استمرار تسجيل مئات الإصابات الجديدة بـ “كورونا”.. الضفة تشرع بتطبيع إجراءات “تغليظ العقوبات” وغزة تشدد الحظر

حجم الخط
0

غزة–”القدس العربي”: استمر تسجيل الإصابات بفيروس “كورونا” بأعداد كبيرة في المناطق الفلسطينية، فيما شرعت الأجهزة المختصة في الضفة، بتنفيذ قرارات لجنة الطوارئ العليا، بتغليط العقوبات بحق مخالفي التدابير الوقائية، في الوقت الذي شددت فيه الأجهزة الأمنية في غزة، من عملية فرض إجراءات السلامة، وإلزام السكان بتدابير تخفيف حظر التجول.

مئات الإصابات وتشديد الإجراءات

وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، عن تسجيل حالتي وفاة و966 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأضافت أن حالات الوفاة الجديدة سجلت لمواطن (58 عاما) من خربثا المصباح بمحافظة رام الله، ومواطن من أم ليسون بمدينة القدس، ولفتت إلى وجود 32 مريضاً في غرف العناية المكثفة، بينهم 11 مرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وقد أوعز رئيس الوزراء محمد اشتية للجهات الأمنية بتشديد الإجراءات وتغليظ العقوبات بحق المخالفين للتدابير والإجراءات الوقائية، ويشمل القرار الأفراد والمؤسسات والتي تم الإعلان عنها في بروتوكولات وزارة الصحة، وتتمثل تلك التدابير بارتداء الكمامات، وتوفير المعقمات، وتوخي المسافات، وعدم الاكتظاظ في المرافق الاقتصادية المختلفة، والأماكن العامة، مع التشديد على منع إقامة الأعراس وبيوت العزاء، بالنظر لتسببها بارتفاع الإصابات، وما نجم عنها من ارتفاع ملحوظ وخطير في أعداد الوفيات بالفيروس، مشددا على ضرورة إغلاق أي منطقة تصل إلى مرحلة الخطر.
وكانت لجنة الطوارئ أجرت نقاشا معمقا حول الحالة الوبائية في فلسطين، وأخذت بعين الاعتبار الأمور الصحية والاقتصادية، والحياتية للمواطنين، وارتأت اللجنة أن أفضل خيار أمامها الآن يتمثل بتشديد الإجراءات الصحية والوقائية المكثفة مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة قال إنه من المتوقع أن يكون هناك زيادة في الإصابات بين أفراد المجتمع خلال الفترة القادمة، وأضاف أن وزارته تواصل متابعة الحالة الوبائية في قطاع غزة ونعمل للسيطرة عليها، مؤكدًا على أن المسحات المخبرية تعطينا جانب من الطمأنينة حول الحالة الوبائية.
وفي إطار الخدمات المقدمة للمواطنين، القاطنين في المناطق المصنفة حمراء، وبسبب إغلاق العديد من العيادات، قال مساعد مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة بقطاع غزة موسى عابد، إن الطواقم الصحية في إدارته ضاعفت من جهودها خلال جائحة “كورونا”، وذلك ضمن خطة الوزارة الهادفة لتأمين تلقي المواطنين للخدمات الطبية والعلاجية في ظل انتشار الفيروس، وأشار إلى أن إدارته تلقت أكثر من 20 ألف اتصال هاتفي لتلقي الاستشارة الطبية عن بعد خلال الجائحة، عبر خدمة الرقم المجاني للوزارة، وأوضح أن الطواقم الطبية التابعة للرعاية الأولية وبالتعاون مع الإدارة العامة للصيدلة تولت خدمات توزيع الأدوية لأكثر من 6000 مريض من ذوي الأمراض المزمنة في محافظات القطاع.
إلى ذلك فقد تواصل العمل بإجراءات حظر التجوال في قطاع غزة لليوم الـ 24 على التوالي، في إطار الجهود الحكومية لمواجهة انتشار فيروس “كورونا” بين المواطنين في القطاع، فيما يجري تخفيف تلك الإجراءات في عدة مناطق في القطاع، لا تصنف على أنها مناطق خطرة ينتشر فيها الوباء.
وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في القطاع إياد البزم، أن التخفيف يأتي في إطار عملية التقييم المستمرة للحالة الوبائية في قطاع غزة، في ظل انتشار الفيروس، وأكد على سريان ضوابط وإجراءات الوقاية والسلامة في تلك المناطق، أسوة بباقي المناطق التي تشهد تخفيفاً في محافظات القطاع، ولفت إلى استمرار منع التحرك في جميع المحافظات والمناطق الخاضعة لقرار تخفيف إجراءات حظر التجوال، بعد الساعة 8:00 مساء، وحتى الساعة 7:00 صباحاً، محذرا من اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وشددت الداخلية على استمرار قرار الفصل بين المحافظات، ومنع الحركة والتنقل بينها باستثناء رجال الأمن، والصحة، والمصالح التجارية الضرورية، وأوضحت أن تحرك المواطنين خلال الساعات المسموح بها يكون وفق إجراءات السلامة والوقاية، وفي مقدمتها ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، وجددت التأكيد على حظر خروج الأطفال دون سن الـ 16، والمُسنين من 60 عاماً فما فوق؛ حفاظاً على سلامتهم، ونبهت إلى استمرار قرار منع التجمعات في جميع المحافظات وفق ما أُعلن سابقاً، وأشار كذلك إلى السماح لأصحاب الحرف بالعمل والتنقل ضمن إجراءات السلامة والوقاية، ومنع الازدحام، كما أكد استمرار الإغلاق الكامل لشاطئ البحر أمام المصطافين في جميع المحافظات.
ومن أجل متابعة الحالة على الأرض، أجرى اللواء توفيق أبو نعيم، وكيل وزارة الداخلية في غزة جولة تفقدية، للتفتيش على مدى التزام المواطنين بإجراءات حظر التجول ليلا،ـ وأكد مدير عام الإدارة العامة للانضباط والأمن الخاص بوزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة العميد سامي زقوت، أن إدارته تتخذ إجراءات عقابية صارمة بحق المخالفين لتعليمات والوقاية والسلامة من منتسبي الوزارة العاملين في خطة الطوارئ لمواجهة فيروس “كورونا”، وقال زقوت في تصريح صحافي إنه تم رفع حالة الضبطية على مستوى الوزارة، من أجل الحفاظ على سلامة القوات المنتشرة في الميدان، وسلامة أبناء شعبنا.

حملات توعية

كما واصلت وزارة الداخلية المشاركة في حملة “استهتارك يقتل أحبابك” ونشرت صورا لأحد شوارع مدينة غزة، وقد خلا من السيارات والمارة، وكتبت أسفل الصورة “وعيكم سلام به ننتصر”، وكانت بذلك تشير إلى طلبها من المواطنين عدم الخروج من المنازل.
وفي إطار الجهود الرامية للاستمرار مسيرة التعليم عن بعد، بعد تعطل المدارس، خاصة لطلبة الثانوية العامة، نشرت وزارة التربية تعليمات وإجراءات الوقاية الصحية المتبعة عند تسليم الكتب المدرسية للطلبة، وذلك للحفاظ على سلامة الطلبة والعاملين خاصة في ظل جائحة “كورونا”، وذلك بعد أن قررت الوزارة تسليم الكتب لطلبة مرحلة الثانوية العامة، وقالت إن العملية ستخضع لإجراءات السلامة، وأن تتم العملية بطريقة تضمن عدم تواجد أكثر من 30 طالباً في لحظة واحدة في المدرسة.
وبهدف مساعدة المتضررين اقتصاديا من الجائحة، أعلن رئيس اتحاد المقاولين أسامة كحيل، أن الاتحاد بادر لإنشاء صندوق على غرار “وقفة عز”، ولكن بآليات مختلفة، تـ “تدارك نقاط الخلل والضعف وأي أخطاء وقع فيها الصندوق، الذي تم إغلاقه مؤخرًا”، ونقلت وكالة “الرأي” الحكومية في غزة، عنه القول إن دافع الفكرة هو أن أكثر المتضررين من الأزمات المتلاحقة هم العاملون في القطاع الخاص، والذين لم يتلقوا أي نوع من أنواع التعويضات.
ورأى أن حماية القطاع الخاص في هذه المرحلة الدقيقة يشجع المستثمرين على مواصلة الدفع بعجلة الاستثمار في قطاع غزة، لأنهم سيجدون جدار حماية لهذا القطاع الخاص والعاملين فيه من الانهيار، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من المسودة لآليات وتشغيل هذا الصندوق، وقال “هناك موافقة مبدئية من كافة الأطراف التي سنعمل معها في الصندوق، وتم تحديد الجهات الداعمة والجهات المستهدفة، كما أنه سيخضع لكل أشكال الرقابة”، وقال “المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل مجلس إدارة ومجلس أمناء لصندوق وقفة كرامة”.
من جهتها أعلنت “الأونروا” أن فريق التوزيع الخاص بها، قام بتوصيل الطرود الغذائية لأكثر من 3,000عائلة في منازلهم منذ بداية التوزيع الحالي، مع بدء توسيع نطاق نموذج التوصيل إلى المنازل، وقالت إنها مستمرة في تقديم ثلاث خدمات أساسية للرعاية الصحية الأولية وهي التطعيمات ومتابعة السيدات الحوامل وكذلك مرضى الأمراض غير المعدية في جميع مراكزها الصحية البالغ عددها 22 وذلك بنظام الحجز المسبق.
وأعلنت وزارة الاقتصاد الوطني بغزة، أن طواقم حماية المستهلك التابعة لها نظمت 225 زيارة تفتيشية على المحال التجارية والأسواق، وذكرت أنه تم خلال هذه الزيارات تحرير 43 محضر ضبط بحق تجار مخالفين للأسعار، فيما تم تحرير 18 محضر إتلاف لمواد غذائية وأجبان منتهية الصلاحية، خلال 18 جولة ميدانية على المحلات التجارية.
وتواصل في العديد من مناطق الضفة فرض إغلاقات على عدة بلدات، بعد اكتشاف العديد من الإصابات بها، لغرض تقضي الخارطة الوبائية، كما لا تزال هناك عدد من المدارس مغلقة، بسبب اكتشاف إصابات في صفوف الطلبة أو الهيئات التدريسية.
إلى ذلك فقد قررت دائرة الأوقاف الإسلامية، عدم إغلاق المسجد الأقصى المبارك، عقب تبين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستمسح للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال فترة الإغلاق المقررة للأسابيع الثلاثة المقبلة، ودعا مصدر في الأوقاف الإسلامية كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى ضمن الشروط الصحية والقانونية عمارته، وقال “المسجد الأقصى لن يغلق وأن الصلوات ستقام فيه كالعادة”، وأشار إلى أن قرار تعليق دخول المصلين للأقصى مرهون بانصياع سلطات الاحتلال للقرار وعدم تمكين المستوطنين من اقتحامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية