غزة: إجراءات كورونا تزيد معدلات تسرب الطلبة من الجامعات

إسماعيل عبدالهادي
حجم الخط
0

زادت جائحة فيروس كورونا من تنامي معدلات التسرب التعليمي من الجامعات بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، التي خلفتها إجراءات كورونا الاحترازية حيث توقف كامل لعجلة الاقتصاد وتوقف آلاف العمال عن ممارسة عملهم، وهو ما أثر سلباً على ظروفهم المعيشية.

 ومع بدء العام الدراسي الجديد في جامعات قطاع غزة، لم يتمكن عدد كبير من الطلاب من تسديد رسوم الدراسة للعام الجديد، مما يشير إلى أن عددا كبيرا من الطلاب اضطروا قسراً لترك مقاعد الدراسة بسبب الرسوم، ما يهدد العملية التعليمية.

ومنذ إعلان انتشار فيروس كورونا في غزة مطلع اذار/مارس الماضي، شهد القطاع إغلاقاً شبه كامل للشركات والمدارس ومعظم المرافق الاقتصادية، وفي أوائل آب/أغسطس من نفس العام عندما بدأ الطلاب الدوام في الفصول الدراسية في الجامعات، حصل ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا مما دفع الحكومة لفرض إغلاق شامل آخر في 24 آب/أغسطس، توقفت على إثر ذلك المرافق الحياتية، وأغلقت المصانع والمحال التجارية أبوابها.

وبينما يبدو من السابق لأوانه الحصول على بيانات ملموسة، إلا أن شهادات ومقابلات مع مسؤولي الجامعة والطلاب والباحثين، تشير إلى انخفاض في معدلات الالتحاق بسبب حالات الإغلاق وتدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع، مما أدى إلى تزايد حالات الانقطاع عن الدراسة مقارنة مع السنوات القليلة الماضية.

ويقول رئيس دائرة القبول والتسجيل في جامعة الأقصى في غزة جابر درويش، إن الفصل الحالي يشهد تراجعا من قبل الطلبة على التسجيل للفصل الدراسي الجديد خلافاً عن المعهود به سنوياً، في حين أن الوضع في الجامعات يزداد سوءاً بالتزامن مع التسرب المستمر، في ظل ارتفاع مستويات الفقر والبطالة بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي وتزايد حالات الإصابة بكورونا في صفوف الغزيين.

وقال درويش لـ”القدس العربي” إن الجامعة تعتمد بشكل رئيسي في دخلها السنوي والموازنات التشغيلية على رسوم الطلبة، معتبراً أن أزمة عدم تمكن الطلبة تسديد الرسوم قد تلقي بظلالها على أروقة الجامعة خلال الأشهر المقبلة، مبيناً أن تراجع الطلبة الجدد عن التسجيل للفصل الدراسي الحالي وتأخر الطلبة القدامى عن دفع الرسوم، يعود إلى الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة.

ويضيف أن الجامعة وفي محاولة للوقوف إلى جانب الطالب ودعمه في الأوضاع الصعبة، سعت إلى تقديم عدة تسهيلات لتراعي الأوضاع الاقتصادية ولإتاحة الفرصة أمام الطلبة منها تسديد 50 في المئة من الرسوم المتأخرة، مع تسديد الحد الأدنى وهو 9 ساعات بالإضافة إلى تقديم منح لأهالي الشهداء والأسرى وحفظة القرآن الكريم.

يقول الطالب خليل كساب، عليه إن يسدد للجامعة كقسط مسبق مبلغا قدره 534 دينارا، في حين أن والده موظف حكومي يتقاضى 700 شيقل شهرياً إلى جانب التحاق شقيقتيه بالجامعة، مما سبب عبئا اضافيا لعدم توفر المال لتسديد الرسوم الجامعية، وجعله ذلك غير قادر على الالتحاق بالعام الدراسي الحالي.

وأضاف لـ”القدس العربي” أن الجامعة هذا العام فرضت نظاما على الطلبة بسداد المسبق كاملاً مع تسديد الحد الأدنى، وهو عدد ساعات تعطى للطالب بناء على المسح الاجتماعي للالتحاق بالفصل الدراسي الجديد، معتبراً ذلك تهديدا واضحا للالتحاق بالفصل الدراسي.

وعندما ضرب الوباء في وقت سابق من هذا العام العالم، حاولت الجامعات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك التي في غزة الانتقال إلى دروس عبر الإنترنت لمنع تعطيل التعليم، لكن طلاب غزة واجهوا عقبات في مثل هذه الفصول مثل انقطاع التيار الكهربائي ونقص أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف الذكية، وغياب وجود الإنترنت في المنزل وإن وجد فإنه يكون ضعيفا يصعب من خلال متابعة حلقات الدراسة بنظام أونلاين، وفي ذلك يقول طلاب إنه لا جدوى من الدفع للجامعة إذا كان كل ما سيحصلون عليه عبارة عن دروس في اتجاه واحد، وغالباً ما يتم تقديمها كمقاطع فيديو يمكنهم مشاهدتها بشكل ضعيف ومتقطع فقط.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية