بالما دي مايوركا (أسبانيا) – «القدس العربي» بعد مرور شهر ونصف الشهر على ترك منصبه قائداً للمنتخب الأسباني في بطولة «كأس ديفيز» وانتهاء تجربته المريرة مع هذا المنصب، لم يعد كارلوس مويا بطبيعة الحال مهتما بالعودة مرة أخرى إلى موقعه القديم الذي لم يكن يتمتع فيه بأي قدرة على إخضاع اللاعبين لسيطرته.
وقال مويا خلال مقابلة في مدينة بالما دي مايوركا الأسبانية التي يقيم بها: «لم أكن أتمتع بأي ثقل حتى أطلب من اللاعبين أن يحضروا للعب».
وكان عام 2014 مريرا لمويا حيث أنه تجرع هزائم قاسية في ألمانيا والبرازيل، أعادت المنتخب الأسباني إلى منافسات القسم الثاني لبطولة كأس ديفيز بعد 19 عاما لم يغب فيها عن منافسات القسم الأول من هذه المسابقة، التي حصد لقبها خمس مرات منذ العام 2000.
وتعد جولة مباريات البرازيل هي الأصعب في مواجهة صاحب لقب بطولة «رولان غاروس» عام 1998، حيث أنه قوبل بعاصفة قوية من رفض تسعة لاعبين دفعة واحدة المشاركة في تلك الجولة، ما دفعه إلى اللجوء إلى خوض المنافسات بلاعبين من الصف الثالث وهو ما كلفه سقوطا مريعا في ساو باولو.
وكشف مويا أنه لم يندم على قراره بالرحيل، رغم الجدل الدائر حول تعيين جالا ليون خلفا له في منصب قائد المنتخب الأسباني، وقال: «لم أندم عندما تحملت المسؤولية ولم أندم عندما تخليت عنها بالإضافة إلى أنني أب لثلاثة أطفال وأود أن أكون بصحبتهم… السفر يرهقني… إذا كان السفر ذا نفع عام لا أجد غضاضة في السفر لبضعة أسابيع لكن إذا كان دون جدوى فمن الأفضل لي أن أمكث مع عائلتي».
وأشار مويا إلى أنه توقع أن يفتقد الكثير من اللاعبين خلال بعض مراحل البطولة، إلا أنه لم يتوقع هذا الكم من الغيابات، وقال: «توقعت أن يغيب بعض اللاعبين خلال مراحل معينة من البطولة لكن لم أكن أتوقع أبدا هذا الكم من الغيابات، خاصة في تلك المرحلة… هناك شعرت بأن كأس ديفيز ليس كما كنت أتوقع كبطولة يرغب في أن يظهر فيها اللاعبون… اللاعبون وصولوا إلى مراحل عمرية متقدمة… لقد أعطوا الكثير لأسبانيا… لقد فازوا بالبطولة ثلاث أو أربع مرات… لم أكن أتعامل مع لاعبين شباب لديهم طموح خوض البطولة والفوز بها».
وأوضح مويا أنه أصيب بالدهشة بعد الرفض الذي وصل إليه من لاعبين ينتمون لأجيال مختلفة، وقال: «لقد تفاجأت برفض العديد من اللاعبين من مختلف الأعمار وليس فقط من لاعبين مثل فيرير ورافائيل وفيليسيانو الذين فازوا بالكثير من ألقاب كأس ديفيز… لقد تلفيت الرفض أيضا من لاعبين لم تسنح لهم الفرصة للعب في هذه البطولة… لقد أخطأت في تجهيز الفريق ولا يمكنني إلقاء اللوم على اللاعبين… إنه خطأي أنا… عندما يفشل الكثير من اللاعبين في منافسات البطولة يفضل الكثير أيضا الامتناع عن المشاركة… إنها أحد مشكلات البطولة». وأضاف: «هناك بعض اللاعبين لم يكونوا يأملوا في أن يتم استدعاؤهم للمشاركة في المنافسات… عندما تحتل المركز السادس أو السابع أو الثامن أو التاسع في ترتيب اللاعبين في بلادك لا تأمل في أن يستدعونك… لقد كانت مفاجأة للبعض».
وتابع: «بعض اللاعبين رأوا الاستدعاء أمرا رائعا مثل بابلو أندوخار الذي لا أعلم إذا كان سيستمر في تلبية نداء الفريق بعد كل ما حدث أم لا ولكن أغلب اللاعبين رأوا الأمر على أنه مسؤولية ثقيلة… لقد حاولت أن أقنعهم أنها فرصة رائعة بالنسبة لهم». وأكد مويا أن اللاعبين كانوا في تلك الفترة ينتظرون خوض العديد من البطولات الأخرى ولهذا لم يكونوا مستعدين ذهنيا لمنافسات كأس ديفيز.
وفي معرض رده عن سؤال حول ما إذا كان ضروريا أن يقوم المدرب خافيير دوراتي، الذي شغل منصب قائد المنتخب الأسباني عندما حصد لقب كأس ديفيز عام 2000، بالضغط على اللاعب بابلو كارينيو الذي يتولى تدريبه في الوقت الحالي بعد أن رفض المشاركة مع الفريق عام 2014، أجاب مويا قائلا: «لن ألقي باللوم على اللاعبين… عندما يكون هناك ثمانية أو تسعة لاعبين غير جاهزين بسبب ظروف مختلفة حينئذ يكون هناك شيء غير طبيعي في نظام العمل وفي نظام المسابقة أيضا». ولمح قائلا: «التنس رياضة مختلفة عن كرة القدم أو كرة السلة… اللاعبون لا يعتمدون في أي شيء على اتحادات بلادهم… أنا اعتقد أن اللاعبين الذين ذهبوا إلى ألمانيا أو البرازيل ذهبوا ليسدوا لي معروفا وليس لأنهم يدافعون عن البلد أو أن كأس ديفيز تمنحهم شعورا مختلفا… لم يكن بمقدوري أن أجبرهم على المجيء أو اللعب أو على أي شيء آخر».
وأكد مويا أنه لم يكن لديه ما يهدد به اللاعبين لإجبارهم على اللعب، وأنه ما كان ليفعل ذلك حتى لو توافرت له الأدوات: «لم يكن لدي القوة التي تجبرهم على اللعب مثل العقوبات أو الغرامات المالية».
وأشار مويا إلى أن قانون الرياضة يمكن أن يكون عاملا مساعدا له، لكنه لم يكن ليستخدمه في إجبار اللاعبين لأنه لا يريد أن يكون معه لاعبون يشعرون بالضجر: «إذا طلبت منك اللعب وقلت لي أن كتفك يؤلمك ما فائدة قانون الرياضة هذا… حتى وإن كان قانون الرياضة يسمح لي بإجبار اللاعبين، ما هو وجه الاستفادة من ذلك… لا أريد أحدا يشعر بالضجر بسبب المشاركة معي في البطولة… أنا أؤمن أكثر في الحوار وإقناع اللاعبين… لقد تحدثت معهم عن خطورة الهبوط إلى القسم الثاني… كل لاعب له جدول مبارياته وأهدافه الخاصة وأنا أحترم هذا بشكل كامل».
وكشف مويا أنه اتخذ قرار الرحيل بشكل نهائي في جولة البطولة في الولايات المتحدة وأنه ما كان ليتراجع حتى لو حققت أسبانيا الفوز. ولمح مويا إلى أهمية أن يكون القائد مقنعا للاعبيه: «أعتقد أن اللاعب يمثل 90 أو 95 بالمئة… إذا استطاع القائد إقناع لاعبيه يمكنك حينها أن تضع على رأس قيادة الفريق شخصا لا علاقة له برياضة التنس… إذا أتيت بأحد الفتيان من الشارع وتمكن من إقناع نادال وفيرير سيكون أكثر فائدة من غيره الذي يمكن أن يكون الأكثر معرفة بلعبة التنس على مستوى العالم».
وأعرب اللاعب الأسباني السابق عن قناعته بأن القائدة الجديدة للمنتخب الأسباني يجب أن تتمتع بثقة اللاعبين حتى تحقق النجاح في مهمتها. وقال مويا أن جالا ليون لم تتدخل في عمله أو قرارته أثناء جولة المباريات في البرازيل بل كانت تسانده وأن وجودها مع الفريق في تلك الرحلة، ساعدها كثيرا على التعرف على طبيعة بطولة كأس ديفيز وعلى اللاعبين الذين شاركوا في تلك المرحلة.
ولمح مويا إلى أن جالا كانت تدخل لمرات قليلة جدا إلى غرفة خلع الملابس الخاصة باللاعبين وأنه كان الأكثر وجودا منها بطبيعة الحال.
وأجاب مويا عن سؤال حول إذا كانت غرفة خلع الملابس تلك من نوعية الغرف الصغيرة التي يمكن أن يصطدم المرء خلال مروره بطرقاتها بغرف الاستحمام قائلا: «تقريبا… تقريبا لكنني لن أدير دفة الحوار إلى هذه الناحية، لكن سأركز أكثر على قدرتها في قيادة الفريق وإذا كان لديها معلومات عن تنس الرجال وهو ما لا أشكك فيه… التنس ليس كرة القدم… من المهم في رياضة التنس أن يكون هناك إجماع في الآراء… اللاعبون علموا بخبر تعيين القائد الجديد من خلال الصحافة».