لندن- “القدس العربي”:
قالت بيل ترو، مراسلة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “إندبندنت”، إن فوز بايدن– هاريس قد يغير الشرق الأوسط ويعيد تشكيل مواقف الولايات المتحدة من موضوعات عدة بالمنطقة.
وأشارت إلى احتفاء اليمين الإسرائيلي بالرئيس دونالد ترامب حيث رفع أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأعلام المؤيدة لترامب في سلسلة الانتخابات التي شهدتها إسرائيل هذا العام. وبدون كلل وخلال الجولات الانتخابية الثلاث ظهرت يافطات ترامب “لنجعل أمريكا عظيمة 2020” في تجمعات نتنياهو الانتخابية ومقرات حزبه. ولم يحدث أن انتشرت رايات رئيس أمريكي كتلك الشعارات التي تمت للمرشحين أنفسهم.
كان دعم ترامب بالنسبة لأنصار نتنياهو ضروريا لليمين الإسرائيلي ولنجاح نتنياهو
وكان دعم ترامب بالنسبة لأنصار نتنياهو ضروريا لليمين الإسرائيلي ولنجاح نتنياهو الذي طالما أشار للرئيس الأمريكي كـ “أعظم صديق” لم تر مثله إسرائيل. ولهذا يسود القلق من فوز المنافس الديمقراطي جوزيف بايدن الذي تضعه الاستطلاعات الأمريكية في المقدمة. وبحسب استطلاع للقناة الإسرائيلية “أي24” فنسبة الإسرائيليين الذين يؤيدون بايدن لا تتجاوز 18.8%. وفوز بايدن مع كاميلا هاريس قد يعيد تشكيل موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما سيؤثر بشكل جذري على حلفاء ترامب الأقربين مثل إسرائيل والسعودية والإمارات وكذا أعدائه مثل إيران. لكن ما هو الشكل الذي ستظهر عليه إدارة بايدن- هاريس؟
يرى بروس ريدل، الباحث في معهد بروكينغز والمستشار السابق لأربعة رؤساء أمريكيين، فمن أكثر الرهانات الآمنة هي انضمام الولايات المتحدة من جديد إلى الاتفاقية النووية التي خرج منها ترامب في 2018 واستبدلها بسياسة “أقصى ضغط” وفرض العقوبات على إيران والتي اعتبرها بايدن “متهورة” وجعلت أمريكا أقل أمنا.
وكان بايدن وهاريس واضحين في نظرتهما للاتفاقية النووية وهي أنها تمثل أحسن وسيلة متوفرة للحد من طموحات إيران النووية رغم ما فيها من عيوب. وانتقدا قرار ترامب قتل القيادي العسكري الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية في العراق بداية هذا العام. وبعد العملية دعمت هاريس مشروع قرار في مجلس الشيوخ يحظر التمويل للبنتاغون والذي يمكن استخدامه في أعمال عسكرية ضد إيران. وسترحب طهران بالتغير في الإستراتيجية مما يعني انخفاضا في الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق. لكن التغير سيكون صفعة لإسرائيل التي طالما أثنت على موقف ترامب “الشجاع” المتشدد من الجمهورية الإسلامية.
التغير في الموقف سيكون صفعة لإسرائيل التي طالما أثنت على موقف ترامب “الشجاع” المتشدد من الجمهورية الإسلامية
وربما شعر نتنياهو بالانزعاج من إمكانية تصالح أمريكي- فلسطيني، خاصة بعد مقاطعة الفلسطينيين إدارة ترامب عندما قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 2017. واستندت سياسة ترامب من إسرائيل على أيديولوجيات مرتبطة بكادره، بمن فيهم ديفيد فريدمان محامي الإفلاسات المؤيد للاستيطان وعينه ترامب سفيرا في إسرائيل. وأعلن ترامب عن خطة سلام وصفت بأنها الأكثر تأييدا لإسرائيل ورسمت “دولة” فلسطينية بدون سيادة. وقطع الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتخلى عن الموقف الأمريكي الرافض للاستيطان باعتباره غير متوافق مع القانون الدولي. وفي كانون الثاني/يناير بدا فريدمان وكأنه يعطي الضوء الأخضر لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية رغم خرقه للقانون الدولي.
وفي الأشهر الأخيرة رعت إدارة ترامب اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والسودان والبحرين مما أثار غضب القيادة الفلسطينية التي اجتمعت على شجبها باعتبارها “طعنة في الظهر”. وأكد ترامب أن أربع دول عربية أخرى ستوقع اتفاقيات مع إسرائيل. وكل العيون مركزة على عمان التي قد تطبع العلاقات وتستفيد من العلاقات التجارية والدبلوماسية. وفي المقابل شجب بايدن الضم وأنه سيلغي خطوات إدارة ترامب وهاجم النشاط الاستيطاني الذي “يخنق أي أمل للسلام”. ومن غير المحتمل نقله السفارة من القدس أو القيام بخطوات قد تعرض اتفاقيات التطبيع للخطر. ولكنه تعهد باستئناف الدعم للفلسطينيين طالما لم تذهب إلى السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية والعمل على إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن. ومع ذلك اهتم المعلقون الإسرائيليون بكاميلا هاريس التي قد تحرف مواقفها المؤيدة لإسرائيل ميزان العلاقات الأمريكية. ولو فاز فسيكون بايدن وقت تنصيبه في سن الـ 78 أي أكبر رئيس في التاريخ الأمريكي. مما يعني منح هاريس واجبات أكبر كنائبة له.
وكان أول عمل لها كعضو في مجلس الشيوخ هو دعم مشروع قرار عام 2017 يشجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي شجب المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي نفس العام زارت هاريس إسرائيل والتقت في تشرين الثاني/نوفمبر مع نتنياهو حيث قال مدير حملتها لموقع “ماككلاتشي” إن دعمها لإسرائيل محور لشخصيتها. وتعرضت هاريس لهجوم الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي لعلاقتها القوية مع اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك) حيث تحدثت ثلاث مرات في مؤتمرها السنوي. ولكنها مثل بقية الديمقراطيين عارضت خطط الضم الإسرائيلية وكتبت رسالة في حزيران/يونيو قالت فيها إنها “تعرقل منظور التفاوض على حل الدولتين”.
وترى الكاتبة أن التحول الأكبر في السياسة سيكون بالنسبة للسعودية. وفي الذكرى السنوية لجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، أصدر بايدن بيانا قال فيه إنه لو فاز فسيقوم بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- السعودية وينهي الدعم العسكري للحرب المدمرة التي تقودها السعودية في اليمن و”التأكد من عدم تخلي أمريكا عن قيمها وتركها أمام الباب من أجل بيع السلاح أو شراء النفط”.
ترى الكاتبة أن التحول الأكبر في السياسة سيكون بالنسبة للسعودية إذ قال بايدن إنه سيقوم بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- السعودية لو فاز
وفي الوقت ذاته دعمت هاريس مشروع قرار يطالب بتقرير عام حول نتائج المجتمع الأمني بشأن قتل خاشقجي. وفي 2019 صوتت لصالح قرار يحظر بيع السلاح إلى المملكة. وبحسب كتاب بوب وودورد، فقد تباهى ترامب بأنه هو الذي حمى محمد بن سلمان الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه هو الذي أمر بقتل الصحافي. وقال ترامب: “لقد حميت مؤخرته” و”كنت قادرا على إقناع الكونغرس تركه وشأنه”.
وتعلق ترو أن ترامب اتخذ قرارات متعجلة ومتناقضة بشكل لن يتأسف عليه حتى حلفاؤه. وخرج من الاتفاقية النووية ولكنه لم يفعل شيئا عندما تعرضت المنشآت النفطية السعودية لهجوم العام الماضي. ففي كانون الثاني/يناير أثار قلق العالم عندما دعا الكونغرس لمتابعته على تويتر وتكهن بحرب حتمية مع إيران.
وتقول تمارا كوفمان ويتس من معهد بروكينغز: “أرى أن السنوات الأربع الماضية زادت من القلق الذي تشكل لدى بعض شركاء الولايات المتحدة بشأن التزام أمريكا بالمنطقة”. وقالت: “إلى جانب قلقهم من أوباما فلديهم هذا الرجل الذي يعبر عن قلقه لكنه يغير رأيه سريعا بدون استشارتهم في قضايا تهم أمنهم”. ورغم القلق بشأن التحول في ظل بايدن إلا أنها تعتقد أن أي شيء يزيد من “وضوح ومصداقية والتزام السياسة الأمريكية سيكون عاملا إضافيا للشركاء المحليين”. وفي الوقت الذي ستنزعج فيه السعودية والإمارات من شجب بايدن لسجل حقوق الإنسان لديهما إلا أنهما سترحبان بالوضوح.
ولن يحدث تغير بشأن سوريا والعراق. وكما يقول روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق حتى 2014 والزميل حاليا بمعهد الشرق الأوسط: “طالما ظلت الحكومة العراقية ترحب ببقاء القوات الأمريكية فلا أعتقد أن ترامب أو بايدن يريد خروجها” و”ينسحب الأمر على سوريا وإن كان العدد أقل”. ورغم دعمه غزو العراق في 2003 وفدرلة العراق عام 2007 إلا أنه لن يتخذ إجراءات فلطالما عارض زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان ويريد تجنيب أمريكا التورط في حروب كما حدث مع الرؤساء من قبله. وهو يتحدث عن 2.000 جندي أمريكي في العراق وهو نفس العدد الذي استمر في عهد ترامب. وترى أن بايدن لن يتجاهل الفصائل الكردية السورية خاصة أن لديه علاقات قوية مع القيادات الكردية والتي أثارت غضب أنقرة التي ستكون علاقتها مع إدارته باردة. وبدت ملامحها في شريط فيديو نشر في تركيا وتحدث فيه عن خططه للتعامل مع أنقرة. وفي مقابلة مع “نيويورك تايمز” وصف بايدن رجب طيب أردوغان بالمستبد واقترح دعم واشنطن لمعارضيه حتى يتمكنوا من هزيمته. وهو ما أثار غضب مستشار أردوغان البارز إبراهيم قالين الذي وصف كلام بايدن في تغريدة بأنه “قائم على الجهل الشديد والغطرسة والنفاق”.
ومع ذلك لن يكون الشرق الأوسط على قائمة أولويات الرئيس الجديد الذي سيواجه أزمة ركود اقتصادي وأزمة صحية واستقطابا في المجتمع الأمريكي بسبب ترامب. ويرى فورد أن تركيز ترامب على المنطقة من خطة السلام إلى اتفاقيات الخليج- الإسرائيلية وأخيرا السودان هي محاولة لحرف النظر عن المشاكل الداخلية في مصر و”ترامب لم يكن راغبا بالحديث عن الفيروس ولا يستطيع الحديث هذا العام عن الاقتصاد وكل ما يمكنه الحديث عن الماضي” و”بالنسبة لبايدن لو فاز فلن يكون الشرق الأوسط وبالمطلق أولوية”.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
كل انتخابات الرئاسة الامريكية
كل طرف يقول نفس الكلام عندما يكسب
الانتخابات والصحيح هى كلهم فى نفس السياسة وهى تاييد اسرائيل على حساب كل العالم العربى
وقارن بين اى رئيس امريكى سوف تجد ذالك واضح
وحقيقة والسبب اللوبى اليهودي فى امريكا هو الأقوى
فى امريكا والكل يعمل حسابه
والكل يقول كلام ووعود قبل الانتخابات وبعد الفوز
يعمل نفسه مش من هنا