86 يوما على إضراب الأسير الأخرس.. والجهاد الإسلامي تنذر بخيارات عسكرية

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

يصر الأسير ماهر الأخرس على الاستمرار في إضرابه عن الطعام، حيث دخلت معركته ضد السجان يومها الـ 86، بعد أن رفضت سلطات الاحتلال نقله من مشفى “كابلان” الإسرائيلي، إلى مشفى النجاح بمدينة نابلس، في الوقت الذي هددت فيه حركة الجهاد الإسلامي باللجوء لخيارات عسكرية، ردا على تعنت الاحتلال.

وأكدت زوجة الأسير الأخرس أن زوجها يعاني من آلام شديدة في البطن وانخفاض خطير في الوزن ولا يستطيع إسناد نفسه ووضعه الصحي في انهيار مستمر، موضحة أن المحامية قدمت الإثنين طلبا للمحكمة الإسرائيلية من أجل نقل الأسير إلى مستشفيات الضفة إلا أن المحكمة رفضت الطلب، كما لم تعط سلطات الاحتلال الأسير الأخرس سوى وعد غير رسمي بإطلاق سراحه يوم 26 من الشهر القادم، حال فك إضرابه.

وأشارت زوجة الأسير الأخرس إلى أن زوجها مستمر في إضرابه بعد رفض طلب نقله إلى الضفة، موضحة أن إدارة مستشفى “كابلان” تترك الأسير على وضعه الذي يتدهور وتطلب منه تناول الطعام ليتحسن وضعه الصحي، لكن الأسير ماهر يرفض ذلك، لافتة إلى أن المستشفى الإسرائيلي لا يقدم التقارير الطبية عن حالة الأسير لتقديمها للمحكمة.

وعقب رفض تحويله للعلاج في مشفى النجاح، طرحت عليه النيابة الإسرائيلية شفهيا نقله إلى مستشفى المقاصد بالقدس، وأن لا يجدد اعتقاله الإداري بعد انتهاء الأمر الحالي والإفراج عنه بتاريخ الـ 26 من الشهر القادم، وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن سلطات الاحتلال تحاول الالتفاف على معركة هذا الأسير، مشيرة إلى أنه أكد مواصلته لمعركته بالإضراب المفتوح عن الطعام، مطالبة بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي وبالإفراج الفوري عنه إلى منزله بجنين.

وفي السياق، طالب مسؤول الإعلام في حركة الجهاد، داوود شهاب، العالم بالضغط على المحتل الإسرائيلي للإفراج عن الأسير الأخرس، وقال خلال مؤتمر صحافي عقد عند بوابة حاجز “بيت حانون” شمال قطاع غزة، الفاصل عن الاحتلال محذرا: “فكوا سراح ماهر الأخرس قبل فوات الأوان لأنه لن يأمن أحد إذا استشهد ماهر، فالفعاليات والوقفات التضامنية ليست آخر خياراتنا وأدواتنا”، وتابع: “لا تدفعونا لأن نقوم بعمل أكبر من مجرد وقفات تضامنية واعتصامات وفعاليات”، وأكد أن الأسير الأخرس لا يطلب شيئا مستحيلا ولا شيئا صعبا، كما انتقد دور الصليب الأحمر والجهات الدولية، لتقاعسها في نصرة الأخرس.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية أكدت على أهمية تضافر الجهود للعمل بكل الوسائل المتاحة لإنقاذ حياة الأسير ماهر الأخرس، وحملت دولة الاحتلال المسؤولية عن حياته في ظل الوضع الصحي بالغ الخطورة الذي يعيشه بعد رفض دولة الاحتلال الاستجابة لمطالبه العادلة، داعية إلى إسناد الأسرى في العزل الانفرادي، الذين يعانون أوضاعا بالغة القسوة.

وفي إطار حملات المساندة والدعم للأسير الأخرس، تتواصل خيمة الاعتصام المفتوح أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، فيما شارك نشطاء وقادة الفصائل في اعتصام جماهيري حاشد أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة.

والأسير ماهر الأخرس (49 عاما) من جنين، يواصل معركته الحالية، رفضا لاعتقاله الإداري، وكان المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، قال إن الوضع الصحي للأسير الأخرس خطير للغاية، ويعاني حالة إعياء شديد ولا يقوى على الحركة، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه.

وأضاف أن حالات تشنج تصيب الأسير الأخرس، وهناك خشية أن تتعرض أعضاؤه الحيوية لانتكاسة مفاجئة في ظل عدم حصوله على المحاليل والمدعمات، الأمر الذي يشكل خطرًا حقيقيًا يهدد حياته بعد هذه الفترة الطويلة من الإضراب، ودعا عبد ربه مؤسسات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه فورا، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياته.

وقد اعتقل الأسير الأخرس في تاريخ 27 يوليو الماضي، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل “حوارة” وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقاً إلى سجن “عوفر”، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور وثبتت المحكمة أمر الاعتقال لاحقاً.

في الـ23 من سبتمبر الماضي، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قراراً يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، لكن الأسير المضرب والمؤسسات المعنية بملف الأسرى اعتبروا القرار “خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري”.

وتعتقل سلطات الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم نحو 350 أسيرا محكومون بأحكام إدارية، لا تقدم فيها أي تهم، ومن بين العدد الكلي هناك عشرات النساء والأطفال وكبار في السن، ومن بين العدد الإجمالي هناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية