لندن-«القدس العربي»: اشتعل سجال واسع في أوساط عدد من النشطاء السعوديين على “تويتر” من المهتمين بالشأن الإعلامي وذلك بعد مقارنة سريعة أظهرت تفوقاً ملموساً وكبيراً لقناة “الجزيرة” القطرية على منافستها “العربية” السعودية، وذلك على الرغم من التحريض المستمر ضد “الجزيرة” في دول الخليج ومصر والعالم العربي منذ سنوات.
ونشر الأكاديمي السعودي والكاتب خالد الدخيل المقارنة على “تويتر” مستنداً فيها على أعداد مشاهدي البث الحي لكل من القناتين على “يوتيوب” في نفس اللحظة، حيث أظهرت الصورة التي نشرها الدخيل أن عدد مشاهدي “الجزيرة” في تلك اللحظة يزيد عن عشرة آلاف شخص، بينما عدد مشاهدي “العربية” عند ألفين و400 فقط، ما يعني أن مشاهدي القناة القطرية كانوا في تلك اللحظة أكثر من أربعة أضعاف مشاهدي القناة السعودية.
والدكتور خالد الدخيل أكاديمي سعودي معروف حصل من جامعة كاليفورنيا الأمريكية على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال علم الاجتماع السياسي، كما أنه كاتب مقال معروف في صحف “الرياض” و”الحياة” والاتحاد الإماراتية، إضافة الى مجلة “فوربس” والعديد من الصحف والمجلات والمواقع العالمية.
وكتب الدخيل تغريدة على “تويتر” قال فيها معلقاً على المقارنة: “لاحظ الفرق في عدد المشاهدة لكل من قناتي العربية والجزيرة صباح هذا اليوم. ثم تذكر أن كلا منهما تنتمي لقبيلة واحدة اسمها (فضائيات خليجية من دون خليجيين). ثم اسأل: لماذا من دون خليجيين؟ ولماذا نمت وكبرت هذه القبيلة لتغطي أفق الجزيرة العربية والخليج؟!”.
واستفزت هذه المقارنة الصحافي في قناة “العربية” وأحد مديريها، ورئيس التحرير السابق لموقعها الإلكتروني، مطر الأحمدي، الذي رد على الدخيل قائلاً: “هل تعلم يا دكتور أن الجزيرة محظورة، يعني مقطوع بثها في دول المقاطعة العربية؟ يعني ما فيه طريقة إلا اليوتيوب. أنا أشاهدها على اليوتيوب. أين الأمانة الأكاديمية؟ وبعدين ترى ما فيه عيب تبدي شغفك بالجزيرة، وتكرر كرهك للعربية. وأخيراً هل لاحظت تفوق العربية في عدد المشاركين؟”.
وسرعان ما رد الدخيل قائلاً: “مطر. دافع عن العربية بس بلغة تليق. تصفني مرة بمفطوم الجزيرة وأخرى شغوف بها، وأنت لا تعرفني. ترفع عن ذلك. تقول الجزيرة محظورة في دول المقاطعة وهي ليست كذلك فقط لتبرير انخفاض مشاهدة العربية. هذا واقع يتطلب إصلاحا وليس مكابرة. العربية فاشلة رغم ضخامة ميزانيتها. واقع يراه الجميع”.
وأثار هذا السجال موجة من الجدل على “تويتر” رصدته “القدس العربي” حيث علق العشرات على هذه المقارنة بين مؤيد للرأي الذي يقول إن “الجزيرة” تتفوق على “العربية” وبين من يرفض هذا الرأي ويرى أن العربية تحقق تقدماً وحضوراً في العالم العربي.
وعلق أحد المغردين بالقول: “المنافسة الحقيقية بين سكاي نيوز والجزيرة، أما العربية فقد تحولت لقناة ناطقة لدولة لبنان مع الأخذ بالاعتبار ان مذيعي العربية قلبوا القناة لعرض أزياء والتفنن بقصات الشعر وكأن المذيعين والمذيعات يقولون شاهدونا ولا تسمعوا لكلامنا”.
وعلق فهد حمد قائلاً: “الإعلام ليس مهنة الخليجيين ولا الصحافة لانها جديدة على الشعوب الخليجية. شاهد قنواتنا الرسمية وشاهد المستوى وبعدها تعرف لماذا أي قناة يتم تجهيزها من أخواننا من الدول الأخرى. شاهد قنوات سعودي 24 والمحللين اللي فيها راح تضحك كثيراً”.
وعاب أحد المغردين السعوديين على قناة “العربية” أنها تبث من دبي وتتخذ من دولة الإمارات مقراً لها رغم كونها قناة سعودية، حيث قال: “كيف نتابع قناة تبث من الخارج عندما تبث من أرض الوطن وتكون ذات مصداقية وقيمة عندها نتابعها”.
وغرد أحد المعلقين: “إنسَ مضمون القناتين وراقب أداء المذيعين من نطق وحوار.. أخطاء مذيعي ومذيعات العربية مضحكة جداً.. فرق شاسع بالتأكيد.. أما في المضمون فعندما أتابع العربية أشعر وكأنها تستحمرني”.
وقال آخر: “يا دكتور خالد الكثيرين يحترمونك وينظرون لك بعين المحلل السياسي الواقعي، أنا يا دكتور احبك واعتبرك الشخص المفضل لدي دائما في الكتابة والتحليل. قناة العربية تركز على الشكل وجذب المشاهد بالشكل ليس المحتوى، الجزيرة تتميز بالمهنية والتغطية من أنحاء العالم وبكثافة.. الانتخابات الأمريكية خير شاهد”.
وغرد عبد الرحمن السليم معلقاً: “رضينا أم لم نرضَ، العربية متخلفة كثيرا قياساً على الجزيرة بالرغم من كثرة دجل وكذب الأخيرة. واسترزاق مذيعيها. لكن العربية كأن ليس فيها مسؤول ولا محاسبة لأنهم جنسية واحدة يحمي بعضهم بعضا. مع غياب الإدارة”.
وغرد المهندس سلطان الطيار قائلاً: “ما يمدح السوق إلا من ربح فيه، ومطر من المستفيدين من فشل العربية الذريع في تقديم إعلام بحجم التحديات. وهذا التبرير الساذج لا ينطلي على أحد”.
وكتب آخر: “ما اعتقد ان جمهور القناتين متشابه، الجزيرة منفتحة أكثر على العالم العربي بينما العربية أشوفها متخصصة بالخليج أكثر و خصوصا السعودية” فيما علق محمد السديري: “انتهى زمن الفضائيات الإخبارية، الجيل الجديد تجاوزها منذ فترة، سناب مراهق يشاهدونه أكثر من القناتين”.
وعلق سعودي آخر: “قناة الجزيرة نتفق معها أو نختلف هي قناة عالمية تصنع الحدث ولها شبكات واسعة ومنتشرة في العالم العربي ولها أصوات بلغات مختلفة.. قناة العربية لم تستطع أن تكون صدى للأحداث وكأنها قناة محلية”.
وكتب أبو سالم الراكد: “الناس تبحث عن الحقيقة مو فاضية للتضليل والكذب والتزوير في قناة العربية” فيما قال آخر: “دائما أقول أننا نحتاج لمنظومة إعلامية ومركز دراسات إعلامية حتى نؤدي العمل الإعلامي السياسي بكل احترافية”.
وعلق فهد الزناتي قائلاً: “لماذا من دون خليجيين؟ لأن الأنظمة لا تثق بالشعوب ولا تريد تدريب كوادر وطنية والمساهمة باحترافيتهم وزيادة شعبيتهم مما يمكن أن يستخدم (الإعلام) ضد الأنظمة مستقبلاً، لذلك تفضل المرتزقة الذين يخدمون بخشم الريال وإذا لم ينضبط يتم فصله وتشويه صورته أقصد كشف حقيقته ببساطة”.
يشار إلى أن قناة “العربية” تأسست في العام 2003 ضمن مجموعة “ام بي سي” السعودية التي كانت تبث من العاصمة البريطانية لندن، قبل أن تنتقل إلى دبي في دولة الإمارات العربية، أما قناة “الجزيرة” فتأسست في العاصمة القطرية الدوحة وبدأت بثها من هناك في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1996 وسرعان ما سجلت انتشاراً واسعاً في العالم العربي خاصة في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى في الأراضي الفلسطينية المحتلة أواخر العام 2000. ثم برزت في تغطيتها لأحداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ثم تغطيتها للحرب على أفغانستان، ثم احتلال العراق في العام 2003 وخلال تغطية احتلال العراق استشهد مراسل القناة في بغداد الصحافي الأردني طارق أيوب عندما قصف الطيران الأمريكي مكتب القناة في بغداد قبيل دخول القوات البرية الأمريكية إلى العاصمة العراقية.
اقترح دمج كل هذا التهريج في المدينة الاعلامية بدبي في قناة واحدة .. عسي ولعل تطلع لنا قناة واحدة قادرة علي المنافسة في ظل مشاهد يرتقي وعيه كل ساعة و غير قابل للاستحمار.
نحتاج اعلام يحترم عقلية المشاعد وليس اعلام طبخ ومكياج