إندبندنت: اتهام ماكرون بنشر الأخبار الزائفة في رده على مقال صحافية مسلمة

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن ـ “القدس العربي”:

اتُهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنشر “الأخبار الكاذبة” عن البنات المسلمات. وذلك عندما زعم أنهن يجبرن على ارتداء الحجاب وهن لا يتجاوزن الثالثة من العمر. وجاء هذا الزعم في رسالة نشرتها صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية وزعم فيها أن البنات المسلمات “ينشأن على كراهية القيم الفرنسية”. وقدم الرئيس الفرنسي صورة من غياب الأمن في الضواحي التي يتم فيها انتهاك الأطفال الذين يفصلون عن الجنس الآخر.  وزعم وجود “مئات المتشددين” الذي يمكن أن يقوموا بهجمات بالسكاكين في أي وقت.

وقال في رسالته “زر الضواحي التي تجبر فيها البنات الصغيرات اللاتي لا يتجاوزن الثالثة أو الرابعة على ارتداء الحجاب”. وأضاف أنهن “يفصلن عن الأولاد وعن المجتمع في سن مبكرة وينشأن على كراهية القيم الفرنسية”. وتعلق صحيفة “إندبندنت” إن الحجاب الكامل محظور في فرنسا منذ 2011 بعد المنع المثير للجدل الذي أطلق عليه “حظر البرقع”. وأشارت أنه لا يوجد أي دليل مصور عن بنات صغيرات يلبسن البرقع في فرنسا علاوة على وجود اضطهاد لهن. ومرة أخرى اتهم ماكرون بالتحريض على المشاعر الكارهة للمسلمين (إسلاموفوبيا) وذلك في أعقاب الهجمات الإرهابية والتي نفذها أجانب. وكتب ماكرون في رسالته “تحدث مع مدراء الحكومة الذين يواجهون على الأرض بمئات الأفراد والذين نحشى طعنهم الناس في أي لحظة”. وعلق قائلا: “هذا ما تواجهه فرنسا – خطط كراهية وإرهاب تهدد أطفالها- وليس ضد الإسلام”.

وجاء رد ماكرون بعنوان” فرنسا ضد الانفصالية الإسلامية وقطعا ليس الإسلام” بعد مقال نشرته مراسلة الصحيفة في بروكسل مهرين خان، واتهمت فيه ماكرون بنشر الكراهية ضد المسلمين. وقامت الصحيفة بنزع المقال من صفحة الرأي “بعدما اشتكى قراء لاحتوائه على معلومات غير دقيقة” حسب الصحيفة.

 ودعم ماكرون الخطوة في رسالته وقال: “لن أسمح لأي شخص للزعم أن فرنسا أو حكومتها تحرض على العنصرية ضد المسلمين”. لكن معارضيه لم يقتنعوا بكلامه.

وقالت ناديا هيني- مولاي، الكاتبة الفرنسية المعروفة “يستخدم ماكرون صحيفة بريطانية للحديث عن المسلمين في فرنسا”. و “في سياق مشتعل بشكل خطير، فهذا ليس مناسبا من رئيس دولة”. وقال الناشط مروان محمد إن “مزاعم الرئيس ليست صحيحة ولا تدعمها الأدلة”. ويعيش في فرنسا حوالي 5 ملايين مسلم، وهو أكبر تجمع في أوروبا الغربية. وجاء معظمهم من شمال أفريقيا. واشتكى الكثيرون من زيادة العنصرية وكراهية الإسلام التي يمارسها الساسة ضدهم بمن فيهم ماكرون. وأعلن ماكرون عن خطط لمكافحة ما أسماها “الانفصالية” الإسلامية. وزعم في خطابه بداية الشهر الماضي أن الإسلام حول العالم يعاني من أزمة وتعهد بمواصلة دعم نشر الصور المسيئة للرسول التي نشرتها المجلة الساخرة “شارلي إيبدو”.

 وجاء في مقال مهرين خان الذي حذفته “فايننشال تايمز” من موقعها أن حرب الرئيس إيمانويل ماكرون على “الانفصالية الإسلامية” تزيد من انقسام فرنسا. وقالت خان إن ماكرون بحاجة لدعم 6 ملايين مسلم لو أراد قطع شأفة التطرف العنيف، الذي قاد إلى هجومين قاتلين على التراب الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، وهناك مخاطر لفشل الرئيس. وأضافت أنه “بعد الحادثين، اختارت حكومته إذكاء الفزع من “مسألة المسلمين”. وفي الشهر الماضي، وقبل مقتل باتي، تحدث ماكرون عن خطة لقتال ما أسماها “الانفصالية الإسلامية”. وتعكس التهمة لغة الحكم الاستعماري الفرنسي السابق، أو تستحضر اتهامات للمسلمين، وأن لديهم ولاءات مزدوجة لأسيادهم الأجانب أو نظريات المؤامرة حول فرض قانون الشريعة، بحسب زعم المصطلح. وتحدث ماكرون عن “وجبات الطعام المذهبية” والحجاب، كإشارات ممكنة عن الانفصالية داخل المجتمع الفرنسي، وفي مناخ مشحون، فكلامه مهم.  وقالت إنه منذ مقتل المدرس باتي والهجمات الأخرى أصبحت عبارات مثل “أعداء الجمهورية” و”اليسار الإسلاموي” و”العملاء” جزءا من اللغة السياسية الفرنسية. وقالت إن معلقا تلفزيونيا طلب من النساء المسلمات نزع الحجاب تضامنا مع باتي. وقال وزير الداخلية إن قانون مكافحة الانفصالية سيشمل على بنود سجن تصل إلى خمسة أعوام لمن يرفض فحصا من طبيب من الجنس الآخر.

وعلقت قائلة: “كمسلمة بريطانية، أعمل من بروكسل الآن، لقد شاهدت نفس النقاش الذي يدمج بين الممارسات المحافظة والعنف الجهادي في مرحلة بعد الهجمات في بريطانيا”. والشك بالإسلام السياسي (الهلامي التعريف) اعتبر موجودا في كل شيء، من المنظمات الإسلامية إلى اختيارات اللباس، وحتى التحدث بالعربية. إلا أن التدخل في حياة المسلمين العامة تخاطر في أخذ الغالبية من المواطنين الملتزمين بالقانون بجريمة مجموعة قليلة من المتطرفين. وقالت: “عندما يأتي موعد انتخابات 2022 من المحتمل أن يطلب ماكرون من المسلمين التصويت له؛ لحماية الجمهورية من اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبين. وهذا التهديد سيبدو فارغا للمسلمين إن وضعوا في مناخ معاد من رئيس ليبرالي”. وفي رسالته للفايننشال تايمز اتهم ماكرون خان بالنقل الخطأ لكلامه ولم يقدم ردا على ما جاء فيه بقدر ما ركز حديثه على المخاطر التي تواجه فرنسا منذ هجوم شارلي إيبدو، حيث تأكد له حتى قبل انتخابه أن فرنسا أصبحت مركزاً لتفريخ الجهاديين. وقال إن فرنسا تواجه الإرهاب الإسلامي في الخارج خاصة منطقة الساحل في أفريقيا. وقال إن من لا يصدقه عندما يتحدث عن “الانفصالية” الإسلامية عليه زيارة منصات التواصل الاجتماعي التي تنشر الكراهية وتحرض الأطفال على كسر القانون وكانت سببا في التحريض على قتل باتي. وأضاف “نعارض الخداع والتطرف المجنون والعنف والتطرف وليس الدين. ونقول: ليس في بلدنا. ومن حقنا قول هذا كدولة ذات سيادة وشعب حرب. ونحن متحدون ضد الإرهاب الذي يريد كسرنا فنحن. ونستطيع بدون مقالات صحافية تريد تقسيمنا”. وأكد على مبادئ العلمانية التي تتعامل بالتساوي مع المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي بالتساوي. وأكد أن تشويه كلام رئيس دولة لا يخدم بل يفاقم الوضع. وأكد أنه واع للخدمات التي قدمتها الحضارة الإسلامية لفرنسا وأوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نجمة:

    تواجه الارهاب الاسلامي في الخارج ؟ في الساحل ؟ و من اجبرك على هذا ؟

    1. يقول محفوظ- الجزائر:

      …….شكرا ردك على هذا الصبي في الصميم…

  2. يقول السيوف الثقيله:

    السلام عليكم كورونا مش مكرونه نجم نجم

إشترك في قائمتنا البريدية