رام الله ـ «القدس العربي»: ما أن أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي رفع القيود على دخول المسجد الأقصى، والسماح لكل المسلمين من كل الأعمار بدخوله، حتى تدفقت أعداد كبيرة من المُصلين من مختلف أنحاء القدس وفلسطين المحتلة عام 1948، للمشاركة في أداء صلاة الجمعة، بعد حرمان استمر أسابيع عديدة.
وشهدت شوارع القدس العتيقة، حركة نشطة للمواطنين عبر العديد من بواباتها باتجاه المسجد الأقصى، رغم أن الاحتلال نشر المئات من عناصر الشرطة وقواتها الخاصة في الشوارع والطرقات.
ولكن هذا الانفراج غير معروف الأهداف والدوافع، لم يغير موقف الشارع المقدسي، الذي تعود أن لا يثق بإجراءات الاحتلال الإسرائيلي. فرغم التوافد الكبير إلى الأقصى، إلا أن الترقب كان سيد الموقف، وطالب الحراك الشبابي المقدسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة إغلاق مساجد القدس القريبة من البلدة القديمة، في محاولة لدفع المزيد من المواطنين لأداء الصلاة في المسجد الاقصى.
وأعلنت شرطة الاحتلال أنها ازالت كذلك المكعبات الاسمنتية التي وضعت بين حيي العيساوية والتلة الفرنسية شمالي القدس المحتلة، بزعم الحصول على تعهد من قيادة حي العيساوية، بالحفاظ على النظام.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من الأردن، عن التوافق على اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتزامات مؤكدة للحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الاقصى.
وأتت تصريحات كيري، عقب اجتماع ثلاثي، في الأردن جمعته مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما غاب عن الاجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم وجوده في الأردن، ولقائه قبل ذلك بكيري، والملك عبد الله الثاني.
ولم تمنع الاجراءات الجديدة في المسجد الأقصى سلطات الاحتلال، من استمرارها في حملة الاعتقالات التي لم تتوقف في القدس، فقد أعلنت مصادر إسرائيلية، عن اعتقال ثلاثة عشر فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال والفتية، الذين لا تتجاوز أعمارهم ثمانية عشر عاماً، بعد مداهمة أحياء مختلفة في المدينة، خاصة بيت حنينا، والعيساوية، وحي سلوان وحي الثوري.
وكانت لجان المقاومة الشعبية، قد نظمت تظاهرة قبالة مطار قلنديا، قرب المعبر الذي أقيم لمنع الدخول إلى القدس المحتلة من جهة رام اللهز واقتحم أكثر من مئة ناشط فلسطيني المكان، في محاولة لاختراق الحواجز العسكرية الإسرائيلية، للوصول إلى القدس، عن طريق مطار قلنديا الدولي القديم.
ونجح العشرات من نشطاء المقاومة الشعبية في اختراق جدار الفصل، العنصري الموجود في محيط مطار قلنديا باستخدام «سلالم» أعدوها خصيصا لهذا الغرض، فيما انطلقت تظاهرات عدة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، للمطالبة بتحرير القدس المحتلة.
وكانت فعالية أخرى للنشطاء قد انطلقت من منطقة حزما باتجاه القدس المحتلة، إلا أن قوات الاحتلال لاحقت النشطاء في الشوارع، وقمعت التظاهرة بعنف، منعاً لهم من الوصول إلى القدس المحتلة، فيما تم الاعتداء على الصحافيين لمنعهم من نقل الحدث.
ونجح النشطاء كذلك في محاصرة القدس المحتلة في محاولة لفك الحصار عنها، عندما أغلقوا دوار مستوطنة «معاليه أدوميم»، قرب بلدة العيزرية، وفي مدينة بيت لحم تمكن عشرات النشطاء من الوصول إلى حاجز الاحتلال الجنوبي المسمى «300» في محاولة للوصول إلى القدس، إلا أن قوات الاحتلال قمعتهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، ومنعتهم من تجاوز الحاجز.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن نشاط أطلق عليه «ع القدس رايحين»، للصلاة في المسجد الأقصى، والتضامن مع المدينة المقدسة المحتلة.
فادي أبو سعدى
عملية إمتصاص للغضب لوقف الإنتفاضة , بعد الهدوء ستعود ريما لعادتها القديمة , كل يوم خطوة في إدارة الصراع . عدم السماح للفلسطينين من الضفة من الصلاة في الأقصي , وحرق أماكن العبادة تمييز عنصرى بغيض يهدف الي إشعال حرب دينية .