مهرجان الجونة السينمائي يكرم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو متجاهلا الأصوات المعارضة 

فايزة هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة-“القدس العربي”: انطلقت مساء الجمعة فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، وبدأ حفل الافتتاح بأغنية “دقي يا مزيكا” للمطرب اللبناني رامي عياش، والتي أعدت خصيصاً لافتتاح المهرجان، وسط تفاعل كبير من الحضور، حيث قال عياش خلال كلمته: “مساء الخير من مسرح الجونة السينمائي إلى جميع العالم، باسمنا جميعا بنصر على إرادة الحياة اللي فينا تعطشنا الدائم للفرح والحياة لن نترك أن تكون هذه السنة، لتقضي على أحلى ما فينا، سوف نأخذ حذرنا واحتياطاتنا للاستمرار” وأنهى حديثه بتوجيه الشكر لعائلة ساويرس.

صعدت بعدها الإعلامية اللبنانية هيلدا خليفة لتقديم حفل الافتتاح، التي وجهت الشكر لرامي عياش وتحضيره تلك الأغنية في وقت قياسي لحفل الافتتاح، معربة عن سعادتها بتواجدها في مصر وخاصة في مدينة الجونة، وتقديم دورة استثنائية لمهرجان الجونة السينمائي، الذي أطلق شعار “سينما من أجل الإنسانية” ولم يكن يعرف أن كل هذا سوف يحدث، موجهة الشكر لإدارة المهرجان ومشيدة بالإجراءات الاحترازية الموجودة داخل كل مكان في الجونة.

بدأ الحفل بكلمة محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي الذي وجه التحية لمنظمي المهرجان ووصفه بالرائع، وقال إن الجونة أصبحت عاصمة الفنون في مصر، وأضاف خلال كلمته: إن الفن هو تعبير إنساني يتجاوز الحدود ويجعل الإنسان أكثر رقيا، وعلى الفنان أن يسعى لتحقيق تلك القيم لتغرز داخل الأجيال القادمة المعاني الجميلة، وتعرفنا على حضارات الماضي، وتمنحنا رؤية للمستقبل، وأن مصر تواصل رسالتها التنويرية ومحاربة الإرهاب بذلك المهرجان، حيث إن مصر جاءت وجاء بعدها التاريخ”.

صعد بعد ذلك المهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة والذي قال: أنا سعيد جداً أننا نجحنا في إقامة المهرجان هذا العام، ولم نقطع عادة، لنحافظ على الاستمرارية، لذلك أحب التوجه بالشكر للدولة ووزارة الصحة خاصة، التي لولا وجودها هي والفريق الخاص بها ما كنا استطعنا النوم ونحن مطمئنين. والذي أسعدني أكثر أني شعرت أن الناس تشتاق للعودة والعيش، وأن ليس هذا الذي سوف يوقفنا عن الحياة، كما يجب توجيه الشكر للأشخاص الذين استحملوني في فترة الإعداد، ولمحافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي، وكذلك الضيوف الذين حضروا، والاعتذار إلى الضيوف الذين لم نستطع أن ندعوهم لعدم توافر أماكن”.

وأضاف: هذا العام يجب أن ينتهي لأنه أسوأ عام مررت به في حياتي، حيث فقدت أول العام شخصا غاليا عليّ، من أفضل الأشخاص الذين تعرفت عليهم وعملت معهم، لذلك أود تقديم تذكار إلى زوجة المرحوم خالد بشارة المدير التنفيذي السابق لشركة أوراسكوم، الذي فقدانه يعد خسارة كبيرة، كنت أعتمد عليه في شيل الشيلة، وتفرغت للمعاش المبكر، وهو نجح في أن يحل محلي، وفقدانه أعتبره خسارة كبيرة، حتى وجدت من شهرين المهندس عمر حمامصي  المدير التنفيذي لأوراسكوم الذي شال الشيلة.”

 ثم قام باستدعاء ماريان زوجة الراحل خالد بشارة التي استقبلها الجمهور بترحاب شديد، حيث وجهت الشكر للمهندس سميح ساويرس وقالت: أود أن أهنئكم بافتتاح الدورة الرابعة، وسط ظروف صعبة يمر بها العالم بأكمله. تعرفت على خالد في الجامعة الأمريكية عام 1990 وكان عمره 18 عاما وكان عمري 17. لم يكن يدير شركات أو رجل أعمال كان مجرد شاب طموح دمه خفيف عينه يظهر فيها الذكاء، وجدع، قام ببناء نفسه بنفسه، ومشواره المهني لم يكن سهلاً ولم يكن مليئا بالنجاحات، ولكن شغفه جعله يتغلب على اليأس ويسبق منافسيه بتفكيره خارج الصندوق، لم يكن يبخل بوقته، وكان يساعد الشباب المبتدأ، ويسند البلد محاولاً أن يصنع فرقا، ومن هنا جاءت فكره جائزة خالد بشارة لصناع السينما المستقلة في مصر. أتمنى أن تكون بداية للشباب في المستقبل، وأشكر مهرجان الجونة لإطلاق اسم خالد على الجائزة وربطه بالمهرجان”.

ثم صعد المخرج بيتر ويبر رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، لتقديم جائزة الإنجاز الإبداعي وقال: أرحب بهذا المهرجان في دورته الرابعة ويسعدني تواجدي في مصر الذي أعتبره مكاني المفضل. اليوم يتم تقديمي كشخصية خاصة، ولكن هناك شخصا آخر مميز قام بلعب أدوار مختلفة منها الشر والملائكي الفنان الفرنسي جيرارد ديبارديو.

وقال المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان: أرحب بكم وأشكركم جميعا على الحضور وسوف أكرم شخصا الآن مهما جدا، عمله وراء الكاميرا، واسمه غال عليّ أوي لأنه اسم ابني ووالدي، مصمم المناظر أنسي أبو سيف.

عرض بعدها فيلم قصير عن أنسي أبو سيف تحدث فيه الفنان خالد النبوي، والمخرج داوود عبد السيد، ومروان حامد، وشريف عرفة.

وقال انسي أبو سيف خلال تكريمه: مش لاقي كلام أقوله الحقيقة، وما عرفش أصلا أتكلم أنا ممكن أرسم. أنا بشكر المهرجان إنهم منحوا جائزة لمطبخ السينما، هذه الجائزة مهمة لمهنة من أهم المهن في السينما وهو الديكور أو المنظر.

وأضاف: الفضل يرجع للناس اللي استحملوني من عمال وفنانين، والفضل الحقيقي للمخرجين اللي استحملوني وتعلمت منهم، عشان أنا كنت متعب شوية، إنما برضه الفضل يرجع لصاحبه اللي علمني وخلاني أقف الآن هنا وأهدي له هذه الجائزة، أستاذي ومعلمي شادي عبد السلام.

ليتم تقديم بعدها أغنية “قصة حب” لرثاء الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا خلال عام 2020 من كلمات أحمد رشاد وتوزيع مصطفى الحلواني وغناء فرح الديباني، وسط تأثر كبير من قبل الحضور الذين لم يستطيعوا أن يمنعوا دموعهم.

ومن جانبه رحب انتشال التميمي مدير المهرجان بالحضور وقال: “هذا العام رغم الصعوبات على كل المستويات، إلا أن هذه الصعوبات جعلتنا قادرين على التصدي، لأنه خلال السنوات الثلاث الماضية أصبح لدينا فريق رائع من الشباب المصريين، وكان يوجد صعوبة على المستوى اللوجستي وكان من المفترض أن يحضر عدد من الزملاء أمس ولكن بسبب الظروف لم يستطيعوا الحضور” وقدم بعدها لجان التحكيم.

وهي: “لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة” المكونة من المخرجة التونسية رجاء عماري، والممثل الهندي الشهير علي فازال، وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسي جيوم دي ساي والممثلة السورية كندة علوش ومريم نداي، الممثلة السنغالية.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة: المخرجة المصرية ماريان خوري، والمونتير والمخرج سيمون الهبر المنتج والمبرمج السويدي فريدي أولسون، برنارد كارل، المبرمج والمدير الفني لمهرجان “حول العالم في 14 فيلم” المنتجة ماري بيير ماسيا.

ومسابقة الأفلام الروائية الطويلة: الممثل آسر ياسين، والمخرج أمجد أبو العلا ورودريجو سيبوليدا المنتج تيري لينوفل، ويرأس اللجنة المخرج والمنتج بيتر ويبر.

ليسلم بعدها الفنان خالد النبوي جائزة عمر الشريف للفنان المغربي سعيد تغماوي حيث قال النبوي: يسعدني وجودي في الجونة، وتقديم جائزة الفنان عمر الشريف لفنان عالمي آخر، هو متعدد المواهب، ممثل وكاتب سيناريو وملاكم، أول سيناريو شارك في كتابته حصل على جائزة  الإخراج في مهرجان كان. إتقانه لعدة لغات جعله أيقونة في السينما الفرنسية والأمريكية والمغربية.

أعقب ذلك كلمة للفنان المغربي قال فيها: السلام عليكم، أنا اتحدث اللغة الإنكليزية، أقول لكم أني ولدت في باريس وعندما أصبحت ممثلا لم يكن هناك الكثيرون يهتمون بذلك، كان لدي أدوار غير جيدة، ولم أستطع تغيير الهوية حين ذلك، كانت والدتي تعشق عمر الشريف وكذلك أبي، ويحبون جورج كلوني أيضا، ويشاهدون الأفلام المصرية، وكل النجوم المصريين العظماء. كبرت ولم أكن أفهم كل تلك الأشياء لأنها كانت معقدة، فبدأت دراسة الصورة وفهمها، وعمر الشريف لم يكن ممثلا بل أملا، فكان المصير وكان القدر، والقدر دائما مكتوب، وكنت في افتنان وإعجاب بهذا الرجل، وكان يعطيني الأمل، فكان شخصية عظيمة للشعوب العربية، ولم أكن أتوقع أن أعمل معه في يوم من الأيام. عملت معه في أحد الأفلام وتعلمت منه الكثير من الأشياء، واليوم وأنا أحمل جائزة باسمه، أفتقد صوته في أذني، أنا فخور بتلك الجائزة في بلده مصر التي دعاني إليها في يوم من الأيام، عمر أراك قريبا.

أما الفنانة شيرين رضا بدأت كلمتها بتأثر شديد عن والدها الراحل الفنان محمود رضا قائلة: “شكلكم حلو أوي من هنا، المسرح ليه هيبه، ويمكن أن تكون تلك الهيبة هي التي جعلتني أخالف رغبة أبي، وأكون الفتاه الوحيدة التي تمنى والدها أن يراها راقصة كبيرة وهي لم تحقق له هذا الحلم، أنا بكل فخر بنت أكتر واحد حب واحترم الرقص، كنت لا أعلم أن هذا يجعلني مميزة، لأني تربيت وسط فرقة رضا وأشاهد عروضهم وأحبها، ولم أكن أعلم مقدار التعب الذي يتعبوه، حتى أنه جاء يوم كان لدي 14 سنة أجرب أرقص معهم فهمت حينها معنى كلمة مسرح، بروفات، خطوات بالملي والثانية، علمت حينها أمرين أن هذه أول وآخر مرة سوف أقدم عرضا معهم لأني لم أستطع تحمل الضغط، ولكني علمت أن أبي رجل عظيم لديه حلم أن يأخذ الرقص في منطقة ثانية، حلم أن يخلق فنا شعبيا راقيا ويعرف الناس الفن بتاع مصر، بس لولاه لم أكن أقف أنا الآن هنا وأقول بكل فخر أني ابنة محمود رضا”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية