درعا ـ «القدس العربي» تسجل مدينة الحارة عددا من حالات الوفاة شبه اليومية بسبب الألغام وبقايا القنابل العنقودية، التي تنتشر بكثرة خصوصا في «حرش» الحارة الملاصـــق لتل الحارة والذي كانت قوات النظام السوري تتحصن فيه قبل انسحابها منه إثر معارك عنيفة أوائل الشهر الماضي.
وبحسب ناشطين فإن ضحايا الألغام والقنابل العنقودية هم من المدنيين، مبينين أن أسباب الموت المعتادة في المنطقة هي القصف بالبراميل المتفجرة والاستهداف المدفعي للبلدة الواقعة بالريف الغربي لدرعا في جنوب سوريا والتي سيطر الجيش السوري الحر عليها مؤخرا، ومن غير المعتاد لأهالي المنطقة الموت بالألغام.
وقال الدكتور حسن»مدير المستشفى الميداني في الحارة» في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن أكثر من خمسة عشر شخصا سقطوا بسبب انفجار بقايا الألغام والقنابل العنقودية بقربهم، كما سجل سقوط عدد من الجرحى بينهم طفل يخضع الآن للعلاج.
وأشار الدكتور حسن إلى ارتفاع عدد الوفيات بين الجرحى بسبب عدم جاهزية المستشفى الميداني في الحارة وذلك نتيجة حداثته، بالإضافة لنقص الدواء والمعدات، وعدم قدرة المستشفى في الوضع الحالي على استقبال حالات حرجة مثل جرحى الألغام».
بدوره، قال الناشط الإعلامي»أبو رائد الحاري» لـ «القدس العربي»: أقيم العديد من حملات التوعية للمواطنين صغارا وكبارا من خطر الألغام ومخلفات القنابل العنقودية، من خلال التنبيه حول هذه الأخطار عبر مكبرات الصوت في أماكن تجمع الناس وفي الأسواق، وعبر خطباء المساجد في صلاة الجمعة، بالإضافة إلى التركيز على توعية الأطفال حول هذا الخطر في المدارس.
وأشار أبو رائد إلى الدور الكبير الذي قام به الجيش السوري الحر في إزالة العديد من الألغام وغيرها من مخلفات قوات النظام السوري، مبينا أن سرايا الهندسة التابعة لبعض فصائل الجيش السوري الحر في مدينة الحارة قامت بتمشيط غالبية حرش الحارة، والذي كان النظام السوري كثف زراعة الألغام فيه، واستطاعت سرايا الهندسة من تفكيك عشرات الألغام، ما أدى إلى انخفاض حالات الوفيات.
وأضاف أن»غالبية حالات الوفاة كانت في المناطق التي توقــــع الجيــــش الحـــر أنها غير مزروعة بالألغام، والتي لم يجر تمشيطها بعد».
يذكر أن منطقة حرش الحارة لا تبعد سوى 700 متر عن بيوت المدينة، والأمر الذي ساعد على ازدياد الوفيات هو كثرة تحرك المدنين في تلك المنطقة ووجود العديد من الأشجار التي يحاول المدنيون قطعها لتحطيبها والاستفادة منها بالتدفئة، في رحلة تبدأ بالبحث عن الدفء لتنتهي بمأساة الإعاقة الدائمة أو الموت بسب الألغام ومخلفات القنابل.
مهند الحوراني