نواكشوط- “القدس العربي”: ربط معارضون تشاديون لنظام الرئيس إدريس ديبي بين النشاط الدبلوماسي الذي شهدته بلادهم مع إسرائيل، وبين اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه مؤخرا بين أبوظبي وتل أبيب.
فيما أكد أعضاء مدافعون عن نظام ديبي أن قطع الدول الأفريقية لعلاقاتها مع إسرائيل عام 1972 “كان بضغوط عربية وأن تطبيع الإمارات وهي دولة عربية لعلاقاتها بالكامل مع إسرائيل ينهي الحرج، فالأفارقة لا يمكن أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك”.
وأكد محمد صلاح عبد الرحيم الذهب، عضو حراك “الحكم الرشيد” بجمهورية التشاد، “أن وفدا تشاديا يقوده أحد أبناء الديكتاتور إدريس ديبي زار إسرائيل لبحث قضية تبادل السفراء، وهو ما يعري، حسب قوله، الطريقة التي يحكم بها الديكتاتور، حيث أنه يكلف أولاده بمهام قد لا يقبل القيام بها غيرهم”. وقال “آن الأوان لنوقف التصرفات الغبية لهذا الرجل الذي يدير بلدنا كما لو كان بلدا تملكه طائفة”.
وقد غصت مواقع التواصل التشادية بالتدوينات المعبرة عن هذه المواقف المعارضة للتطبيع مع إسرائيل، وأكد محللون لهذا التوجه “أن نظام إدريس ديبي حول جمهورية التشاد إلى خاصرة رخوة يواصل الصهاينة شقها للعودة من بوابتها إلى أفريقيا بعد سنوات طويلة من مقاطعة القارة السمراء للمحتلين”.
وتأتي هذه التطورات بعد قيام وفد من تشاد برئاسة عبد الكريم ديبي، نجل الرئيس إدريس ديبي، بزيارة سرية لإسرائيل قابل خلالها بنيامين نتنياهو.
وسارع نتنياهو للإعلان عن “اتفاق مع حكومة نجامينا حول تبادل السفراء وفتح السفارات”، بعد أن كان هو المعلن عن استئناف العلاقات التشادية الإسرائيلية في يناير 2019 بعد 47 عاما على قطعها.
لكن وزارة الخارجية التشادية سارعت لتكذيب ما أعلنه نتنياهو بخصوص تعيين السفراء، مؤكدة في بيان رسمي “أن ما أعلنه نتنياهو لا أساس له من الصحة”.
وأكد أمين أبا الصديق، وزير الخارجية التشادي، في تعليق على تغريدة نتنياهو، “ما تداولته وسائل الإعلام الدولية بخصوص عزم تشاد فتح بعثة دبلوماسية في القدس خلال سنة من الآن، أخبار عارية من الصحة”.
وقال “إن عودة العلاقات بين التشاد وإسرائيل لن تؤثر أبدا على موقف تشاد من القضية الفلسطينية ومن الأراضي العربية المحتلة”.
وأضاف الوزير “تشاد متمسكة بحوار شامل من أجل حل سياسي مقبول يقود لتعايش سلمي بين دولة فلسطين وإسرائيل طبقا للتوصيات الإلزامية للأمم المتحدة ولخطة السلام العربية”.
وكانت زيارة الوفد التشادي لإسرائيل قد أثارت مخاوف عدد من كبار المدونين في دول الساحل الذين رأوا في التقارب التشادي الإسرائيلي اختراقا لأمن دول الساحل.