بلومبيرغ: بايدن لديه المهارات اللازمة لإعادة أمريكا إلى حالتها الطبيعية والتحديات كبيرة

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

علّق موقع “بلومبرغ” على فوز نائب الرئيس الأمريكي السابق بالرئاسة جو بايدن، وهزيمته لدونالد ترامب، قائلة إن المهمة التي تنتظر بايدن ضخمة ولكن ربما كانت لديه المهارات المطلوبة.

وقال الموقع إن عمر بايدن في السياسة هو نصف قرن، فهو نائب الرئيس السابق، وسناتور مخضرم لعقود و”نتمنى له حظا سعيدا، وهو بحاجة إلى هذا”.

وأضاف: “مهمته الأولى هي قيادة البلد خلال الأسابيع الخطيرة المقبلة. ذلك أن الصورة النهائية لنتائج الانتخابات تحتاج إلى وقت طويل مع القضايا القانونية التي يهدد الرئيس الحالي برفعها. لكن هذا لن يغير النتائج، مع وجود مخاطر لتغذية الغضب وعدم الاستقرار. وحتى يتم تسوية الأمر ويخرج ترامب من المشهد، مع أنه لن يخرج بدون أن يؤكد على أنه حرم من الولاية الثانية على بايدن التحلي بالصبر طوال هذه الفترة وأن يكون تأثيره إيجابيا. لكن هذا الجهد ليس مقتصرا على الأسابيع بين الآن وتوليه الرئاسة بل وعلى طريقة حكمه، فقد كانت النتائج الانتخابية متقاربة، وأكثر مما توقع الكثيرون”.

وسيكون بايدن حذرا في زعمه أنه حصل على تفويض للقيام بتغيير جذري. وهذا لا يعني التوقف عن تطبيق تعهداته، بل يجب عليه وحزبه الديمقراطي الدفع باتجاه أجندتهم ومحاولة الحصول على الدعم الواسع لها. وهذا يعني التعامل وتفهّم قلق الأمريكيين الذين صوتوا لترامب رغم معرفتهم بعيوبه.

وقال بلومبرغ: “توحيد البلاد هو أمر يحرص بايدن على تحقيقه أكثر من ترامب، والاعتراف بهذه الحاجة هو بداية جيدة. ورأب الجراح قد يكون أكبر تحدٍ لبايدن لكنه ليس الوحيد. فهناك كوفيد-19 الذي انتشر بشكل واسع وأدى إلى وفاة أكثر من 235.000 أمريكي، وهناك أكثر من 50.000 شخص في المستشفيات، فيما تقف مدن وولايات على حافة الأزمة”.

ويحتاج بايدن للتعامل مع الوباء بطريقة غير مسيّسة، وتذكير الأمريكيين بمصالحهم المتبادلة. ولا يستطيع البلد تضييع مزيد من الوقت في حرب ثقافية حول أهمية ارتداء القناع. ومن هنا فعلى بايدن العمل مع حكام الولايات والمسؤولين الصحيين للخروج بسياسة وطنية موحدة تؤكد على المسؤولية الشخصية والحس المشترك بالواجب.

أما مهمته الثانية فهي إعادة تفعيل الاقتصاد، وهناك إمكانية لتفاوض ترامب مع الديمقراطيين هو حزمة إنقاذ، لكن يجب عدم التعويل على هذا.

ونظرا لعدم وضوح صورة مجلس الشيوخ، فعلى بايدن أن يجهز نفسه للعمل مع الحزبين على تمرير قانون يدعم حكومات الولايات والمدن وتوسيع المنافع التكميلية لمن فقدوا عملهم. بالإضافة إلى تقديم حزم  مساعدات لأصحاب الأجور المتدنية.

وطالما تحدث بايدن عن مهاراته في عقد صفقات والتفاوض مع الحزبين، وهو بحاجة إليها الآن. ويحتاج الرئيس الجديد للدفع بإصلاحات تعالج سوء استخدام ترامب للسلطة.

وقدم الديمقراطيون في أيلول/ سبتمبر سلسلة من هذه الإصلاحات، فالحد من قدرة الرئيس على منح العفو ومنع استفادته المالية من منصبه وحماية نزاهة نظام العدالة هي ضرورة، وتخدم أي رئيس ولا ذريعة لدى الجمهوريين لمعارضتها.

وعلى بايدن العمل لاستعادة دور وموقف أمريكا في العالم. ففي هذا الأسبوع أعلن ترامب عن خروج أمريكا رسميا من اتفاقية باريس للمناخ. ويجب إلغاء هذا القرار حتى تكون أمريكا قادرة على لعب دورها في العالم.

واحتقر ترامب التحالفات الدولية التي دعا إليها بايدن بشكل مزق علاقات أمريكية التقليدية مع الحلفاء. وبايدن بحاجة لإصلاحها.

وإصلاح أمريكا لنفسها مهمة ليست سهلة، وعلى مدى 18 شهرا من الحملة الانتخابية لم يقدم بادين أفكارا ثورية ولا حلولا بل كان يدعو  بحرارة لعودة أمريكا حالتها الطبيعية، والكفاءة في الحكم وتخفيف الانقسام والحياة المدنية المتحررة من الفوضى والفساد التي كانت سمة عهد ترامب. ولو حقق كل هذا على مدى السنوات الأربعة المقبلة، فسيقدم خدمة لبلاده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    وما هي حاله امريكا الطبيعيه بلد بني على العنصرية والقتل تجاة اي شخص ليس ابيض او كاثوليكي يحكم من قبل اليهود وتجار السلاح يدخل حرب كل 5 سنوات لان الموسسة العسكرية تحتاج تمويل وتجربة سلاحها بلد يعيش على فكرة العدو الخارجي الذي يتبدل كل خمسين سنة فالاسبان والالمان والمكسيكيين والسود جميعهم بخانة الاعداء والان المسلمين ومع كل هذا مجتمع لا اخلاقي منحل باسم الحرية يتم تهديم صور الرب او الاله ولكن لا يجروو احد ان يتكلم عن المحرقة او اسباب حروب امريكا العبثية كل 5 سنوات من اجل النفط

إشترك في قائمتنا البريدية