عمان ـ «القدس العربي»: لولا عتقال ثلاثة من نشطاء نقابة المهندسين الأردنيين المحسوبين على التيار الإسلامي لاقتصرت آخر أخبار جماعة الإخوان المسلمين على المسيرات التي تنظم ظهر الجمعة تحت عنوان الدفاع عن المسجد الأقصى.
استفزازات إسرائيل للسلطات الأردنية في مدينة القدس أخرجت مجددا جماعة الإخوان المسلمين للحراك في الشارع وتحت مظلة عنوان سياسي بامتياز لا يمكن قمعه أو منعه لإن الدولة الأردنية نفسها تعلن «الاستنفار السياسي والدبلوماسي» في وجه الاعتداء الإسرائيلي على الرعاية والوصاية الأردنية للمسجد الأقصى.
نائب وزير الخارجية الإسرائيلي وعشية زيارة تم الإعلان عنها لوزير الخارجية جون كيري اجتمع ببعض السفراء ووجه رسالة ود للأردنيين عنوانها التزام إسرائيل بإحترام دور المملكة الهاشمية في رعاية وتولي مسؤولية الأماكن الدينية في مدينة القدس.
خارجية تل ابيب أعلنت عدم وجود خطط لإحداث أي تغيير في وضعية المسجد الأقصى بمعنى وصاية الأردن لكن في غرف القرار الأردنية لا تصدق الرواية الإسرائيلية واتخذ بأمر مباشر من القصر الملكي قرار بمتابعة الهجوم الدبلوماسي دوليا إلى أقصى مدى.
لذلك رد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على الرسالة الإسرائيلية الودية بتصريح من الرباط يؤكد أن حملة بلاده ضد الإاستفزازات الإسرائيلية ستتواصل.
وحسبما علمت «القدس العربي» ينوي الأردن عدم الاكتفاء بالتزامات «لعوبة» في السياق يمكن أن تقدمها حكومة بنيامين نتنياهو وسيعمل ليس على وقف التحرش الإسرائيلي ولكن على تثبيت ضمانات بأن لا يعود الإسرائيليون مستقبلا لإحراج الأردن باعتباره الوصي القانوني على المسجد الأقصى ومقدسات القدس المسيحية والإسلامية.
لا يعرف القوم وسيلة جذرية لإنجاز مثل هذه المهمة لكن مصدرا مهما في الحكومة الأردنية أبلغ «القدس العربي» بأن الملك عبدالله الثاني شخصيا يقف وراء التوجيهات للحكومة بالهجوم الدبلوماسي العكسي لمحاصرة السيناريـو الإسرائيلي، الأمر الذي تطلب عمليا الضغط على الإدارة الأمريكية وحضور الوزير كيــري للاستطـلاع والاستمـاع لوجهــة نظـر الأردن.
في أذهان الأردنيين المقايضة الدبلوماسية واضحة المعالم فإصرار إسرائيل على فتح جرح وملف المسجد الأقصى سيلحق ضررا بالتحالف ضد الإرهاب وقد يورط الجميع بانتفاضة ثالثة في الأرض الفلسطينية ويعيد إلى الواجهة أجواء عدم الاستقرار في المنطقة.
الرئيس محمود عباس من جانبه كان قد حضر إلى عمان وابلغ التلفزيون الحكومي بأن الوصاية على القدس والمقدسات للأردن قائلا «لا شك في ذلك» لكن هذا التصريح نظرت له بعض الأوساط السياسية بإرتياب لإنه يريح مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ويورط الأردن بحمل ثقيل على أساس ان توازنات القوة لا تسمح لعمان بثني إسرائيل عن أي إجراء في القدس.
بكل الأحوال لا زال الموقف معقدا إزاء الاحتمالات والسيناريوهات عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى وحساسية الموقف الأردني ويفترض ان زيارة كيري قدمت «حلا» للجانبين الأردني والإسرائيلي وضبطت إيقاع الإسرائيليين.
المؤسسة الأردنية ستتجه فيما يبدو لإكمال مشوار الاعتراض على إسرائيل وتحاول البحث عن وسيلة دولية تمنع تل أبيب من العبث مستقبلا في ملف الوصاية الأردنية لكن «القدس العربي» علمت بأن الوسائل لم تتقرر بعد والجهد الأردني سينتقل قريبا إلى مستوى توثيق الاعتبارات القانونية دوليا.
محليا أربك استفزاز إسرائيل في المسجد الأقصى الحكومة مع الرأي العام المحلي خصوصا وان إسرائيل حليف سياسي فيما يتعلق بالمساحة المخصصة لمكافحة الإرهاب إقليميا ودوليا وقد تصبح لاحقا من الحلفاء الاقتصاديين بسبب صفقة الغاز المثيرة للجدل والتي أشار مبكرا رئيس مجلس الأعيان الأردني الأسبق طاهر المصري وهويحذر من تداعيات التورط الاقتصادي مع إسرائيل.
هذا النمط من التورط الإقتصادي يقلق كثيرين في الأردن فيما تحاجج السلطات بأن اللجوء للغاز الإسرائيلي رخيص الكلفة نسبيا حصل بعد انغلاق طرق ضمانات الطاقة والغاز على مستوى الجوار العربي وخصوصا مع مصر وقطر.
خلفيات القلق تعود لقرارات مفاجئة اتخذت في الماضي القريب بترحيل شركات أجنبية تنقب عن النفط والغاز على نحو مفاجئ قبل الإعلان عن صفقة الغاز الإسرائيلية كما تعود للمخاوف التي زرعها في الواقع العام الكشف المتأخر عن بعض تفصيلات ملف التجسس الإسرائيلي المفخخ حيث تتسرب معلومات عن عملية تجسس محترفة عبر شركات اجنبية حصلت على عطاءات في الأراضي الأردنية.
بسام البدارين
اذا حاول الاخوان توتير ساحة داخلية في الاردن تحت اي حجة فاعتقد انهم سيحكمون على انفسهم بالموت والابادة مش كل مرة بتسلم جرة
الى السيد يواس ايه جوردان والله انك فالح ومحلل فهمان.