نواكشوط ـــ «القدس العربي»:
قوبل بترحاب واسع الثلاثاء، قرار اتخذه للتو مجلس بلدية تفرغ زينه بولاية نواكشوط الغربية بإعادة تسمية الشارع الرئيسي في العاصمة لاسم الزعيم العربي الراحل «جمال عبد الناصر»، وذلك نقضا لقرار اتخذته حكومة الرئيس السابق مطلع العام الماضي، حيث انتزعت اسم عبد الناصر وأطلقت على الشارع مسمى «الوحدة الوطنية».
وغير المجلس البلدي كذلك مسمى ساحة «الحرية» المطلة على القصر الرئاسي وأطلق عليها اسم ساحة «الجمهورية»، وهي الساحة التي حلت مكان مقر مجلس الشيوخ المنحل بموجب الاستفتاء المنظم 2017.
وأكد عمدة تفرغ زينه الطالب ولد المحجوب أن «المواطنين الموريتانيين وسكان البلدية متمسكون باسم شارع «جمال عبد الناصر»، ويرفضون قرار تغييره.
وكانت نبرة الاحتجاج قد ارتفعت غداة إصدار الحكومة الموريتانية لقرار استبدال اسم شارع جمال عبد الناصر باسم شارع الوحدة.
وشددت الأحزاب القومية العربية في موريتانيا استنكارها لمحو اسم جمال عبد الناصر، وأكدت في بيانات حول الموضوع أن «موريتانيا تفتخر بأن أهم شوارع عاصمتها يحمل اسم أكبر عناوين ورموز التحرر العربي والعالمي المعاصرين وأندى صورهما وأعطرها، خالد الذكر جمال عبد الناصر الذي كان يعيش في أوج مجده وشهرته، بعد العدوان الثلاثي على مصر، ووسط احتدام الشعور الوطني في الوطن العربي والعالم الثالث ونهوض الحركات التحررية ضد الاستعمار وخاصة في إفريقيا، التي كانت تحتفي بموريتانيا وموريتانيا تحتفي بها على نطاق واسع».
وأضافت: «لم يفكر أي من أنظمة الحكم التي تعاقبت على البلاد في تخريب معالم العاصمة التي تحتاج مثل كل المدن الى معالم تتراكم قيمتها ورمزيتها مع مرور الزمن، ولا سعى أي منها لطمس بعض من تاريخ المدينة الناشئ، بما في ذلك النظام الذي انتفض في وجهه التنظيم الوحدوي الناصري وقدم دماء الشهداء زكية في تلك الانتفاضة، فكيف لنظام تفصله أسابيع عن نهاية مأموريته الدستورية الأخيرة، وتعيش البلاد في ظله أكثر من تصدع في بنيتها الاجتماعية والسياسية والثقافية».
ويعد شارع «جمال عبد الناصر» أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، فهو يمر بمحاذاة القصر الرئاسي، كما يطل عليه العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة، كما يمر هذا الشارع قرب السوق المركزي الكبير.
ويحمل الشارع منذ عقود اسم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كما تتفرع منه شوارع أخرى لم يشملها التغيير سميت على أسماء رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي شارك ديغول، وشارع الرئيس الأمريكي جون كنيدي.