التطبيع الرياضي بين الإمارات وإسرائيل.. يخوض سباق 100متر عدواً

حجم الخط
0

أبوظبي – أحمد طلبة:

ضمن عملية تشمل كافة المجالات، تتسارع وتيرة التطبيع في مضمار الرياضة بين الإمارات وإسرائيل، وكأنهما عداءان انطلقا بسرعة قصوى في سباق 100 متر عدوا.

ووقعت الإمارات وإسرائيل، في واشنطن، سبتمبر الماضي، اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما؛ ما أثار رفضا شعبيا عربيا واسعا اعتبر ما حدث خيانة للقضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.

ورغم أن مصر والأردن ترتبطان باتفاقيتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994، إلا أن مضمار الرياضة كثيرا ما شهد لاعبين عربًا رفضوا مواجهة إسرائيليين في بطولات رسمية وودية، رغم ما تعرض له اللاعبون العرب أحيانا من عقوبات.

وحتى قبل توقيع اتفاقية السلام، انطلقت صافرة بداية التطبيع الرياضي مبكرا، مدفوعة بإعلان الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، في 13 أغسطس/ آب الماضي، اتفاق أبوظبي وتل أبيب على تطبيع العلاقات بينهما.

ومنذ ذلك التاريخ، شهدت الساحة الرياضية 6 تحركات تطبيعية، أبرزها توقيع مذكرة تعاون بين رابطتي كرة القدم للمحترفين في الإمارات وإسرائيل، واحتراف أول لاعب كرة قدم إسرائيلي في الدوري الإماراتي.

ففي 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، دعا نادي “هبوعيل (بئر السبع)” الإسرائيلي لكرة القدم فريق شباب نادي الأهلي الإماراتي لإقامة مباراة ودية بينهما، بمناسبة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدولة الخليجية.

وقال النادي الإسرائيلي عبر “تويتر”: “نحن متحمسون لاتفاق السلام مع الإمارات، لذا وجهنا دعوة لإقامة مباراة ودية تجمعنا مع بطل الكأس الإماراتي”.

وأضاف: “نأمل بأن فريق الأهلي سيقبل دعوتنا للعب مباراة ودية في إسرائيل”. لكنه لم يصدر أي تعليق من النادي الإماراتي، سواء بالرفض أو الموافقة.

ومعلقاً على هذه الدعوة، قال حساب “إسرائيل بالعربية” على “تويتر”، إن “كلا الفريقين تُوّج ببطولة الكأس في بلديهما، وهو ما يوحي بأن المباراة ستكون على كأس السوبر الإماراتي الإسرائيلي”.

وفي 9 سبتمبر/ أيلول، انطلقت مفاوضات إماراتية مع إدارة نادي “بيتار القدس” الإسرائيلي للاستحواذ على ملكيته، وفق قناة “i24news” الإسرائيلية.

وذكرت القناة العبرية أن المفاوضات تتم بين مستثمرين إماراتيين ومالك النادي، موشيه حوجج، “وفي حال تم إبرام الاتفاق، فسيكون أول استثمار إماراتي في مجال الرياضة بإسرائيل”.

و”بيتار القدس” هو نادٍ إسرائيلي عنصري يُعرف عن جماهيره التطرف وتبني أفكار يمينية، وهو يرفض فكرة انضمام أي لاعب عربي أو مسلم إلى صفوفه.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول، كشفت “i24news” اعتزام أندية إماراتية (لم تسمها) التعاقد “قريبا” مع نجم المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم، بيرام كيال.

وفي 26 سبتمبر/ أيلول، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر”، صورة للاعب كرة القدم الإسرائيلي “ضياء سبع”.

وعلّق أدرعي على الصورة بالقول إن اللاعب “في طريقه إلى دبي للانضمام إلى فريق النصر الإماراتي، ليصبح أول لاعب إسرائيلي في دوري الخليج”.

ونشر “سبع” صورة في حسابه على “إنستغرام”، وهو على متن طائرة، وعلق عليها “إلى دبي”.

وبالفعل وقّع “سبع”، وهو من عائلة عربية ولاعب حالي في المنتخب الإسرائيلي، على عقد يمتد لموسمين مع “النصر”، قادما من نادي “غوانزو” الصيني، ليصح أول لاعب في الدوري الإماراتي يحمل الجنسية الإسرائيلية.

وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول، قال رئيس نادي “مكابي حيفا” الإسرائيلي، يعقوب شاحار، عبر موقع النادي الرسمي: “يسعدني إبلاغكم أن نادينا تلقى دعوة للعب مباراة كرة قدم ودية، تسمى مباراة السلام في أبوظبي، ضد نادي العين (الإماراتي)”.

وتابع: “سيتم في غضون الأيام القليلة القادمة توقيع مذكرة تفاهم بين الناديين لإقامة علاقة تشمل التعاون في جانبي الرياضة والأعمال”، وسيتحدد موعد المباراة لاحقا.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت رابطة كرة القدم للمحترفين الإماراتية توقيع مذكرة تعاون مع نظيرتها الإسرائيلية، بحسب صحيفة “البيان الرياضي” في أبوظبي.

وتمت مراسم التوقيع قبل يوم من تاريخ إعلان الاتفاقية، في لقاء “عن بعد” جمع رئيس رابطة المحترفين الإماراتية، عبد الله ناصر الجنيبي، ورئيس رابطة الدوري الإسرائيلي للمحترفين، إيريز خيلفون.

وذكرت الصحيفة أن “الإعلان عن هذه الخطوة الرياضية، التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى دول الشرق الأوسط، يأتي في إطار التعاون وزيادة فرص نجاح وتطوير اللعبة في البلدين”.

وحتى قبل توقيع اتفاقية التطبيع بين البلدين، كانت ثمة مشاركات متبادلة بين البلدين في فعاليات رياضية تقيمها الدولة الأخرى.

ففي مارس/ آذار 2018، شارك سائقان إسرائيليان في “رالي أبوظبي الصحراوي” للسيارات.

وفي الشهر ذاته، شارك 20 رياضياً إسرائيلياً في “بطولة العالم للجوجيتسو” لفنون القتال للشباب والناشئين بالإمارات.

وفي مايو/ أيار 2018، شاركت الإمارات في “طواف إيطاليا 2018” للدراجات الهوائية في إسرائيل.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018، تم عزف النشيد الإسرائيلي في الإمارات، بعد فوز لاعب إسرائيلي في بطولة دولية للجودو، بحضور وزيرة الثقافة والرياضة الإماراتية، ميري ريغيف.

وفي مارس/ آذار 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي في دورة الألعاب الأولمبية المخصصة للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي. (الأناضول)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية