85٪ من الرأي العام العربي ضد «داعش» و59٪ يؤيدون ضربات التحالف ضده ولكن 22٪ فقط يرون أنها ستحقق أهدافها و73٪ ضد السياسة الأمريكية في المنطقة العربية

حجم الخط
0

الدوحة ـ «القدس العربي» عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات امس الأربعاء مؤتمرا صحفيا في مقره بالدوحة، وبشكل متزامن في مقر المركز في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وأعلن فيه نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وقد نَفَّذ المركز العربي هذا الاستطلاع بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام نحو التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وللتعرّف على مدى تأييد أهداف التحالف الدولي أو معارضتها، ومدى ثقة المواطنين بنجاح التحالف في تحقيق أهدافه، وكذلك آراء المواطنين تجاه هذا التنظيموأسباب رواجه بين مؤيديه وأنصاره. ويعدّ هذا الاستطلاع الأول من نوعه حول موضوع التحالف، وحول قضية راهنة مازالت تتفاعل، وهو الأوسع تمثيلاً؛ إذ استطلع اتجاهات الرأيالعام في سبعة مجتمعات عربية، وهي: تونس، ومصر، وفلسطين، والأردن، والسعودية، ولبنان، والعراق، فضلًا عناللاجئين السوريين (في كلٍ من لبنان، والأردن، وتركيا). وبلغالحجم الكلي للعينة 5100 مستجيبٍ ومستجيبةٍ موزعين على هذه المجتمعات المستطلعة، كما بلغ عدد المستجيبين فيكلِّ مجتمعٍ من هذه المجتمعات 600 مستجيبٍ ومستجيبةٍ، في حين بلغ حجم العينة المتعلقة باللاجئين السوريين 900 مستجيبٍ ومستجيبةٍ، والتي تم توزيعها على بلدان اللجوءالثلاثة بالتساوي. ونُفِّذ الاستطلاع خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2014. ولا بد من الإشارة إلى أنّ نسبة عالية من المستجيبين تجنّبوا المشاركة في الاستطلاع وفضّلوا عدم إبداء آرائهم في موضوع اعتبروه بالغ الحساسية من الناحية الأمنية والسياسية.
وأظهرت النتائج أنّ أغلبية مواطني المنطقة العربية تحمل وجهة نظر سلبية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»؛ إذإنّ 85٪ من المستجيبين قالوا إنّ موقفهم من هذا التنظيم هو موقف سلبي أو سلبي إلى حدٍ ما، مقابل 11٪ أفادوا أنّ نظرتهم تجاه التنظيم إيجابية أو إيجابية إلى حدٍ ما، وهذه النسبة مرتفعة ويجب ألا يستهان بها أو بدلالاتها. ويرى 13٪ منهم فقط أنّ شعبية التنظيم بين مؤيديه وأنصاره تعود لالتزامه بالمبادئ الإسلامية، في حين أنّ 55٪ من المستجيبين ذكروا أسبابًا أخرى لرواج هذا التنظيم بين مؤيديه، مثل إنجازاته العسكرية، أو استعداده لمواجهة الغرب وإيران، أو معاداته للنظامين السوري والعراقي، وادعائه الدفاع عن السُنة المظلومين في المشرق العربي.

ـ بشكل عام، هل لديك نظرة إيجابية أم سلبية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»؟

واتساقًا مع الموقف السلبي تجاه «داعش»، تظهر النتائج أنّ أغلبية الرأي العام في المنطقة العربية تؤيد أهداف التحالف الدولي وضرباته الجوية ضد التنظيم، كما تؤيد مشاركة البلدان العربية في هذا التحالف. ومع ذلك، هناك تيار جدير بالملاحظة والتحليل عارض التحالف وأهدافه ومشاركة دول عربية فيه، ويمثل نحو ثلث الرأي العام العربي. ويشير الدكتور محمد المصري، منسق وحدة استطلاع الرأي العام في المركز، إلى أنّ هذه النسب تعكس الفترة التي نُفِّذ فيها الاستطلاع؛ إذ إنّ اتجاهات الرأي العام هي اتجاهات متغيّرة حول هذا الموضوع الراهن والمتغير.

ـ بصفة عامة، هل تؤيد أم تعارض الضربات العسكرية الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الجماعات الإسلامية المتشددة («داعش» وغيره) في العراق وسورية؟

ومع أنّ الأكثرية تؤيد هذا التحالف وأهدافه، فإنّ أغلبية الرأي العام تبدي عدم ثقة بالتحالف وتشكّك كثيرا في إمكانية تحقيقه أهدافه. إنّ نسبة 22٪ فقط من المستجيبين هم على ثقة قطعية بأنّ هذا التحالف سيحقّق أهدافه. وترى أغلبية المستجيبين أنّ المستفيد الأكبر من هذا التحالف هم بالترتيب: الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، والنظام السوري، في حين قال 3٪ منهم فقط إنّ بلدانهم هي التي سوف تستفيد من التحالف.
وتظهر النتائج أنّ موقف الرأي العام في المنطقة العربية تجاه الولايات المتحدة – قائدة هذا التحالف – هو موقف في غاية السلبية؛ إذ إنّ 73٪ من المستجيبين وصفوا السياسة الأميركية في المنطقة بأنها سلبية وسلبية إلى حدٍ ما. كما اعتبروا أنّ على الولايات المتحدة أن توقف الدعم المادي والعسكري لإسرائيل، وأن تجد حلًا للأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري حتى تتحسّن نظرة الرأي العام العربي إليها. ولخّص د. المصري نتائج الاستطلاع بقوله: تبدي أغلبية الرأي العام العربي تأييدًا للتحالف ضد تنظيم «داعش» انطلاقًا من رفضها لهذا التنظيم، مع أنّ لدى هذه الأغلبية قدرًا كبيرًا من عدم اليقين في قدرة التحالف على تحقيق أهدافه وأنّ المستفيد من هذا التحالف ليس البلدان العربية بل الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والنظام السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية