الشاعر الهندي غالب: أغنيات الألم والهزيمة وتحطم الوجود

أشعار يزيد عمرها عن مئتي سنة نظمها الشاعر الهندي غالب، لا تزال تغنى حتى اليوم ونصغي إليها بأصوات هندية وباكستانية، مصحوبة بألوان موسيقية متعددة ومصاغة في قوالب فنية مختلفة، فنستمع إلى الأغنية القصيرة سلسة اللحن، التي لا تطول عن خمس دقائق، والأغنية الطويلة التي تستعرض التكوينات اللحنية والإيقاعات المركبة وأقصى طاقات الصوت البشري، لمدة تزيد عن نصف ساعة.
يعد هذا الشاعر أو يعتبره البعض سيد فن الغزل في الهند، وهو نوع من الشعر له أوزانه وقوافيه وإيقاعه الموسيقي المتميز، ولا يقتصر بالضرورة على مواضيع العشق والتغزل في الحبيبة، بل يتناول كافة الأفكار النفسية والفلسفية حول الحياة والموت، وما بعد الموت أيضا، ويكاد يكون كل بيت في قصيدة الغزل عالما صغيرا أو كبيرا من المعاني والأحاسيس، ولهذا نجد المطرب ينتقل أثناء الغناء من حالة وجدانية إلى أخرى، متأثرا بما تحمله الكلمات من أفكار، ومن أهم ما يميز هذا النوع الشعري هو اسم الشاعر الذي نسمعه في كل قصيدة تقريبا، سواء كان يخاطب نفسه ويوجه إليها كلماته المباشرة، أو يتحدث عن نفسه كشخص آخر، وفي كل من الحالتين يكون الكلام إما مدحا وتعاطفا وحبا للذات وإشفاقا عليها، أو سخرية منها واعترافا بعيوبها ونواقصها وأخطائها.
وفي حالة وحيدة ومتفردة ذكر الشاعر اسمه من أجل أن يطلب من القارئ شطب هذا الاسم أو حذفه، واستبداله باسم آخر كان يراه الأكثر ملائمة لحاله ومصيره، حيث يقول: «عندما ترى اسم غالب في أي من غزلياتي، امسحه واكتب مكانه مغلوب»، وفي قصائد هذا الشاعر المغناة لا نستمع إلى اسم واحد، وإنما نستمع إلى اسمين هما «غالب» اسمه الأساسي والأدبي الأشهر الذي يعرف به في العالم كله، و»أسد» لأن اسمه الأول هو «أسد الله»، أما اسمه الكامل فهو «أسد الله خان غالب»، وكان يحمل أيضا لقب «ميرزا» نظرا لأصوله العريقة، التي تعود إلى أجداده النبلاء من الأتراك السلاجقة، لكنه لم يحمل السيف مثلهم واكتفى بحمل القلم، ورغم أن هذا القلم لم ينقذه من الذل، إلا أنه استطاع أن يصنع به مجدا حقيقيا، يضاهي أمجاد أجداده الحربية وحضارة إنسانية لا يمكن أن تُهدم، وقدر لهذا الحفيد أن يكون شاهدا على أقسى لحظات تبدل الأزمان واندثار الحضارة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وبداية عصر الاحتلال البريطاني الطويل، وحصار دلهي المميت، والرعب والمجازر الرهيبة، والنهب والجوع، وجثث الرجال التي تتدلى من المشانق المعلقة على الأشجار وكأنها تثمر موتا، وقد توفي غالب عام 1869 بعد سنوات قليلة من موت آخر حكام الهند المسلمين بهادُر شاه ظفر في بورما التي نفاه الإنكليز إليها.
تم تقديم سيرة هذا الشاعر القديم سينمائيا من خلال فيلم بعنوان «ميرزا غالب» أنتجته بوليوود عام 1954، وقام غلام محمد بتلحين أشعاره، وتغنى بها كل من محمد رفيع وطلعت محمود وثريا، لكن الفيلم لم يعرض الكثير من أحداث حياته واهتم بأمور ثانوية، مثل المنافسة التي كانت دائرة بينه وبين شاعر آخر في زمنه يدعى «ذوق» وحادثة المحاكمة والحبس لفترة قصيرة بسبب المقامرة المجرمة قانونا، وكذلك تم تقديم سيرته تلفزيونيا من خلال مسلسل هندي، أنتجه وكتبه وأخرجه الشاعر غولزار عام 1988 ويعد هذا العمل الذي يحمل عنوان ميرزا غالب أيضا، تحفة درامية وشعرية وموسيقية، ويحتوي على أغنيات رائعة بصوت جاجيت سينغ، بالإضافة إلى التمثيل المرهف للفنان نصير الدين شاه وبراعته في تجسيد الشخصية، وقوة تعبيره عن آلام الشاعر وأحزانه الأبدية، وحسن إلقاء أشعاره وإجادة المحاكاة الشفهية للغناء، كما يعرض المسلسل قصة الحب الوحيدة في حياة الشاعر، الذي تزوج في سن الثالثة عشرة تقريبا، ولم يكن سعيدا في زواجه، رغم أنه استمر حتى وفاته، ورزق من هذا الزواج بسبعة أبناء وكان عليه أن يطيع القدر الذي أماتهم جميعا وهم أطفال لم يعش أحدهم أكثر من خمسة عشر شهرا، وأن يدفنهم الواحد تلو الآخر، لكنه عرف السعادة مع حبيبته زينب، أو السيدة القمر كما كان يسميها، وكانت من أشد المعجبين بشعره حتى قبل أن تلتقيه، وتحرص على أن تغني أشعاره، وفي أول لقاء بينهما وهي لا تزال تجهل هويته، ولا تعرف من هو، تعمد أن يسيء إلى قصائده، ويقلل من شأنها لكي يستمتع قليلا بدفاعها عن شاعرها المحبوب، وبعد حب عظيم لم يعرفه إلا معها، تموت زينب ويكون البكاء على قبرها بديلا عن لحظات الحب التي كانت تمنحه الحياة، ومن أجمل مشاهد الممثل نصير الدين شاه في هذا المسلسل، ذلك المشهد الذي يخلع فيه عباءته ويتركها عند قبر الحبيبة.
وبالطبع كان الشاعر الهندي غولزار بارعا في اختيار القصائد التي نسمعها مغناة في حلقات المسلسل، وتعد هذه المجموعة من أجمل أشعار غالب وأكثرها حزنا في الوقت نفسه، ومن بينها قصيدة أو أغنية بعنوان Aah ko chahiye التي يقول فيها إن الأمنية الواحدة قد تتطلب عمرا بأكمله لكي تتحقق وتترك أثرا، ثم يتساءل ومن هذا الذي يستطيع أن يعيش طويلا حتى يصبح الحب واقعا؟ وفي هذه الأغنية نستمع أيضا إلى بيت شهير من أبيات غالب المتداولة، الذي يخاطب فيه نفسه باسم أسد ويقول، إنه لا يوجد علاج لمشكلة الحياة سوى الموت، ومن القصائد الأخرى المغناة في المسلسل قصيدة «قلب هو لا حجر» التي نسمعها كبكائية عميقة مليئة بالألم والدموع، وكذلك القصيدة المهمة «العالم لعبة أطفال في نظري» التي تعبر عن عدمية الشاعر وسخريته من الحياة وعبثيتها التي يراقبها ويتفرج عليها وهو ممسك بكأس الخمر.
هذا الشاعر البعيد عنا زمنيا ولغويا، نشعر في كثير من الأحيان بقربه إلينا، بالطبع لا نستطيع أن نفهم أغنياته بلغتها الأردية، رغم ما يتخللها من كلمات عربية قد تدلنا على جزء صغير من المعنى أو تشير إلى فكرة ما يتناولها البيت، لكننا نتشبث بالقليل الذي يصل إلينا من جوهر هذه الأغنيات بعد الاعتماد على ما ترجم منها إلى اللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى تفسير المطرب من خلال الإحساس لمعاني الكلمات، ويقال إن شعر غالب كان يوصف في زمنه بالتعقيد وعدم سهولته بالنسبة للكافة، لكن هذا الأسد كان لديه كبرياء وخيلاء الشاعر رغم كل شيء، وكتب في خضم يأسه كلمات تقول: «إن أشعاري التي لا يقرأها أحد الآن، سيتم تمجيدها بعد وقت طويل من موتي»، وصدق الشاعر وتحقق ما تنبأ به، فقد صارت قصائده تقرأ وتغنى وتسمع ويتردد صداها في العالم بأكمله، وفي الهند لا يعد اسمه ملكا للنخبة المثقفة فقط، بل إننا نرى البسطاء في الأفلام الهندية يرددون اسمه، ونجد أن صفوة الممثلين في بوليوود يحبونه على اختلاف ثقافاتهم، فقد كان هذا الشاعر الذي قال «إن الإنسان لم يصل بعد إلى درجة الإنسانية» إنسانا إلى حد بعيد، يسعى للحب والتعايش ويتسم برقة القلب وكرم الفطرة والرحمة، ولم يبك القتلى من المسلمين والهندوس فقط، وإنما كان يبكي الأبرياء من قتلى الإنكليز أيضا.

في أغنيات غالب نستمع إلى كلمات عن الحب والذكرى، والسعادة الخاطفة والحزن المقيم، والأرق الأبدي ونفاد الصبر واليأس من الدنيا والآخرة، فلم يكن هذا الشاعر شيخا صوفيا ينعم بالسلام والسكينة الروحية، كما قد يوحي إلينا مظهره، لكنه كان فيلسوفا ناقما بالفطرة، لا مقامرا سكيرا وحسب.

ولد غالب مدللا كأمير في آغرا مهد الحضارة الإسلامية في الهند، وما إن بلغ سن الخامسة حتى تفتح وعيه على الفقد وتقلبات الأقدار، حيث قتل أباه ثم قتل عمه الذي رعاه لمدة ثلاث سنوات بعد مقتل الأب، فانتقل إلى دلهي وتولته بالرعاية عائلة أمه التي تنتمي هي الأخرى إلى النبلاء، وقامت بتدليله دلالا كبيرا حتى اعتاد الدعة وحياة البذخ، وتلقى تعليما رفيع المستوى ودرس العربية والفارسية إلى جانب لغته الأم وهي اللغة الأردية التي كتب بها معظم أعماله، كما نظم بعض الأشعار باللغة الفارسية في صباه الأول، لكنها أهملت على ما يبدو وخلدت الهند ديوانه باللغة الأردية، رغم أن الشاعر نفسه يمدح قصائده بالفارسية ويراها أرفع أسلوبا، وقد انتقل غالب من نعيم الترف إلى مستويات صعبة من البؤس والفاقة، ولأنه كان مسؤولا عن أطفال من أقارب زوجته يقوم برعايتهم بعد مقتل أهلهم، اضطر إلى كتابة كلمات المدح والاستجداء للملكة فيكتوريا، من أجل استعادة مخصصاته المالية، لكنها لم تعد إليه أي شيء منها وكان الذل مجانيا، وأخذ يتدرج في الفقر بداية من الاستغناء عن الخدم والنبيذ الفرنسي المفضل لديه، والامتناع عن تناول الفاكهة وتحديدا ثمار المانجو، التي كان مولعا بها ويقول إنها تمده بسعادة بالغة وكأنها كافة الشهوات، وصولا إلى بيع ملابسه من أجل الحصول على الخبز، وقال عن ذلك ساخرا من هول ما وصل إليه حاله إنه يخشى أن يموت عريا من الجوع.
في أغنيات غالب نستمع إلى كلمات عن الحب والذكرى، والسعادة الخاطفة والحزن المقيم، والأرق الأبدي ونفاد الصبر واليأس من الدنيا والآخرة، فلم يكن هذا الشاعر شيخا صوفيا ينعم بالسلام والسكينة الروحية، كما قد يوحي إلينا مظهره، لكنه كان فيلسوفا ناقما بالفطرة، لا مقامرا سكيرا وحسب، ويقول في إحدى قصائده «كنا لنسميك صديق الله يا غالب إن لم تكن مخمورا»، ولا تنفصل أشعاره عن حياته كما نرى، ويمكن القول إنه كان بطلا تراجيديا بصورة أو بأخرى، يواجه الأقدار ودراما الكون ويتحداها بطريقته الخاصة ويرتكب الأخطاء بحرية كاملة، تزيده الدنيا عبثا فيزيدها عبثا هو الآخر، تهدم وجوده وتعمل على تحطيمه فيسبقها إلى الهدم، لا يضعف ولا يستسلم وكذلك لا يقاوم أو يحاول البناء، كان ينشد العزلة والوحدة المطلقة، ولم يكن يخيفه الموت وجحيم الآخرة، فقد رأى الأهوال كلها كما كان يقول، وفي أول مشاهد المسلسل نراه يمشي في الشارع، بينما نستمع إلى أذان الفجر بصوت بديع، لكنه لا يكون ذاهبا إلى الجامع مثل الآخرين، بل في طريق العودة إلى بيته، ويعبر عن رغبته في أن يدفن في البحر بعد موته بلا قبر أو جنازة، وعندما تسأله زوجته «لم تستطع أن تذهب هذه المرة أيضا؟» ثم تقول له إذهب وتصالح مع الله، يقول لها: على أي شيء نتصالح؟ إنه يناديني منذ سبعين سنة خمس مرات في كل يوم لكنني لم أكن من الخلصاء، إنني أخجل من نفسي، ثم يذهب ليلتقط حجرا ويلعب به كطفل لا يهمه شيء.
ويعد المطرب الباكستاني راحت فتح علي خان، من أفضل الأصوات التي تغني غزليات غالب في الوقت الحالي، فهو يمتلك حنجرة نادرة وإحساسا يمنح القلب الراحة والسكينة، كما هو معنى اسمه الأول، ويقوم بغناء هذه القصائد في قالب تقليدي بحت، ورثه وتعلمه من عائلته الفنية العريقة، وتحديدا عمه نصرت، أحد أقطاب فن القوالي والغزل، والذي كان له الفضل في نشر هذا التراث في أوروبا وأمريكا، وبصوت فردوسي يغني راحت، قصائد غالب الطويلة ويستحوذ على خيال السامع وكأنه يفتح أمامه باب عالم ساحر، ونشاهده في بعض حفلاته المصورة يجلس متربعا على الأرض، ومن خلفه صورة غالب، وأمامه آلة الهارمونيوم، التي يقوم بالعزف عليها أثناء الغناء، وتشاركه فرقته في العزف والغناء أيضا، حيث يقوم الكورال بترديد الجمل الشعرية المحورية وصناعة التداخلات الصوتية، ومنهم من ينفرد أحيانا بغناء الطبقات المرتفعة بالتبادل مع المطرب الرئيسي، كما يمثل الكورال الذي يقوم بالتصفيق بالأيدي بأشكال متباينة، أحد عوامل الإيقاع الرئيسية إلى جانب الآلات الموسيقية كالدهول أو الطبلة، ويتأثر راحت كثيرا بأشـــعار غالب ويصل إلى أشد اللحظات وجدا وولها، وحالات وجدانية يبدو فيها منفصلا عن العالم، ويتنوع الأداء في الأغنية الواحدة فيشدو في هدوء حينا، وفي عنف حينا، ويطلق أناته الحزينة وصيحاته الأليمة وينشئ تقاسيمه على أنغام الموسيقى، بإحساسه الصافي ورنين صوته اللطيف وأسلوبه الأخاذ، الذي يستهوي النفس ويوقظ الشعور ويوقد الافتتان بجمال صوته وشعر غالب الذي يسري سحرا كأنقى الجمال وأصفاه.
ويكون جميلا أن نستمع إلى اسم غالب عندما يتغنى به المطرب، ونشعر كما لو أن ذكر اسمه يصنع حضورا مضاعفا للشاعر ووجودا قريبا، ونلاحظ أن القافية المتكررة يكون لها دورها في خلق موسيقى القصيدة الخاصة وإيقاعها، ولا نشعر بالملل منها، رغم أنها تأتي في نهاية كل بيت أو مقطع، مثل تكرر «في نظري» في قصيدة «العالم لعبة أطفال»، وتكرر «للأسف للأسف» في قصيدة «منك تأتيني الآلام ويا للأسف» التي يغنيها راحت بإحساس لا مثيل له ويبدو هائما مشغوفا بها، وكذلك يغني لأكثر من نصف ساعة قصيدة «لا أمل آت» التي يعبر فيها غالب عن آلامه الأبدية وهزيمته، وأحزانه المطلقة التي عاشها في دنيا جعلته شاهدا على تحطم كل شيء من حوله، وعلى تحطم وجوده الذاتي أيضا، وتصف كلماته العدمية الشديدة التي تجتاح فكره وروحه، والشك الذي يملأ نفسه وانعدام اليقين وانتفاء الأمل في أي شيء وفي كل شيء، كما يعبر الشاعر عن معاناته وحزنه بسبب عدم قدرته نفسياً على أداء العبادات الإسلامية، وما تثيره أقوال الناس في نفسه من مشاعر تزيده يأسا على يأس، لأنه حسب رأيهم قد صار كافرا فاقدا لكل أمل في رحمة الله وجنته.

٭ كاتبة مصرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول _خليل_@ عين باء:

    جميل ان يشمل المقال تعريفا عن شعر الغزل في اللغة الاوردية و التغني به في الطربين

    الهندي و الباكستاني و في تقديري ان سيد الالحان فيه هنديا هو الملحن الكبير مدان موهان

    الذي قدم اغاني رائعة لكل من محمد رفيع و لتا منكيشكار من هذا المجال الشعري الجميل

    اما الباكستانيون فلا يعلى عليهم فيه لكونهم سادة الاوردو و آدابها و قد نهلوا من اشعار

    الشاعر الخالد ميرزا غالب كثيرا في طربياتهم و بعيدا عن ارتباط ميرزا غالب بالسينما و الغناء

    و اغناءه لهما اتذكر ان اول معرفتي به كانت من خلال قراءتي لقصيدة مترجمة له في جريدة العلم

    منذ سنوات و لازلت اذكر عنوانها ” تموت القطرة ” كانت هذه القصيدة دافعا لي لمعرفة الكثير عن

    امير شعراء شبه القارة الهندية و معبرا لتذوق شعر الاوردو الذي لا يحس قارئ العربية بغرابته


    تحياتي
    لاشتماله على الالفاظ العربية و نفس اغراض الشعر العربي المعروفة شكرا لك اخت مروة متولي

    على تلبيتك لطلب قديم و دمت متألقة

    1. يقول مروة متولي:

      شكرا أخي خليل وتحياتي لك. أنتظر رأيك منذ أن كنت أكتب المقال فغالب هو الوحيد الذي اقترحت علي الكتابة عنه، وتأخرت كثيرا سامحني، معك حق جدا رغم إني أحب بعض أغنياته بصوت نجوم الهند لكن عندما تسمعها من مطرب باكستاني دنيا أخرى يا أخي، يا رب يترجم ديوانه بالكامل إلى اللغة العربية ترجمة جميلة، أتمنى لو كنت أعرف أرودو حتى أفهم كل كلمة من كلمات هذا الشاعر الغامض الساحر.

  2. يقول _خليل_@ عين باء:

    جميل ان يشمل المقال تعريفا عن شعر الغزل في اللغة الاوردية و التغني به في الطربين

    الهندي و الباكستاني و في تقديري ان سيد الالحان فيه هنديا هو الملحن الكبير مدان موهان

    الذي قدم اغاني رائعة لكل من محمد رفيع و لتا منكيشكار من هذا المجال الشعري الجميل

    اما الباكستانيون فلا يعلى عليهم فيه لكونهم سادة الاوردو و آدابها و قد نهلوا من اشعار

    الشاعر الخالد ميرزا غالب كثيرا في طربياتهم و بعيدا عن ارتباط ميرزا غالب بالسينما و الغناء

    و اغناءه لهما اتذكر ان اول معرفتي به كانت من خلال قراءتي لقصيدة مترجمة له في جريدة العلم

    منذ سنوات و لازلت اذكر عنوانها ” تموت القطرة ” كانت هذه القصيدة دافعا لي لمعرفة الكثير عن

    امير شعراء شبه القارة الهندية و معبرا لتذوق شعر الاوردو الذي لا يحس قارئ العربية بغرابته

    لاشتماله على الالفاظ العربية و نفس اغراض الشعر العربي المعروفة شكرا لك اخت مروة متولي

    على تلبيتك لطلب قديم و دمت متألقة

    تحياتي

  3. يقول بلي محمد من المملكة المغربية:

    كلمات كالظل لاعن ضعف فالكلمة المختصرة الجامعة من البلاغة لكن مانقول في الشعر اتكفي عنه كلمة مختصرة لاوالله لايشبع القلم عن الكلام عنه بالحرف والكلمة ولاتشبع العين من رأيت وجهه الجميل ولاتشبع الادن من أصواته الجميلة المعطرة بالنغمات الموسيقية الجدابة وهاهي الكاتبة المصرية المحترمة ترحل بنا الى بلد الهندالكبير المتنوع بالطائرة لاوالله بل على ظهر الخيال والكلمة يكفي الشعر فخرا واعتزازا فرض وجوده على رغم انف من يكرهه ومن يكرهه وهو الدي خرجت منه الموسيقى على اكثر من لون وكدالك الغناء ولولاه ماكانت هده ولا تلك اليس كدالك بلى فالهند لها يد في المسرح والسينما والغناء والرقص والشعر

    1. يقول مروة متولي:

      جميل كلامك عن الشعر وحبك له وكذلك عن الهند العجيبة اللانهائية. سلامي لك بلي محمد

  4. يقول حي يقظان:

    إشارةً إلى التعليق الأول،
    قرأتُ مرةً، حينما كنتُ في المرحلة الأولى من دارستي الجامعية، قصيدةً للشاعر ميرزا غالب مترجمة إلى اللغة الإنكليزية، هكذا: The Drop Dies in the River، ممَّا حثَّني دونَ تلكُّؤٍ على ترجمتها إلى اللغة العربية بأسلوبي الخاصِّ. ورغمَ أنني قرأتُها تباعًا بعددٍ من الترجماتِ إلى لغتنا الجميلة هذه، غيرَ أنها لم تعجبني حقيقةً كما «أعجبتني» ترجمتي الخاصة للوهلة الأولى (وبدون غرور! ههههه…). ترجمتُ عنوانَ القصيدةِ، هكذا: «وفي النَّهْرِ تَقْضِي القَطْرَةُ نَحْبَهَا»، وإليكِ بعضًا من المقاطع منها:

    في النَّهْرِ تَقْضِي القَطْرَةُ نَحْبَهَا
    مِنَ الفَرَح
    والآلامُ تَمْضِي إلى حَدِّ الشِّفَاء
    ***
    في الرَّبِيعِ بعدَ تَهْطَالِ المَطَر
    يَنْقَشِعُ السَّحَاب
    فذاكَ لمْ يَكُنْ إلاَّ سَحَابًا يَسِحُّ
    بالدَّمْع سَحًّا
    ***
    في الرَّبِيعِ تَخْضَرُّ المَرَايَا
    ٱخْضِرَارًا
    يَجْتَنُّ بِالمُعْجِزَات
    ويُبَدِّلُ مِنْ جِهَةِ الرِّيحٍ المُضِيءِ
    تبديلاً
    ***
    وثَمَّ اهْتَدَيْنا بتلكَ الوَرْدَةِ
    صَوْبَ أعْيُنِنَا
    ***
    وثَمَّ تَفَتَّحَ كلُّ شَيْءٍ في الكَوْنِ
    من حَوْلِنا
    ***
    سأبدي مزيدًا من الملاحظات لاحقًا إن تسنَّى لي ذلك،
    مع التحية والسلام عزيزتي مروة

    1. يقول وداد الصفدي - فلسطين:

      أحييك من الأعماق أستاذنا الفاضل حي يقظان على كتاباتك المنوِّرة دائما في شتى المجالات، وكم أعجبتني ترجمتك الفريدة لقصيدة ميرزا غالب في هذه الزاوية ؛ في الحقيقة أشعر هنا وكأنني أقرأ شعرا عربيا حقيقيا وبلغته العربية الأصلية ؛ ترجمة شعرية من اللغة الإنكليزية قمة في الرقي والروعة والتألق ؛ تحية شكر وتقدير إلى معلّمنا الفذ حي يقظان ؛ وتذييلا للإبداع والجمال أدرج النص الإنكليزي المترجم عن النص الأُرْدي للقصيدة المعنية أدناه:

      The Drop Dies In The River

      The drop dies in the river
      of its joy
      pain goes so far it cures itself

      In the spring after the heavy rain the cloud
      disappears
      that was nothing but tears

      In the spring the mirror turns green
      holding a miracle
      Change the shining wind

      The rose led us to our eyes
      Let whatever is be open

    2. يقول مروة متولي:

      عزيزي لا أعرف ماذا أكتب أو كيف أشكرك على هذه الهدية الجميلة، أول مرة أقرأ أبيات غالب بالعربية ويحسها قلبي بهذا القرب ويحفظها على الفور، أنا متشكرة خالص وسعيدة بها جدا. وعلى فكرة الغرور ليس جميلا لكن هذه الترجمة تغفر كل شيء.

    3. يقول _خليل_@ عين باء:

      تحية عالية لك استاذي على حيويتك و يقظتك بدون شك ترجمتك لقصيدة شاعرنا ميرزا غالب

      بديعة تليق بمقامه و أنا أتاسف لنقص معرفة قراء العربية بابداعات شبه القارة الهندية و ايران

      تذكرت مرة قرأت كيف كان جمال الدين الافغاني ينصح مريديه في الشام و مصر بالانفتاح على

      ثقافة تلك البلدان اكثر لغناء المعرفة و تنوعها تحيتي و مودتي

    4. يقول رائدة الصالح:

      كل الود والتقدير والاحترام لغالينا الفذ ( حي يقظان ) على مساهماته المنورة في كل مكان ؛
      من يترجم في صباه شعرا حقيقيا إلى شعر حقيقي بهذا المستوى الراقي الذي يفوق برقيه مستويات المترجمين المحترفين والمخضرمين بأضعاف مضاعفة ، لا بد أن يكون شاعرا حقيقيا بهذا الرقي حقا ، فضلا عن تمكّنه المذهل باللغتين المعنيتين على أقل تقدير ؛
      ويشهد على هذا التمكُّن الشعري واللغوي المذهل ما أستمتع به من تلك “المباريات” الشعرية الجميلة بين المدقق اللغوي المحدث وأبو تاج الحكمة في زاوية غادة السمان ؛ على الأقل بدأنا الآن نعرف شيئا جميلا جدا وراقيا جدا عن الأول !!!!؟؟؟
      كل الود والتقدير والاحترام أيها العبقري النادر !!!؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية