تعويل عراقي على علاقات أقوى مع أمريكا بعد انتخاب بايدن وسياسي يدعوه لتنفيذ خطة للتقسيم

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تعوّل القوى السياسية العراقية، على دور الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في الإسهام بحلّ سلسلة الأزمات التي يعاني منها العراق من عام 2003 على المستويين الداخلي والخارجي، وسط ترحيب قادة المكونات الرئيسة شيعية، سنّية، كردية، بقيادة البيت الأبيض الجديدة.
ويصطف بايدن إلى جانب استراتيجية أمريكية تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم للشيعة والسنّة والأكراد، على أن تبقى العاصمة بغداد «اتحادية» تتولى مهمة حفظ الأمن الخارجي ورسم السياسات الاستراتيجية، حسبما طرحه في مقال في صحيفة «نيويورك تايمز» في أيار/ مايو 2006 إبان فترة الحرب الأهلية العراقية.
وتزامناً مع إعلان نصر بايدن على غريمه ترامب، سارع قادة العراق بنشر بيانات التهنئة، مستذكرين محطاتٍ من لقاءات سابقة.
رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قال في بيان صحافي أمس، «أتقدم بالتهاني إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتخب جو بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، وأتطلع إلى تقوية الروابط الاستراتيجية بين بلدينا نحو مستقبل مبني على الاحترام المتبادل وقيم التعاون المشترك والوثيق من أجل تجاوز التحديات ودعم السلم والأمن، وتحقيق الاستقرار والازدهار».

شريك موثوق

في حين نشر رئيس الجمهورية برهم صالح «تدوينة» قال فيها: «أتقدم بأحر التهاني للرئيس المنتخب جو بايدن، صديق وشريك موثوق في قضية بناء عراق أفضل». وأضاف: «نتطلع إلى العمل لتحقيق أهدافنا المشتركة وتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها».
على المستوى السياسي، مثّل فوز بايدن، نبأً ساراً لزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، الذي بادر بالتهنئة أيضاً.
وبعث برقية تهنئة إلى بايدن، حسب بيان لمكتبه.
وجاء في نصها: «على إثر انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أبعث لكم تحياتي وأبارك لكم نيل ثقة الشعب الأمريكي الصديق».
وزاد: «أتمنى لكم النجاح في مهمتكم الصعبة والتوفيق في معالجة المشاكل والأزمات الموروثة التي تواجهكم لتغير صورة أمريكا وتطوير العلاقات مع الدول الصديقة والعالم».
كذلك، هنأ رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، بايدن وهاريس، مؤكدا أن «خبرتهم الطويلة بشؤون العراق والمنطقة ستكون خير عون لنا جميعا في تصحيح المسارات التي اختلت كثيرا خلال السنوات الماضية».
وقال في برقية التهنئة: «نهنئكم بفوزكم بثقة الشعب الأمريكي الصديق. نتمنى لكم كل توفيق ونجاح في مهامكم المقبلة».

تصحيح المسارات

وأضاف، أن «لا شك أن معرفتكم وخبرتكم الطويلة في شؤون العراق والمنطقة ستكون خير عون لنا جميعا في تصحيح المسارات التي اختلت كثيرا خلال السنوات الماضية، وفي إعادة بناء الثقة والتعاون بين مختلف الأطراف لما فيه مصلحة شعوب ودول المنطقة وإحلال الأمن والسلام والعدالة».
ومن بين المواقف السياسية الشيعية أيضاً، مطالبة عضو مجلس النواب السابق، القيادي في ائتلاف «دولة القانون» محمد سعدون الصيهود، بايدن، بتجنب أخطاء ترامب، وحل الأزمات السياسية في الشرق الاوسط.

بارزاني يبارك لصديقه إدارة البيت الأبيض: أربيل تخطط لتعزيز الشراكة مع واشنطن

وأوضح، في بيان صحافي أمس، أن «خسارة (ترامب) في الانتخابات شيء متوقع كونه قد قاد العالم أجمع، والشرق الأوسط على وجه الخصوص، إلى أزمات سياسية وأمنية واقتصادية نتيجة للسياسة الرعناء التي اتبعها خلال السنوات الأربع الماضية وانعكاساتها السلبية على أمريكا، والتي أصبحت للعالم أجمع راعية للإرهاب وبعيدة كل البعد عن الديمقراطية وحقوق الإنسان».
وأضاف: «على الرئيس الجديد بايدن إعادة أمريكا إلى وضعها الطبيعي، وأن يعتمد سياسة متزنة من شأنها أن تقود العالم إلى الاستقرار وإلى الانتعاش الاقتصادي، فضلا عن أهمية الابتعاد عن كل المشاريع التآمرية والتي لم ولن تجد طريقها للتطبيق، خصوصا في العراق».
وأشار إلى أن «مشروع بايدن التقسيمي السابق ولد ميتا، وغير قابل للتطبيق، بالتالي لا يمكن الخوض والإصرار على مشاريع فاشلة، كوننا نطمح بتغيير سياسة بايدن إلى ما هو واقع وقابل للتطبيق».

سياسة التهدئة

أما وزير الخارجية العراقي السابق، محمد علي الحكيم، فرأى أن فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية «يعني توجها جديدا نحو سياسة التهدئة والعودة إلى الحاضنة الأوروبية».
وأوضح في «تدوينة» له أن «فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، يعني البدء بمرحلة جديدة من سياسة التهدئة والمداولة والمراجعة في منطقتنا (العراق، سوريا، إيران، والخليج) والعودة إلى الحاضنة الاوربية والناتو».
وأشار إلى أن فوزه يعد كذلك «سياسة متجددة نحو الصين وروسيا ولا حل سريع للمسألة الفلسطينية» متوقعا أن «تستلم سوزان رايس حقيبة الخارجية».
فوز بايدن لاقى ترحيباً أيضاً في إقليم كردستان العراق، إذ هنأ رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، أمس، الرئيس الأمريكي المنتخب ونائبته.
وقال بارزاني في «تغريدة» له نشرها على «تويتر» «إنني أتطلع إلى العمل معًا لتعزيز شراكتنا والعلاقات الثنائية».
كما ذكر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، في «تغريدة» على «تويتر»: «تهانينا الحارة لك صديقي الرئيس المنتخب جو بايدن على فوزك، أنا متفائل جداً وأدعو أن يشهد عالم الحرية المزيد من السلام والتنمية تحت قيادتكم».
وهنأ رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بايدن أيضاً.
وكتب رئيس الحكومة على حسابه الرسمي في «تويتر»: «أتطلعُ إلى مواصلة التعاون الوثيق والقوي بين إقليم كردستان والولايات المتحدة». وقال: «إن شراكتنا ضرورية للاستقرار والازدهار الإقليميين».
على المستوى السنّي، عوّل القيادي في الجبهة العراقية، النائب السابق، مشعان الجبوري، على أن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد بـ «تنفيذ خطة تقسيم العراق».
وقال الجبوري في «تدوينة» له، «نبارك للشعب الأمريكي خياره، وللرئيس الفائز بايدن انتصاره، ولكل الفرحين بهذا الفوز ونحن منهم».
وأضاف: «ونتطلع نحن أبناء المناطق المدمرة أن ينفذ خطته حول العراق والتي عارضناها سابقا ونساندها حاليا بعد الذي فعلته بنا الميليشيات الولائية الوافدة والتي تتصرف كقوة احتلال غاشم وغزاة منتصرين».
إلى ذلك، ذكر رئيس جبهة «الانقاذ والتنمية» أسامة النجيفي في رسالة تهنئة لبايدن، أن «هذا الفوز الكبير الذي حققتموه، سيسهم في الحفاظ على النظام الديمقراطي وأن يكون لبلدكم الصديق دور إيجابي فاعل في إرساء السلام والاستقرار في العالم أجمع، والعراق على وجه الخصوص».
وتابع: «إننا في العراق نتطلع إلى دور ريادي ومحوري لإعادة الاعتبار للشعب العراقي وقواه السياسية الخيرة، وكلنا أمل أن نجد في ولايتكم الداعم الرئيس لتعزيز دائم للأمن والاستقرار والتوازن في العراق والمنطقة، وأن يتحرر بلدنا وشعبنا من ربقة التدخلات الإقليمية التي تنخر جسده، وتؤجج عوامل الصراع والتناحر بين أبنائه، ونحن على ثقة أن قيادتكم الحكيمة لقادرة على التعاطي الإيجابي مع تلك الأمنيات والطموحات المشروعة والعادلة للشعب العراقي، وفي كبح جماح من يريد الهيمنة وتهديد السلم الأهلي لمنطقتنا وشعوبنا وتعريضها للمخاطر التي تهدد وجودها في الصميم».
في زاوية ثانية، توقع القائد العسكري الأسبق وفيق السامرائي، أمس، تأثيرات بايدن على العراق والمنطقة.
وحدد ا في «تدوينة» له، ثمانية تأثيرات وصفها بـ«خلاصة المتغيرات المتوقعة في الاستراتيجية الأمريكية من الخليج إلى بحر الصين وأثرها على العراق والخليج».

خصوصيات العراق

ورجح أن «يلتزم بايدن بخصوصيات العراق وقواته المسلحة (كاملة) والتي تشكل جزء حساساً من توازن القوى الخليجية».
وأضاف: «لقد ارتكب ترامب أعمالا واتخذ مواقف تتناقض مع متطلبات التوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج والأمن الدولي. وفي مرحلة حساسة من انتشار كورونا واضطراب التوازنات الدولية من المرجح أن تقوم إدارة بايدن، الذي يتمتع بخبرة وتجارب وممارسات إدارية وسياسية لم يتمتع بها رئيس سابق، بتغيير استراتيجية أمريكا بتقليل اهتمامها في منطقة الخليج والتركيز أكثر على جنوب شرق آسيا». وفي الخليج، رجّح توجه «الإدارة الجديدة إلى طي صفحة التوتر مع إيران والتراجع عن العقوبات ولو بتدرج منظور والعودة إلى تفاهم نووي» مشيراً إلى زيادة «أمريكا مبيعات الأسلحة إلى دول غرب الخليج بعشرات بلايين الدولارات وعدم عرقلة برامج التسلح التقليدية الإيرانية».
وتابع: «سيخفف بايدن سياسة بلاده في العراق، ولن تكون هناك فرصة للعودة إلى مشاريع نظرية سابقة وما سُمِّيَ سابقا بـ (مشروع بايدن) حول العراق» لافتاً إلى إن «معادلات القوى المحلية على طرفي الخليج ستسود وتتضاءل لغة التصعيد».
وزاد: «في ذروة التوتر بين أمريكا وإيران استبعدنا بوضوح وقوع حرب بينهما وسيبقى الاستبعاد مستمرا وسنسمع لغة تفاهم حتى لو تتخللها محطات بطيئة نسبيا» مؤكداً «لن يُحارِبَ الأمريكيون نيابة عن آخرين، ولن يكونوا مظلة حماية لأحدٍ في الشرق الأوسط، وسنرى صفحةً (مُحَدَثَةً) من سياسة أوباما أكبر مناصري حملة بايدن ورفيقه». وختم بالقول: «الانعكاسات على الوضع العراقي ستكون أفضل كثيرا خلال سنتين».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية