الرباط ـ «القدس العربي» : بعد تغيير اسمها من «حركة قادمون وقادرون» خلال مؤتمر استثنائي عُقد الأسبوع الماضي، تستعد حركة «منتدى مغرب المستقبل» لتنظيم مؤتمر صحافي يوم 10 كانون الثاني/ ديسمبر بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وسيُعقد المؤتمر في إطار «الائتلاف المدني الحقوقي» الذي يجمع المنتدى المذكور مع «حركة المبادرات الديمقراطية» وحزب «جبهة القوى الديمقراطية».
وفي تصريح لـ«القدس العربي» أوضح الدكتور المصطفى المريزق، رئيس «منتدى مغرب المستقبل» أن طموحهم هو بناء جبهة ديمقراطية حداثية تنموية في المغرب، مؤكداً أن القضية الأساسية التي تشغل «منتدى مغرب المستقبل» هي قضية الحماية الاجتماعية والمساوة، ومطالب التوزيع المنصف للثروة والعدالة الاجتماعية والمجالية… وهي القضايا التي يعتبرها مدخلاً أساسياً لإنجاح الانتقال الديمقراطي في المغرب، ولبناء صرح دولة الحق والقانون ضمن إطار وحدة الأراضي المغربية.
التفاوتات الاجتماعية
وبعدما أشار إلى أن أساس بناء أي نموذج تنموي ناجح يجب أن يكون هو مناهضة التفاوتات الاجتماعية، صرح أن المغرب ما زال مقسماً إلى «مغربين» مغرب المركز الذي يملك كل شيء، ولديه من يُدافع عنه ويناضل من أجله من نقابات وأحزاب، ثم مغرب الهامش المنسي والمحروم من خيرات بلاده في مختلف مناحي الحياة. وأكد الدكتور المريزق أن أولوية الترافع في «منتدى مغرب المستقبل» ستكون من أجل سكان القرى والجبال والواحات والسهول وضواحي المدن الكبرى والمتوسطة ومغاربة العالم.
واستطرد قائلاً إن «للمنتدى ما يكفي من الكوادر العليا في كل المجالات، القادرة على صنع التغيير والاتجاه نحو مغرب المستقبل الذي رسمنا بعض ملامحه في حركة «قادمون وقادرون» وبياناتها، وتنفيذ ما تم التنظير له في الحركة على أرض الواقع، والحرص على تطبيقه مع كل القوى الحية في المغرب، من خلال عقد شراكات تعاون مع كل من نتقاسم معهم رؤيتنا من مؤسسات وأحزاب ونقابات وجمعيات المجتمع المدني». كما أشار إلى أن أعضاء «المنتدى» سيتجهون إلى المؤسسات الاستشارية التابعة للدولة، من لجنة النموذج التنموي إلى مختلف المجالس والمؤسسات الدستورية وغيرها، وسيوجّهون مذكرات إلى المسؤولين قصد بسط أفكارهم ورؤاهم.
وأبرزت الدكتورة ثورية العمري، منسقة «شبكة نساء مواطنات» في «منتدى مغرب المستقبل» متحدثة لـ«القدس العربي» أن النساء حاضرات داخل الحركة، وأن الصوت النسائي بدأ يعمل على خلق روابط مع شخصيات مختلفة من داخل مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية، من أجل استكمال مسيرة النضال حول حقوق المرأة، وتابعت قائلة إن النساء استطعن خلق شبكة مواطنة داخل المنتدى، ويطمحن بمعية القوى التقدمية إلى تحقيق مساواة كاملة غير منقوصة في مختلف المجالات، لأن مغرب المستقبل في حاجة إلى نساء قويات وطنيات بحقوق كاملة ومساواة شاملة.
وذكرت القيادية الزهرة دراس، ممثلة مغاربة العالم في فرنسا في «منتدى مغرب المستقبل» أن انخراط المغاربة المغتربين والمغتربات في «منتدى» لم يأت اعتباطاً، وإنما فرضه الانتماء الحقيقي إلى الوطن، المغرب، الذي يحمله المغتربون والمغتربات في قلوبهم/هن رغم ابتعادهم الجغرافي عنه، مؤكدة على ضرورة دفاع مؤسسات الدولة عن المهاجرين المغاربة وتحقيق مطالبهم وقضاياهم، وتمكينهم من جميع الحقوق المدنية والسياسية، كما أشادت بالدور الطلائعي للمهاجرين والتفافهم في تنظيمات من أجل الدفاع عن وحدة المغرب في المحافل الدولية، وفق ما ورد في تصريح القيادية المذكورة لـ»القدس العربي». وارتأى «منتدى مغرب المستقبل» أن تكون انطلاقته الجديدة متزامنة مع تشكيل تحالف بجانب «حركة المبادرات الديمقراطية» التي يرأسها عبد القادر أزريع وحزب «جبهة القوى الديمقراطية» الذي يرأسه مصطفى بنعلي، حيث وقّعت الأطراف الثلاثة على «نداء مغرب المستقبل» الذي صنّف التحالف بأنه يندرج ضمن قوى يسار حداثي، من مهامه المستعجلة توحيد الفعل، واستعادة المبادرة، من أجل ترسيخ المكتسبات التاريخية، وتعبئة المواطنين للكفاح الديمقراطي، وفتح آفاق جديدة لإرساء حياة ديمقراطية حقيقية، وتعاقد مبدئي مع الجماهير الشعبية.
وأكد الموقعون أن مبادرتهم مفتوحة في وجه جميع الديمقراطيين المغاربة، ومنفتحة على كل الاجتهادات التي يمكن أن تغني فهم اليسار ودوره وأشكال نضاله من أجل تجديد الثقة في النخب السياسية.
مؤسسات هشة
وتتطلع هذه المبادرة إلى إعمال وتفعيل مقتضيات الدستور المغربي المعدل في 2011، وتأويله تأويلاً ديمقراطياً، وهو الدستور الذي يقول الموقعون على التحالف الجديد، علّقت عليه كل القوى الديمقراطية آمالاً عريضة في تسريع وتيرة الانتقال الديمقراطي الذي طال أكثر من اللازم، بفعل تأجيل حلقاته ومهامه، خصوصاً بعد أن تكررت مآسي المحطات الانتخابية التي جرت في كنف هذا الدستور، وما أفضت إليه من مؤسسات هشة تعمل وفق أجندات بعيدة عن تطلعات عموم الديمقراطيين وعن اهتمامات ومشكلات المواطنين؛ وهو ما فسح المجال من جديد للسير بالحياة السياسية الوطنية في منحى تبخيس العمل الحزبي، وتضييق دائرة الفعل والتمثيل السياسيين الجادين، حسب ما جاء في بيان «نداء المستقبل» للتحالف الــجديد.
منتدى مغرب المستقبل واضح الرؤية ومكتمل الأركان