ألمانيا ترعى أول لقاء بين وزيري خارجية إسرائيل والإمارات – (صور)

حجم الخط
2

الناصرة- “القدس العربي”:

التقى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي مع وزير خارجية الإمارات في برلين بدعوة من نظيرهما الألماني، وهذا أول لقاء بينهما وسط تباين في تقديرات إسرائيلية حيال مستقبل التعاون بين إسرائيل والإمارات.

ووصل وزير خارجية حكومة الاحتلال غابي أشكنازي إلى برلين تلبية لدعوة وزير الخارجية الألماني هايكو ماكس ومن المتوقع أن يتباحثا في قضايا سياسية منها تأثير اتفاقات التطبيع على الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. كما التقى أشكنازي مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في برلين لدفع الاتفاقات بين إسرائيل والإمارات خاصة بما يتعلق بأنظمة السفر وتأشيرات السفر وتبادل السفارات والتعاون المستقبلي في مجال عدوى الكورونا.

وحسب بيان مكتب أشكنازي الذي وصل لبرلين في طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني فمن المتوقع التداول في قضايا استراتيجية – أمنية. من جهته قال وزير الخارجية الألماني إنه سعيد باختيار الطرفين الإسرائيلي والإماراتي برلين مكانا للقاء معتبرا اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات فرصة للحوار مع الفلسطينيين.

كما قال وزير الخارجية الألماني في بيان عبر موقع الوزارة: “إنه شرف عظيم أن اختار وزيرا خارجية إسرائيل والإمارات برلين موقعا لاجتماعهما التاريخي الأول. إن أهم عامل بالدبلوماسية هو الثقة، وأنا شخصيا ممتن لزملائي لمنحهم هذه الثقة في ألمانيا. نبذل قصارى جهدنا لنكون مضيفين جيدين للحوار بين البلدين حول كيفية تشكيل العلاقات الثنائية المستقبلية”، زاعما أن اتفاق “السلام الشجاع بين إسرائيل والإمارات هو أفضل بشارة في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة وفي نفس الوقت فرصة لحركة جديدة في الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وتابع: “لأن الشجاعة والثقة هما أيضا ما نحتاجه في عملية السلام في الشرق الأوسط، يجب أن نغتنم هذه الفرصة وتريد ألمانيا وأوروبا المساعدة، آمل أن تقدم برلين إطارا جيدا لمناقشة المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه”.

مستقبل التعاون الإسرائيلي الإماراتي

وتواصل جهات إسرائيلية عديدة الانشغال بمستقبل التعاون الاقتصادي مع الإمارات بعد اتفاقية التطبيع التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي. ولكن التقديرات بدأت تتضارب بشأن حجم هذا التعاون، بين من يذهب بعيدا في حماسته، مثل رئيس جامعة حيفا رون روبين، الذي يعتقد أن الاستثمارات الإماراتية قد تغير وجه الاقتصاد الإسرائيلي، وبين الخبير الاقتصادي البروفسور ميخائيل هومفريس، الذي يقول إن الاتفاقية ستتمخض عن اتفاقيات تجارية عينية، ولكن ليس بمستوى إحداث ثورة اقتصادية في البلدين.

من المستفيد إسرائيل أم الإمارات؟

البروفسور رون روبين، رئيس جامعة حيفا، أمضى ثماني سنوات في الإمارات، من العام 2007 وحتى العام 2015، وعمل على إقامة فرع لجامعة نيويورك فيها، وقال إنه لم يخف هويته الإسرائيلية، وتلقى معاملة طبيعية، إلى جانب محادثات استطلاعية من إماراتيين عن إسرائيل.

ويوضح روبين في مقابلة مطولة مع صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية الإسرائيلية، رؤيته لمستقبل العلاقات مع الإمارات، وبنظرة تفاؤلية، يشير إلى أنه إذا ما وصلت الاستثمارات الإماراتية إلى الاقتصاد الإسرائيلي، فإن من شأن هذا أن يُحدث تقلبات في الاقتصاد الإسرائيلي. ويرى روبين أن اتفاقية السلام مع إسرائيل “هي وسيلة للتنمية الاقتصادية لدولة الإمارات”، ويقول إن العلاقات التجارية كانت موجودة منذ فترة طويلة.

ويضيف: “ما حدث الآن هو أن العلاقة طفت على السطح وستتكثف وتنمو. الأموال الكبيرة في أبو ظبي موجودة في هيئة تسمى “مبادلة للاستثمار”، وهي صندوق استثماري حكومي إماراتي متشعب الاهتمامات، ويستثمر الصندوق بشكل متطور حول العالم بمشاريع متنوعة. وتابع: “أفترض أنه إذا دخل صندوق “مبادلة” إلى إسرائيل، فستكون هنا استثمارات استراتيجية”.

وحسب روبين لن يتم شراء شركات ناشئة عادية، كالتي عرفتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال الهايتك، بل ستشتري “مبادلة” مشاريع استراتيجية. ولهذا حسب روبين، فإن دخول صندوق “مبادلة” للاقتصاد الإسرائيلي، سيكون بمثابة “تغيير لقواعد اللعبة، فهو صندوق يمكنه تغيير وجه الاقتصاد بمدى جدي، ولا يسع المرء إلا أن يأمل في أن الصندوق سيجد أرضية خصبة في إسرائيل لاستثماراته”.

ويُقدر حجم صندوق الاستثمار “مبادلة” بنحو 230 مليار دولار. وإلى جانب صناديق الاستثمارات الأخرى في الإمارات، يرتفع المبلغ إلى 1.3 تريليون دولار. ويقول روبين: “يخضع الصندوق لسيطرة عائلة محمد بن زايد الحاكم الفعلي. والمهمة الرئيسة في الإمارات واضحة: تنويع استثمارات الدولة والحفاظ على سلطة أبو ظبي حتى في عصر ما بعد النفط”.

مشاكل بيئية مناخية تفتح نافذة فرص للاحتلال

وبشأن الفرص المتاحة للإسرائيليين يقول روبين في المقابلة ذاتها إن هناك مشاكل مناخية بيئية لإسرائيل والإمارات كالتصحر وانحسار الأمطار وارتفاع درجة حرارة البحر مما يعكس لإسرائيل فرصا إضافية للاستثمار والعمل. وتحدث روبين عن إمكانيات التعاون الأكاديمي، بصفته رئيسا لجامعة حيفا، من ناحية، وأيضا كمن عمل في دبي على فتح فرع لجامعة نيويورك، السابق ذكرها من ناحية أخرى، وأضاف: “هناك ثلاث مؤسسات أكاديمية قوية جدا في الإمارات. إحداها جامعة نيويورك- أبو ظبي، وبالطبع أنا أتعاون معها، والثانية جامعة محمد بن زايد، التي بناها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي تشبه معهد وايزمان الإسرائيلي، وهناك الجامعة الوطنية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، التي لا تقع عن قصد في أبو ظبي، بل في مدينة العين في إمارة أبو ظبي، المدينة التي تأتي منها عائلة آل نهيان، التي تسيطر على أبو ظبي”.

ولمح روبين إلى أن رؤساء جامعات إسرائيلية يجرون مفاوضات مع المؤسسات الأكاديمية في الإمارات معربا عن اعتقاده بأنه ليس رئيس الجامعة الوحيد الذي يعمل على إقامة تعاون مع الإمارات. وحسب مزاعم روبين، فإن “الاستثمارات ستكون استراتيجية، وعندما نصل إلى أزمة مع الفلسطينيين، عندها تريد الإمارات أن تقول كلمتها، فعلى عكس دول أخرى تهدد، مثل الأردن ومصر وتركيا، بإعادة السفير، فإن الإمارات ستكون تهديدا اقتصاديا”.

كلفة السياحة في الإمارات باهظة

في المقابل، فإن الخبير الاقتصادي البروفسور ميخائيل هومفريس، المحاضر في التسويق والإدارة الاقتصادية، يصب في مقال له في صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية الماء البارد على الحماسة حيال آفاق العلاقات الاقتصادية، والاستفادة الإسرائيلية من العلاقات الاقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويقول هومفريس في مقاله إنه ظاهريا يبدو المزج بين ثقافة الاستثمارات الاقتصادية الإسرائيلية وموارد النفط الهائلة للإمارات، كما لو أن العلاقات الاقتصادية المتبادلة ستحلق عاليا جدا، “ومع ذلك، فإنه في الفحص الدقيق للبيانات الاقتصادية، يظهر أن المنفعة المتبادلة للاتفاقية بين الجانبين ليست واضحة”.

ويضيف: “المثير للدهشة أن إسرائيل والإمارات دولتان متشابهتان في كثير من النواحي. الإسرائيليون والإماراتيون متساوون تقريبا. الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات أعلى منه في إسرائيل، ولكن عند قياس الناتج المحلي الإجمالي للفرد فإن الصدارة لإسرائيل. ويقول هومفريس إن الإمارات توظف جهودا ضخمة في قطاع السياحة، والهدف هو تنويع اقتصادها، وتوليد مصادر دخل إضافية لا تعتمد على النفط.

وحسب التقديرات، فإن إيرادات السياحة في الإمارات قد تصل في العام 2027 إلى حوالي 85 مليار دولار. وبالنظر إلى أن الإسرائيليين يستمتعون بالعطلات في الخارج، فقد يكون السائحون الميزة الرئيسة التي تقدمها إسرائيل للإمارات. ويقول أيضا إنه من الصعب تصديق أن دولة مثل الإمارات سوف تجتاحها أعداد كبيرة من السياح الإسرائيليين على المدى الطويل، لأن عامل الجذب الرئيس لها هو صناعة النفط. في الوقت نفسه، حسب هومفريس، يمكن للإمارات أن تزود إسرائيل بعدد كبير من السياح الذين سيأتون لزيارة إسرائيل لأغراض تجارية ودينية.

البورصة الإسرائيلية

وينوه المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” في هذا المضمار لتقارير إسرائيلية سابقة قد أشارت إلى أن الغالبية الساحقة من السياحة الإسرائيلية في الخارج تتركز في دول كلفة السياحة فيها أقل من السياحة في إسرائيل، مثل شرق أوروبا بما فيها اليونان، وأيضا تركيا، وكذلك سيناء والأردن، مشيرة إلى أن النسبة الأقل هي التي تسافر إلى غرب أوروبا ودول أخرى في العالم، ولكن أيضا هناك ضمن رزم سياحية تنافس السياحة في إسرائيل.

ويضيف: “لهذا فإن التوقعات بجرف سياحي من إسرائيل إلى الإمارات ليست مسألة مضمونة، فقد يكون هذا في البدايات، ولكن لاحقا سيكون تراجع، على ضوء كلفة السياحة العالية في الإمارات، بالنسبة لمستوى المعيشة العام في إسرائيل”. ويستذكر “مدار” أن هومفريس يرى أن الاستثمار في البورصة الإسرائيلية من جانب المستثمرين الإماراتيين قد يؤدي إلى تقوية سوق الأسهم الإسرائيلية، ويشكل فرصة اقتصادية جديرة بالاهتمام للمستثمرين.

ويتفق مع رؤية هومفريس الذي يخلص للقول إنه “في الواقع، إلى جانب الفرص الاقتصادية بعد الصفقة، التي تفتح قنوات جديدة للتجارة والاستثمار للإسرائيليين والإماراتيين، من المهم أن نتذكر أن هذه مزايا عينية محددة، وهذه ليست اتفاقية يمكنها أن تحدث ثورة في اقتصاد أي من البلدين، وبالتأكيد ليس في اقتصاد الشرق الأوسط”.

بين هذا وذاك فإن الإسرائيليين وفق استطلاعات ومؤشرات كثيرة غير مهتمين بالتطبيع مع الإمارات ومنشغلون جدا في مشاكل داخلية كالاحتجاج على الفساد وعلى الأزمة الاقتصادية الناجمة عن عدوى الكورونا وتقييدات الحركة والعمل بهدف محاصرتها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن كسيلة:

    ألمانيا المسؤولة الأولى على ما وصلت إليه القضية الفلسطينية اليوم ……و عليها أن تفي بتعهداتها للقيادة الفلسطينية اللتي صدقت نصائح ألمانيا

  2. يقول خالد - فلسطين:

    القضية الفلسطينية اكير بكتير من حكام الخيانة والتأمر…. كل من خان الاقصى وفلسطين سيكون مصيرة الخزي والعار والهلاك في الدنيا والاخرة.

إشترك في قائمتنا البريدية