المغرب يكسب ورقة الكركرات والبوليساريو تلجأ إلى حرب الإشاعات

الطاهر الطويل
حجم الخط
5

تمكنت القوات المسلحة المغربية من ضمان انسيابية مرور الشاحنات من وإلى البلدان الأفريقية، وأجمعت مختلف الهيئات الحزبية على تأييد الخطوة التي أقدمت عليها السلطات المغربية.

الرباط ـ”القدس العربي”:استطاع المغرب أن يتعامل مع قضية الكركرات على جبهات عدة، فمن جهة حافظ على جسر التواصل مع الأمم المتحدة لإحاطتها علما بمشروعية التدخل من أجل فك الحصار الذي فرضته البوليساريو على معبر التجارة المؤدي إلى موريتانيا وباقي بلدان جنوب الصحراء، مع التأكيد على سلمية ذلك التدخل. ومن جهة ثانية، كسب المغرب تأييد مجموعة من البلدان العربية والأفريقية التي فتحت قنصليات عامة لها في العيون والداخلة المغربيتين.

ومن جهة ثالثة، شكّلت المناسبة فرصة لوسائل الإعلام الأجنبية للوقوف على حقيقة الأوضاع في عين المكان.

وفي المقابل، ظهرت جبهة البوليساريو بمظهر الضعف والتخبط، من خلال تهديدها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق حرب الإشاعات والأكاذيب بشأن هجمات مزعومة على مواقع الجيش المغربي.

وفي الوقت الذي تمكنت فيه القوات المسلحة الملكية المغربية من ضمان انسيابية مرور الشاحنات من وإلى موريتانيا وباقي البلدان الأفريقية، كان إجماع مختلف الهيئات الحزبية على تأييد الخطوة التي أقدمت عليها السلطات المغربية، سواء تعلق الأمر بالأحزاب اليمينية أو اليسارية أو أحزاب الوسط، وكان لافتا للانتباه البلاغ الذي أصدرته “فيدرالية اليسار الديمقراطي” وعبرت فيه عن دعمها وتثمينها لقيام المغرب بما كان يجب أن تقوم به لفتح معبر الكركرات الاستراتيجي، والدفاع عن وحدة أراضيه، مع التمسك باتفاقية وقف إطلاق النار ودون إراقة للدماء، ومواصلة الضغط على المنتظم الدولي لتسهيل تطبيق الحل السلمي ووضع حد للتصعيد الاستفزازي للجبهة الانفصالية التي تعودت القيام بمثل هذه المناورة كلما طرحت القضية على مجلس الأمن الدولي. وجددت “فيدرالية اليسار الديمقراطي” أن لا حل لمشكلة الصحراء إلا في إطار السيادة المغربية، والربط الجدلي مع بناء الوحدة المغاربية وتحقيق تقرير المصير الديمقراطي، عبر تمكين ساكنة الصحراء من تدبير شؤونها في إطار السيادة المغربية وفي إطار تقوية بناء الديمقراطية الحقة والمواطنة الكاملة والتوزيع العادل للثروة.

بيد أن ما أثار الاستغراب هو الموقف الذي عبّر عنه من الموضوع حزب “النهج الديمقراطي” اليساري ذو المرجعية الماركسية اللينينية، حيث اختار التغريد خارج السرب، بالحديث عن “اندلاع الصراع بموقع الكركرات بالصحراء الغربية وما يشكله ذلك من خطورة على السلم والأمن في المنطقة وعلى شعوبها”. ودعا “إلى تجنب التصعيد والحرب في الصحراء الغربية واعتماد أسلوب السلم والحوار لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحرب” مؤكدا “على موقف النهج الديمقراطي الداعي إلى اعتماد المواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة لحل قضية الصحراء الغربية للوصول إلى حل متفق عليه بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ويخدم هدف وحدة الشعوب المغاربية”.

موقف أثار استنكار العديد من المواطنين، عبروا عنه في صفحات التواصل الاجتماعي، حيث طالبوا بضرورة حله ومتابعة أعضائه قضائيا، رغم الوزن المجهري للحزب المذكور في الساحة السياسية.

ويعتبر القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، حسب الدستور المغربي، باطلا كل تأسيس لحزب سياسي يهدف إلى المساس بالدين الإسلامي أو بالنظام الملكي أو المبادئ الدستورية أو الأسس الديمقراطية أو الوحدة الوطنية أو الترابية للمملكة المغربية.

ووصف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، معبر الكركرات بـ”المعبر الدولي الهام، إذ لم يعد غربيا وطنيا فقط، ولا يعني المغاربة وحدهم ولا موريتانيا وحدها، وإنما طريق يهم التجارة الدولية، بما فيها تجارة دول أوروبية إلى عدد من الدول الأفريقية”.

وشدد العثماني، في افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة الخميس المنصرم، على أنه بعد إغلاق المعبر لثلاثة أسابيع من قبل عناصر انفصالية، اتخذ العاهل المغربي القرار الحاسم في الوقت المناسب لتصحيح الوضع بتدخل القوات المسلحة الملكية بطريقة غير قتالية ودون احتكاك مع عناصر ميليشيات الانفصاليين، ثم بإقامة حزام أمني، ما حسم الموضوع نهائيا.

واعتبر أن تأمين المعبر أحدث تحولا استراتيجيا، علما أن الانفصاليين كانوا يستغلونه دائما ضد المغرب وضد مصالحه، ويثيرون به المشاكل ويشوشون على الملف المغربي، خصوصا مع اقتراب اجتماعات مجلس الأمن لإصدار قراره السنوي، مشيدا بالقرار الملكي بعملية تأمين المعبر من ميلشيات الانفصاليين.

وأوضح رئيس الحكومة أن العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية باحترافية عالية، تدخل في إطار تصحيح الوضع، بعد المحاولات العديدة للمغرب، عبر اتصالات متتالية مع الأمين العام للأمم المتحدة ومع قوات “المينورسو” ومع عدد من الدول الأعضاء بمجلس الأمن، ومع دول أخرى لإرجاع الأمور لوضعها الصحيح.

وأضاف أن هذه العملية حسمت الموضوع نهائيا، متوقعا عدم عودة العناصر والميليشيات الانفصالية مرة أخرى لقطع هذا الطريق “فالمغرب تدخل لمصلحة السلم، ولفك طريق دولي لضمان حرية حركة المدنيين والتجارة، في انسجام مع القوانين الدولية، ومع حاجيات المنطقة، ومع اتفاق وقف إطلاق النار.”

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول دن:

    بمنطق الربح والخسارة فالمغرب لم يربح شيئا لأن المعبر لم يتوقف الا 20 يوما في 20 عاما بل سيخسر الكثير من خلال تعبئة الجيش في فترة شح الموارد وكورونا وتوقف ثلث مداخيله من السياحة وعلى حساب شعبه الذي يعيش اكثر من 80٪ في فقر وعلى ذلك كل هذه الازمات مع الحرب ستكون كارثة عليه وستستنزفه في حرب عصابات قد لاتتوقف.
    بالنسبة للصحراويين فلم يخسروا شيئا بل نجحوا في التنصل من اتفاق دام 40 سنة كان لصلح المغرب واعادوا قضيتهم الى الواجهة وحربهم حتى وان كانت محدودة ولو عملية واحدة في الشهر ستكون مكلفة جدا للمغرب ولن يستطيع التعويل على اموال الخليج فهم مبتزون ومتقلبو المواقف.
    المحصلة هي ان غباء المغرب والمنطقة ككل في حل معضلة بسيطة حطم وسيحطم المنطقة بدفعها الى التدويل والقادم أصعب .

    1. يقول نبيل:

      انت لا تعي شيءا عن الاقتصاد المغربي الذي هو رابع أكبر اقتصاد في افريقيا فكيف يعيش %80 من المغاربة فقراء… المغرب يصدر المواد الفلاحية لكل اروبا و افريقيا فكيف له أن يكون فقيرا.. ا

    2. يقول هيثم:

      أرباح المغرب متعددة بخصوص معبر الكركرات ،ومنها فتح المعبر بصفة نهائية أمام التجارة الدولية بين أوروبا الغربية و أفريقيا الغربية و تمديد الجدار الأمني إلى الحدود مع موريتانيا و توسيع طريق الممر وتعبيدها في سياق تطوير المبادلات التجارية والصادرات المغربية و الدفاع عن الأمم المتحدة التي انتهكت البوليساريو قراراتها حول حرية مرور حركة النقل المدني و التجاري . منطق الخسارة يتجلى في فشل مشاريع الدولة الحاضنة وصنيعتها في تحدي الأمم المتحدة بغلق المعبر للضغط على قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على الحل السياسي و يتجلى في فرار الشرذمة التي كانت تعرقل حركة المرور و في البلاغات الدونكيشوتية التي توجه للتمويه على سكان المخيمات و تغطية الخيبات المتوالية لأوهام الأراضي المحررة و الدولة الحاضنة التي تحاول التغطية على مشاكلها الداخلية ( غياب و مرض الرئيس و انتشار الوباء و الأزمة المالية و محاكمة الجنرالات و الوزراء السابقين و اعتقال الصحفيين ونشطاء الحراك ). ليس غريبا استفحال الغباء لدى البعض مما يذكرنا بأبي العلاء المعري شاعر الفلاسفة: ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا / تجاهلت حتى قيل أني جاهل.

    3. يقول المهدي المهديوي:

      لقد قلتم أن المعبر أغلق للأبد هههه تحليلك يوضح مدى قصور تفكيركم و عجزكم عن إدراك ما يحصل على أرض الواقع. .. هل تذكر مشروع أنبوب الغاز النيجيري الذي كنتم تتهكمون عليه وتقولون كيف سيمر و منطقة قندهار لا يدخلها المغرب ؟ الآن دخلها وأصبحت تحت السيطرة كل المناطق ما بين المغرب وموريتانيا وبالتالي أصبح المشروع قائما. . بعبارة أخرى نهاية إقتصاد الجزائر بعد وصول غاز نيجيريا إلى أوروبا

  2. يقول ب. ب:

    على الجميع أن يجلسوا على طاولة الحوار لتوصل لحل يرضى الجميع و لحقن دماء المسلمين

إشترك في قائمتنا البريدية