الدوحة: قالت قطر، الخميس، إنها اتخذت 3 خطوات مكنتها من تجاوز الحصار المفروض عليها، وهي “منع التدخل العسكري، والمرونة السياسية، والاتجاه الفوري نحو سلاسل التوريد البديلة”.
جاء ذلك خلال مشاركة مساعدة وزير الخارجية، المتحدثة باسم وزارة الخارجية لولوة بنت راشد الخاطر، في ندوة سنوية نظمها معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”.
وقالت الخاطر إن “الخطوات الثلاث التي اتخذتها الدوحة مكنتها من عدم الاستسلام للحصار” الذي فرض عليها في 2017، من طرف الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وأضافت أن “الدولة عملت على تعزيز الوحدة والتضامن في الجبهة الداخلية لقطر”، وأن “المقاربات الواقعية والعقلانية أثبتت أنها أنجع على المدى الطويل”.
وأكدت الخاطر أن “قطر نجحت تماما في إدارة هذا الملف، إذ لجأت إلى القانون الدولي لنيل حقوقها وإثبات عدالة موقفها”.
وتابعت “أما على المدى الطويل، فقد ركزت قطر على تنويع الموارد والعلاقات الثنائية، وتعزيز مجالات هامة وحيوية مثل الأمن الغذائي”.
ودللت على نجاح بلادها في التعامل مع الحصار من خلال “الاعتماد على الذات، وإفشال كافة المخططات التي استهدفت قطر، وتجاوز الصعوبات التي خلفها”.
وأوضحت الخاطر، في هذا الإطار، أن “الناتج المحلي الإجمالي لقطر زاد في 2017 بعد فرض الحصار، وهو في ازدياد مستمر”.
مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية تلقي محاضرة بعنوان “الدول الصغيرة في عصر متنازع عليه: منظور قطري”، عبر تقنية الاتصال المرئي، تناولت عدة قضايا دولية وإقليمية في ندوة “اس ار ناثان 2020” نظمها معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية.#قناhttps://t.co/QCRLV3tWqg pic.twitter.com/sp9t598wnN
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) October 21, 2020
ومنذ 5 يونيو/ حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها مع إيران، وهو ما نفته الدوحة مرارا، واعتبرته محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل.
وتؤكد الدوحة أن من الضروري حل الأزمة الخليجية بالحوار من دون أي شروط مسبقة، وهو ما تحاول الكويت ومعها سلطنة عمان بذل جهود وساطة لإتمامه.
وفي سياق آخر خلال الندوة، التي تستضيف نخبة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين والدبلوماسيين، قالت الخاطر إن “العالم دخل حقبة جديدة من التغييرات الهيكلية، وذلك بانتقاله من ثنائية القطب إلى التعددية”.
وأشارت إلى الدور الحيوي الذي تلعبه قطر في كافة الأزمات، ومنها جائحة كورونا، خاصة في “تقديم المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية للدول الشقيقة والصديقة”.
وأكدت متحدثة وزارة الخارجية أن قطر من أبرز الدول التي قدمت تلك المساعدات، الأمر الذي كان محل تقدير عالمي.
وفي الملف الأفغاني، أعربت الخاطر عن أملها في أن تتوافق كافة الأطراف الأفغانية وأن يتوصلوا إلى اتفاق بينهم في المستقبل القريب، مبينة أن “أحد الانتصارات الرئيسية للوساطة القطرية هو إشراك المرأة الأفغانية في المفاوضات”.
وجددت تأكيد موقف بلادها من القضية الفلسطينية “بالنظر إلى عمقها التاريخي”، وأن “السلام لا يمكن أن يبنى إلا على حل عادل ومستدام، ولا يمكن لأي حل أو سلام أن يقصي الفلسطينيين”.
وحول الانتخابات الأمريكية ومدى تأثير الرئيس المقبل على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، أوضحت المسؤولة القطرية أن بلادها “عملت باستمرار على تقليل الاستقطاب في المنطقة”.
وأكدت أنها “ستواصل الدفع بهذه الرسالة لجميع الحكومات في الدول الصديقة”، وقالت: “المهم أن يكون لدول الخليج مواقف موحدة ومتسقة تجاه القضايا الخاصة بالأمن الخليجي والعيش المشترك بمعزل عن أية متغيرات خارجية”.
(الأناضول)