الجن ذلك العالم الذي نصطرع معه ويسكن معنا أهله ويروننا دون أن نراهم

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط ـ”القدس العربي”:للجن حضورهم الكبير في حياة الإنسان، ويحتل الجن جانبا كبيرا جدا من سفر الأساطير التي تغمر حياة الإنسان منذ القدم، بل منذ أن تسبب أبو الجن إبليس في إخراج أبوي البشر آدم وحواء من الجنة ليهبطا إلى الأرض ويعمرانها ضمن معركة عيش تواصلت إلى اليوم.

والجن عالم مخلوق من النار، يقابله عالم الإنسان المخلوق من الطين؛ لذا رأى إبليس أبو الجن الفضل على آدم المخلوق من حمإ مسنون.

وتتوقف مصداقية القصص التي تروى عن الجن على حقيقة ذلك العالم الخفي وما يمكن أن يصدر عنه، وما له من خصوصية تجعل الإنسان ينسب إليه كل حادثة غريبة.

وتتوقف العقول عن التفكير في الأساطير التي تحاك حول الجن دون محاولة البحث عن الحقيقة أو التشكيك في تلك الصورة الخيالية الغريبة، حتى أن الكثيرين يصدقون أي حادثة بمجرد أن تنسب للجن.

وكلما صادف الإنسان أمرا خارقا نسبه للجن حتى الإبداع البشري، فثمة الكثيرون ممن يظنون أن الشعر إيحاء من ايحاءات الجن بل ويحددون منطقة “عبقر” في اليمن بوصفها المكان الذي تسري منه إيحاءات الجن بالشعر إلى مخيلات الشعراء.

والمهم أن الجن يعيشون معنا بحيث لا نراهم، قال تعالى “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم” وينسب البعض ظاهرة “الأطباق الطائرة” إلى الجن ويرى أنها مجرد ظواهر لحياة الجن يراها البشر ولا يجد لها تفسيرا.

وكثيرا ما روى الأشخاص الذين يسكنون وحدهم قصصا عن الجن منها سماع كلامهم وهمهمتهم، وتخيل تحركات أجسامهم في ظلام الغرفة، وأحيانا تقع الأواني في المطبخ فتتكسر على أيديهم، ومرات أخرى يرى النائم كوابيسهم.

وهناك ظاهرة المنازل المهجورة لاعتقاد أنها مسكونة؛ فتجد من يرفض شراء أرض بسعر رخيص لكونها قريبة من المقابر، بل وهناك من هجروا منازلهم الفارهة بحجة أن الجان استولوا على منزله أو كما يقال “داره مسكون” وعلى ذلك قس!!

ويلجأ بعض سماسرة العقار إذا أرادوا تحطيم سعر مبنى أو شقق سكنية أو حتى أرض معروضة للبيع لربطها بالجن فيشيعون بأنها مسكونة بالجان.

والجن يسكنون هذا الكوكب كما يسكن عليها الإنسان، والدليل على ذلك قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ” وذلك بعدما خالف آدم وزوجه حواء عليهما السلام أمر ربهما بعدم الأكل من الشجرة التي نهاهم الله عنها.

ومما يرجح أن الخطاب موجه للجن والإنس في قوله تعالى بعد ذكر كل نعمة من نعمه: “فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؟”.

إلا أن وجود الجن أكثر ما يكون في الأماكن المهجورة كالمغارات، والكهوف، والحمامات، والمزابل، والمقابر، والجبال.

وهناك نفر من الجن يعيشون في البيوت مع الناس، وهم ما يسمون بجنان البيوت، وهناك الحيات والأفاعي التي يعتقد الكثيرون أن الجن يتشكل بصورتها.

ويؤكد المختصون في حياة الجن، كثرة وجودهم في الأسواق لفتنة الناس، وذلك لأن الأسواق فيها من أنواع الباطل كالغش، والخداع، والأيمان الكاذبة، والعقود الفاسدة، والنظر المحرم إلى العورات، وغير ذلك مما هو من تحريض إبليس وأعوانه.

وكشف الإمام أحمد المرابط مفتي موريتانيا في إحدى حلقاته التلفزيونية عن إمكانية زواج رجال الإنس من جنيات، حتى أنه أكد «أن أحد علماء المالكية لقي شيخا قد تزوج بفتاتين من الجن».

لكن ما أثار الإحباط في عالم المدونات من الجنس اللطيف، هو تأكيد الإمام على أن زواج رجال الجن من بنات الإنس غير مسموح به شرعا، حيث منعت هذه الفتوى فتيات الإنس من التمتع بشبان الجن.

ويرفض الكثيرون فكرة المعاشرة بين الجن والإنس، وهو ما يؤكده الراقي المتخصص في علاج الأمراض العقلية إبراهيم بري الذي يؤكد وجود معاشرة فعلية لكنه نكاح لا يؤدي للحمل لاختلاف الجينات البشرية عن الجينات الجنية.

وحول طريقة الاتصال الجنسي، أوضح الراقي إبراهيم أن “المرأة أو الرجل يشعران بالمعاشرة، أو يصور لهم ذلك، أو يريانه أحيانا في المنام، فيشعران بذلك، بل بعض من يخضع للعلاج يعلم متى تكون العملية ويشعر بها، وإن كان لا يرى شكلا أو جسدا أمامه.

إنه عالم الجن ذلك العالم الغريب الذي يملأ حياتنا بالأساطير والقصص، والذي نحيل إليه كلما لم يتضح لنا أو لم نجد له تفسيرا وتأويلا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية