سيرك منتخبي الجمهور العرب

حجم الخط
0

في الوقت الذي تتعزز فيه علاقة الدم بيننا وبين الدروز فان عرب اسرائيل يبتعدون أكثر فأكثر. هؤلاء تحولوا الى إخوة – واولئك بقوا أولاد عم في أحسن الحالات، وأعداء في اسوأ الحالات. يمكننا النقاش حول مسؤولية (غير المباشرة؟) أبو مازن في قتل المصلين، ولكن السؤال الذي لا يقل أهمية هو مدى تورط اعضاء الكنيست العرب في التحريض والعمل ضد اسرائيل.
مع بداية الانتفاضة الثانية سافر عضو الكنيست في حينه عزمي بشارة الى سوريا، وأعلن هناك تأييده للمقاومة ضد اسرائيل. حاولوا تقديم لائحة اتهام ضده ولكن تبين أن الحصانة البرلمانية تفعل فعلها.
وقد استمر في منصبه في الكنيست الاسرائيلية ايضا بعد أن وجدته لجنة «أور» مذنبا في تشجيع العنف خلال أحداث تشرين الاول 2000. وايضا بعد أن أخل بمنع زيارة دولة معادية وسافر الى سوريا ولبنان. في عام 2007 تبين أنه كان عميلا وجاسوسا لحزب الله ونقل معلومات حول مواقع استراتيجية في اسرائيل لصالح حزب الله، وبعدها هرب الى قطر.
قرر المدعي العام للدولة قبل سنتين عدم فتح تحقيق ضد عضو الكنيست احمد الطيبي في أعقاب خطاب الشهداء من 2011. واليكم ما قاله الطيبي خلال مؤتمر في السلطة الفلسطينية: «الشهيد هو قمة الفخر. لا توجد قيمة أكبر من الشهادة.
الشهيد يرسم بدمائه طريق الحرية والتحرير». وقد ادعى الطيبي أنه يقصد الشهداء الذين قتلتهم اسرائيل، وليس اولئك الذين قتلوا اسرائيليين، بينما استمرار الخطاب لا يترك أية شكوك: «تحية لآلاف الشهداء في الوطن والشتات وتحية لشهدائنا وشهدائكم وراء الخط الاخضر. اولئك الذين يعتبرهم الاحتلال مخربون، ونحن نقول إنه لا يوجد شيء أسمى من اولئك الذين ماتوا من اجل الوطن». شد حدود الديمقراطية الاسرائيلية حتى أقصاها وايضا ما بعد ذلك.
هذا الامر لا يقتصر فقط على القضايا السياسية والامنية. ففي عام 2012 سخر الطيبي من القاضية أناستاسيا ميخائيلي واتهمها بتداعيات جنسية واهانات حول افعالها. وقبل اسبوعين تم تقديم اقتراح قانون لعضو الكنيست روبرت إلطوف من اسرائيل بيتنا حول خفض صوت المؤذن في ساعات الصباح الباكرة. يمكن التجادل حول هذا الاقتراح، لكن المهم في الامر هو رد احمد الطيبي. إقرأوا.
«كان هناك شابا من أنديجان في افغانستان، إسمه روبرت إلطوف، بال على نفسه في الليل، وعمل والداه المستحيل لمعرفة سبب تبوله على نفسه». هذا ما قاله الطيبي في قاعة الكنيست. «ذهبوا الى الاختصاصية واسمها أناستاسيا ميخائيلي، السبب هو المؤذن كما قالت. وهو كان يحلم بالذهاب الى بلاد لا يوجد فيها مؤذن. وصل الى هنا وهبط في اللد، وذهب الى البحر وغنى الاغنية التالية: على ظهر كرسي مريح، أطير من شدة الحرارة، أرغب في الهرب على أجنحة الحلم، الى خليج غير معروف، جزيرة نائية في داخله، قرية صغيرة وهادئة، مقابل البحر المتوسط، لكن صوت المؤذن يُذكرني بأنديجان، مع زجاجة فودكا، تبدو العنصرية جميلة جدا».
لست واثقة من أنه يوجد عضو كنيست آخر في اسرائيل يستطيع الوقوف على منصة الكنيست ويقول إن عضو كنيست آخر «يتبول على نفسه في الليل»، أو يقوم بالصاق «زجاجة فودكا» لمن هو من أصل روسي – دون أن تُطلب منه ايضاحات. الخطاب العنصري البشع مر بصمت.
الطيبي الذي كان مستشارا لزعيم الارهاب عرفات ومشاركا دائما في يوم الشهيد الفلسطيني، يبصق علينا من داخل البرلمان. فهو يعلن عن نفسه أنه عربي فلسطيني في كل فرصة، ويطلب حق العودة للعرب والغاء حق العودة لليهود، ينفي وجود التاريخ اليهودي في القدس ومصصم على الغاء العلم والنشيد الوطني. وكل ذلك في الوقت الذي يتمتع فيه بامتيازات السلطة.
لقد استغل الطيبي أكثر من مرة الحصانة وزار دولا عربية. التقى مع الرئيس السوري الاسد، رئيس ليبيا القذافي وقادة آخرين. سخريته من الديمقراطية الاسرائيلية التي يشرب من بئرها وكلامه الفظ ووقاحته ـ كل ذلك مؤشر على ابتعاد عرب اسرائيل عن الدولة.

اسرائيل اليوم 23/11/2014

إميلي عمروسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية