لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا قالت فيه إن الكويت ستواجه ضغوطا لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بعد وفاة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وفي تقرير أعده سومر سعيد وستيفن كالين، قالا إن إمارة الكويت خطت ولعقود مسارا محايدا في الكثير من نزاعات الشرق الأوسط المستعصية، إلا أن وفاة الأمير صباح تضع خليفته نواف الأحمد الصباح أمام مأزق يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل بدون تحقيق دولة للفلسطينيين أم لا؟
وكان الشيخ صباح الأحمد الذي توفي يوم الثلاثاء دبلوماسيا مخضرما تشبث بموقفه الداعم للفلسطينيين حتى بعد تراجع دعم دول عربية. ووضعت اتفاقيات التطبيع الأخيرة التي رعتها الولايات المتحدة بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل ضغوطا على عدد من الدول العربية بما فيها الكويت.
وكان ترامب قد أعلن بعد لقائه في البيت الأبيض مع نجل الصباح الأكبر، وزير الدفاع السابق والمرشح القوي لكي يكون وليا للعهد، أن الكويت ستكون البلد التالي للتطبيع.
وبعد أسبوع من تصريحات ترامب أكد رئيس الوزراء الكويتي في خطاب أمام الأمم المتحدة أن السلام مع الفلسطينيين سابق على تطبيع العالم العربي علاقاته مع إسرائيل.
وعلى خلاف جيرانها في دول الخليج، يجب على الكويت موازنة الضغوط من الولايات المتحدة التي تعتبر الضامن الأكبر لأمنها والعلاقات السلمية التي تحتفظ بها مع جارتها إيران وكذا المواقف الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني التي تغذيها الصحافة المحلية والبرلمان، واللذان يعتبران من أقوى الأصوات في المنطقة.
وصادق البرلمان الكويتي يوم الثلاثاء على خلافة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كأمير جديد للكويت، وأعلن الحداد العام لمدة 40 يوما. وتوقع أمير كويتي بارز قيام السعودية والإمارات بالضغط على الكويت لمتابعة خطهما في قضايا المنطقة التي التزم فيها الأمير الراحل بالحياد. ولكنه قال إن الأمير الجديد كان على صلة بالقرارات الكبرى التي اتخذها الأمير الراحل وهو ليس من الداعين للتطبيع مع إسرائيل. وقال إن الكويت تريد موقفا محايدا و”لن ندعم أو نمدح ما يحدث ولكننا لن ننتقده أيضا”.
وسيبدأ الأمير الجديد حالاً المباحثات لتعيين المسؤولين في المناصب البارزة بالإضافة لتعيين ولي عهد جديد، وهي عملية قد تستغرق أسابيع وربما أشهرا. ويكتسب اختيار ولي للعهد أهمية كبيرة، خاصة أن الأمير الجديد في سن الـ83 عاما ويعاني من مشاكل صحية. ومن بين المرشحين البارزين للمنصب الشيخ ناصر الصباح، نجل الأمير الراحل والبالغ من العمر 72 عاما. وكذا رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد (79 عاما).
وبحسب تسريبات ويكيليكس عام 2008، فقد كلف الشيح صباح ابنه الذي كان مديرا للديوان الأميري بـ”الحفاظ على علاقات خفية وسرية مع ممثل إسرائيلي يحمل جنسية مزدوجة كان مقيما في منطقة بالخليج”.
والعلاقات السرية بين دول عربية وإسرائيل كانت منتشرة، ولكنها تطورت في الفترة الأخيرة لعلاقات تطبيع. ويفكر السودان بالتطبيع مع إسرائيل بعد البحرين والإمارات، فيما يستبعد قيام السعودية بالخطوة قريبا بسبب التوتر بين الملك وولي عهده، لكن الرياض قد تدفع دولا أخرى للتطبيع مع إسرائيل.
وفي الوقت الذي سيحاول فيه الجيران دفع ووخز الكويت لمعرفة ما يمكن أن تقوم به، إلا أن أستاذ التاريخ بجامعة الكويت بدر السيف يقول: “نحن بلد لا يتغير في ليلة وضحايا” و”لا نعمل بهذه الطريقة، فهناك إجراءات”. ونظرا لوقوف الرأي العام الكويتي ضد التطبيع “فلن يخرب أي حاكم على نفسه بعمل هذا”.
وقال الأمير البارز إن التحرك نحو التطبيع يعني إغلاق باب النقاش العام وهذا ليس عمليا. وستكون أولويات الأمير الجديد بعد اختيار ولي العهد هي الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية العام الجاري، والتركيز على الأولويات المحلية مثل مكافحة الفساد وإنعاش الاقتصاد الذي يعاني بسبب الدين العام وانخفاض أسعار النفط وانتشار وباء فيروس كورونا.
وحاول الشيخ صباح الأحمد تقوية مدخله للسياسة الخارجية وتوسط بدون نجاح لحل أزمة حصار قطر. وقام بتنشئة كادر دبلوماسي من الأمراء والتكنوقراط.
والمخاطر هي أن يخضع الأمير الجديد للضغوط السعودية والإماراتية ويزيد من التوتر مع إيران. ويقول يوئيل غوزانكسي، المدير السابق لوحدة الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن تطبيع الكويت التي تعد من أقوى دول الخليج تأييدا للفلسطينيين سيعزز من قبول المنطقة للدولة اليهودية. إلا أنها وبسبب خسارتها موقعها المتميز مقارنة مع الإمارات والسعودية، فلن تكون أولوية للدولة اليهودية. وقال: “لا أتوقع حدوث هذا” و”سيكون (التطبيع) بمثابة انتحار من المنظور الداخلي”.
The State of Kuwait has been always unique and independent. No influence(s) shall be imposed on their leaders. God bless Kuwait