق على الغالبية العظمى من الدول العربية الأخرى، بشأن حرية الصحافة والتعبير، وقال إن القادة العرب يجب أن يمنحوا الأولوية لحرية التعبير باعتبارها جزءاً هاماً من جهود الإصلاح والديمقراطية الضرورية لدفع المنطقة العربية إلى الأمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سليم إقمان:

    هذه دكتاتورية وليست مملكة حرة. هذا الشخص قبل أن يكون رسام لي الكاريكاتورات فهو مواطن ا و له كل الحق أن يعبر عن رأيه في إطار حرية التعبير..لماذا زج به في غياهب السجون ؟

  2. يقول صالح/ الجزائر:

    ربما تم اعتقاله لأن الإسلام يحرم تغيير خلق الله .

    1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      أخي صالح المحترم….
      هل تقول ذلك، جد ام هزل؟!

  3. يقول ابن كسيلة:

    ما أسهل إعتقال الناس عند ” العرب “

  4. يقول سعيد/الأردن:

    أعتقد بأنه لو كان رسم حجاج موجهاً لملك الأردن لما تمّ إعتقاله ولغض الطرف عنه….ولكن المصيبه في هؤلإ الذي طقع الزمن وأصبحوا زعمأ دول أمثال محمد بن زايد وبن سلمان وعقليتهم لا تتجاوز الشيخه حيث يشعرون بأن الأرض وما عليها من بشر ملك وعبيد لهم …بربكم هل هذه دوله الذي من أجل رسم كاريكاتير تهدد مواطنين دوله عاملين فيها يفوق عددهم 200 ألف بالطرد ولنقل بسبب ذنب رسام كاركاتير تباً لهكذا دوله وهكذا حكام…

  5. يقول سامح //الأردن:

    *برأيي المتواضع اعتقال الموهوب( حجاج)
    سيكون لفترة محدودة فقط.
    هذا الاعتقال جاء لامتصاص غضب ساسة أبوظبي.
    *المعروف للجميع ان (أبوظبي) تساعد
    الأردن (ماديا) وتحتضن آلاف الأردنيين
    وهذه مكاسب تريد الحكومة الحفاظ عليها
    وعدم خسارتها..
    *لو كان (الأردن) غنيا لكان الرد مختلف..
    *حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.

    1. يقول اردني:

      الاردن أغنى من الامارات ولكن للاسف

  6. يقول أبو العبد الحلبي:

    عن عَمْرو بْن المُهَاجر ، قال: قال الخليفة عمر بن عبد العزيز: “إذا رأيتني قد ملت عن الحق، فضع يدك في تلبابي، ثم هزني، ثم قل: يا عمر، ما تصنع ؟”. لقد كان مسموحاً ، أيام المجد ، انتقاد و تقريع المسئول الأعلى بمنتهى الشدة و هنالك قصص كثيرة بذلك . لكننا حالياً في عصر تكميم الأفواه ، ليس بسبب كورونا فحسب (!) و لكن لوقوعنا تحت الاستبداد المدعوم من الخارج .

  7. يقول القدس العربي عاصمة فلسطين:

    كل ما في اﻵمر هو خوف ملك اﻷردن من قطع اﻹمارات اﻹعانات ﻷردن فإن حكامنا يفضلون المال والذل على المواطن العربي

  8. يقول أبو العبد الحلبي:

    عن عَمْرو بْن المُهَاجر ، قال: قال الخليفة عمر بن عبد العزيز: “إذا رأيتني قد ملت عن الحق، فضع يدك في تلبابي، ثم هزني، ثم قل: يا عمر، ما تصنع ؟”. لقد كان مسموحاً ، أيام المجد ، انتقاد و تقريع المسئول الأعلى بمنتهى الشدة و هنالك قصص كثيرة بذلك . لكننا حالياً في عصر تكميم الأفواه ، لوقوعنا تحت الاستبداد المفروض علينا من الخارج .

  9. يقول Omar:

    موضوع ربط اعلان التحالف ما بين حاشية ابو ظبي والكيان الصهيوني بموضوع شراء طيارات حربيه من امريكا اعتقد انه ربط غير موفق .. فالذي لا يعارض تواجد مفاعل نووي في ابو ظبي لن يعارض تواجد طيارات حربيه هناك ايضا .. فموضوع الطائرات من الاصل ما هو الا لذر الرماد في العيون ..
    ..
    اما موضوع الفقر والغنى على المستوى الدولي فهو موضوع مرتبط بادارة الدوله والقائمين عليها .. مثال لذالك ابريطانيا لا يوجد فيها غاز وبترول و زراعه ولكن ولكن بافضل المسؤولين عن ادارتها تعد من اغنى الدول

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية