الاقتراب

استعرتُ من النّافذةِ
شغفَ الرُّؤيةِ الأُولى..
ومن الطَّريقِ مفاجآتِ الانعطاف..
ومن الرَّصيفِ
اضطّرابَ الشُّرفاتِ
كُلَّما اخترتِ مقعداً
وأجلستِ عليهِ الاقترابَ.

المسافاتُ سيرةٌ مُتمرِّسة
مظلاّتٌ لها مطرُها الخاصّ
دحرجي الرَّحيقَ على جسدي
أُدحرجُ العطرَ مساءَ غُيومكِ المُسترخية.

الحضارةُ في شهرِها التّاسع
والآباءُ كُثُرٌ كما تقولُ الشّرطة
وهذا أفضلُ الفُصولِ للفرارِ
فلنتعانق على سُلَّمٍ مُتداعٍ
ونُعيدُ إليهِ توّاً
ثقتَهُ بنفسِهِ.

لا فاصِلَ بيني وبينَ الضِّفّةِ الأُخرى
النَّهرُ صديقُ عينيكِ وقتَ انشطاري
والدَّمعةُ الإجباريّةُ كشقيقتِها الصَّفعة
تنبثِقُ على حينِ غرّة
كقدَرِ عاملٍ مياميّ.

من أجلكِ سأُقاومُ ثقلَ الثَّلج أكثَر
كشجرةٍ لا تُريدُ أنْ يُقالَ عنها يوماً
تخلَّتْ عنْ عصافيرِها
وقبَّلَتْ ذليلةً قدمَي الأرض.

نامي يا حبيبتي في أيِّ فراغٍ
سأكونُ سِرْبَ لمساتٍ
في شاطئٍ مررتِ بهِ منذُ فِراقيْن.

لنْ أستغلَّ غفوتكِ
كي أتلصَّصَ على دفترِ الأسرار
سأصنَعُ من صفحاتِهِ طائرات ورَق
وعندما تستيقظينَ
سأكونُ الفارِسَ القادِمَ
على حصانِ الأرَق.

كلمةُ غزَلٍ واحدة
فتَحَتِ البابَ
ولفَّتْ قوسَ قُزَحٍ رايةً على نهديكِ
ومضَتْ..

الأمَلُ الأمَلُ
اللَّعنةُ الأزليّةُ
أو سَوْطُ الغُفرانِ
ومِشنقةُ الرّيح العطشى.

٭ شاعر وناقد سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية