لندن – «القدس العربي»: تمكن منتخب قطر من الفوز ببطولة «خليجي 22» بعد أن هزم السعودية في المباراة النهائية التي أقيمت في الرياض يوم الأربعاء الماضي، ليكون بذلك قد استحوذ على كأس الخليج للمرة الثالثة في تاريخه، ويضيف انجازاً جديداً الى سجله الرياضي الحافل.
وتعتبر بطولة كأس الخليج الحدث الرياضي الأهم في منطقة الخليج العربي، وبدأت مباريات «خليجي 22» في العاصمة السعودية الرياض يوم 13 تشرين ثاني/ نوفمبر 2014، وذلك بعد قرار من رؤساء اتحاد الكرة الخليجية بنقل البطولة من مدينة البصرة إلى مدينة الرياض بسبب عدم استعداد العراق للاستضافة ومشكلة الأمن في البلاد.
كأس الخليج
وكانت بطولة كأس الخليج العربي قد أقيمت أول مرة في عام 1970 في مملكة البحرين، وهي بطولة كرة قدم تقام كل عامين في واحدة من دول الخليج، كما تشارك فيها كل من العراق واليمن، إضافة الى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وبدأت فكرة إنشاء بطولة لدول الخليج العربية بمبادرة من الأمير خالد الفيصل. وفي عام 1968 وأثناء قيام الألعاب الأولمبية المكسيكية قام الوفد البحريني بعرض الفكرة على ستانلي روس رئيس الفيفا في ذلك الوقت. وبعد عودة الوفد البحريني من المكسيك، عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعاً لدراسة الفكرة في 19 حزيران/يونيو عام 1969 بالمنامة، ولاحقاً أقيمت الدورة الأولى في عام 1970 في البحرين بين 27 آذار/مارس و3 نيسان/أبريل، وشارك فيها أربعة منتخبات هم: الكويت، والبحرين، والسعودية، وقطر.
في البطولة التي تلتها عام 1972 دخل منتخب الإمارات البطولة، وفي الدورة الثالثة دخل المنتخب العماني، ثم دخل منتخب العراق البطولة الرابعة ليكتمل عدد المنتخبات الخليجية العربية المشاركة في كأس الخليج العربي، وفي 1979 فاز منتخب العراق بالبطولة لينهي الاحتكار الكويتي لها والذي ظل لأربع دورات متتالية في 9 سنين منذ بدء البطولة.
انسحب كل من المنتخب السعودي والمنتخب العراقي في بطولة 1990 المقامة في الكويت، وسبب انسحاب السعودية كان اعتبارها أن الأحصنة في شعار البطولة تشير إلى حيوانَيْن استخدمهما الكويتيون في معركة الجهراء في عام 1919، أما عن انسحاب العراق فكان أثناء البطولة بسبب التحكيم المتحيز ضدهم في مباراتهم أمام الإمارات التي تعادلوا فيها.
وفي بطولة عام 1992 مُنع منتخب العراق من اللعب بسبب حرب الخليج الثانية، وفاز بالبطولة منتخب قطر ليكسر الاحتكار العراقي- الكويتي للبطولة الذي استمر 22 عاماً.
انضم المنتخب اليمني للبطولة في العام 2003 بالرغم من أن اليمن ليس من دول الخليج، وفي بطولة 2004 عاد منتخب العراق للبطولة، ليصبح عدد المنتخبات المشاركة 8 منتخبات.
خليجي 22
كان من المقرر أن تستضيف مدينة البصرة العراقية مباريات «خليجي 22»، إلا أن المشاورات والاجتماعات المكثفة والتي استمرت طويلاً خلال العام 2013 انتهت الى نقل البطولة الى الرياض بسبب الوضع الأمني المتردي في العراق.
وصدر القرار بعد مشاورات طويلة بعد أن كان العراق قد منح مهلة حتى الثاني من تشرين أول/أكتوبر 2013 لتجهيز نفسه، وإلا سيتم نقل البطولة، وهو ما حدث بالفعل لاحقاً.
ونشبت خلافات حادة بين اتحادات كرة القدم الخليجية، حيث أصر الجانب العراقي على استضافة البطولة رغم توصيات لجنة التفتيش الخليجية التي قامت بزيارات متكررة إلى البصرة ودونت ملاحظاتها عن الملف العراقي الذي تضمن قصوراً من جانب البنية التحتية والحالة الأمنية التي يشهدها العراق.
واستمع ممثلو الاتحادات الخليجية إلى شرح من رئيس لجنة المهندسين التابعة للجنة التفتيش القطري غانم الكواري، وهو الذي أشار إلى طول المدة الزمنية التي تتطلبها التجهيزات الكاملة للمنشآت الخاصة بملاعب البطولة والمعتمدة من الاتحاد العراقي لكرة القدم قائلا أن العراق لم يكن جاهزاً حتى لحظة انتهاء المهلة.
وانتهت المداولات الى قرار باستضافة البطولة في العاصمة السعودية الرياض، والتي شهدت منذ الثالث عشر من تشرين ثاني/نوفمبر 2014 تدفقاً من مختلف جماهير الخليج التي توافدت من أجل تشجيع منتخباتها المشاركة في البطولة.
انجازات المنتخب القطري
وانتهت «خليجي 22» باستحواذ قطر على الكأس، لتكون بذلك قد حصلت على أهم بطولة خليجية للمرة الثالثة في تاريخها، على أن السعودية حلت ثانياً، بينما حلت الإمارات في المركز الثالث.
وفيما يلي أهم الانجازات التي حققها منتخب قطر، الذي يشتهر باسم (العنابي):
• الحصول على المركز الثاني في بطولة كأس العالم للشباب بأستراليا عام 1981: كانت الجماهير والقيادات الرياضية القطرية في شهر تشرين أول/أكتوبر 1981 على موعد مع منتخب الشباب الذي خاض مباريات كأس العالم للشباب في أستراليا وحقق نتائج مذهلة واستطاع تحقيق الفوز بالمركز الثاني على منتخبات شباب العالم لكرة القدم.
وقد خاض العنابي للشباب في تلك البطولة ست مباريات جاءت نتائجها كالتالي:
○ قطر – بولندا 1/ صفر.
○ قطر – أمريكا 1 /1.
○ قطر – الأرغواي صفر/1.
○ قطر – البرازيل 3/ 2.
○ قطر – إنكلترا 2/1.
○ قطر – ألمانيا صفر/ 4.
• التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس عام 1984: تحقق الأمل على أيدي اللاعبين والمدرب البرازيلي إيفيرستو والادارة يقيادة سلطان السويدي رئيس الاتحاد والجماهير القطرية التي وقفت وساندت وأطلقت الدعوات، كل هذا جعل العنابي يتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 ولم يكن الطريق مفروشا بالرياحين والورود حيث خاض العديد من المباريات الصعبة.
• فوز منتخب الناشئين ببطولة آسيا عام 1990: حصل منتخب الناشئين على كأس بطولة آسيا الرابعة للناشئين لكرة القدم تحت سن 16 سنة بعد فوزه على نظيره الإماراتي بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية التي أقيمت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 1990 على ملعب الوحده بدولة الإمارات.
• الحصول على المركز الرابع في بطولة كأس العالم للناشئين عام 1991: تأكيدا لمكانة الكرة القطرية استطاع المنتخب نفسه الحاصل على بطولة آسيا أن يبرز على الساحة العالمية من جديد حين تمكن في شهر آب/أغسطس عام 1991 من المشاركة في بطولة كأس العالم كممثل قوي للقارة الصفراء واستطاع أن يلفت الانتباه كما فعل منتخب الشباب في بطولة العالم للشباب باستراليا 1981.
• التأهل للدور الثاني في اولمبياد برشلونه عام 1992: نجح منتخب العنابي في التأهل إلى أولمبياد برشلونه عام 1992 تحت قيادة المدرب البرازيلي إيفيرستو بعد تصفيات شاقة خاض خلالها 13 مباراة ، فاز في 10 منها، وكانت 6 مباريات في التصفيات الأولى و4 في الثانية وتعادل مرة واحدة في الأولى والأخرى في الثانية، وسجل المنتخب خلالها 20 هدفاً وتلقى في مرماه 7 أهداف.
وفي برشلونه اعتقد الكثيرون أن العنابي سوف يخسر ويخرج من الدور الأول، لكن خاب ظنهم حين استطاع منتخب العنابي أن يؤكد وجوده في الدور الأول ويصعد للدور الثاني ضمن الثمانية الكبار، وجاءت النتائج كالتالي:
○ قطر – مصر 1/ صفر.
○ قطر – كولمبيا 1/1.
○ قطر – أسبانيا 0/2.
وبهذه النتائج تأهل العنابي إلى دور الثمانية إلا أنه خسر مباراته أمام بولندا بهدفين دون مقابل وخرج وهو مرفوع الرأس كونه المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل للدور الثاني في تلك الأولمبياد.
• الحصول على بطولة كأس الخليج الحادية عشر بالدوحة عام 1992: تمكن العنابي من الحصول على كأس الخليج يوم السادس من كانون أول / ديسمبر 1992، حيث كان يوماً مشهوداً في تاريخ الكرة القطرية وعيداً خاصا لكرة القدم، حيث حقق هذا الانجاز لأول مرة على مستوى دورات كأس الخليج العربي، وحاز على اللقب في «خليجي 11».
وحسم العنابي البطولة لصالحه قبل الجولة الخامسة حيث فاز على نظيره الإماراتي بهدف وحيد سجله محمود صوفي.
• الحصول على بطولة كأس الخليج السابعة عشرة بالدوحة عام 2004: إن خليجي 17 تعد انطلاقة جديدة لدورات كأس الخليج حيث حفلت بكل ما هو جديد، وشهدت مشاركة الألعاب المصاحبة ممثلة في الكرة الطائرة واليد والسلة، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ دورات الخليج.
أما على نطاق كرة القدم، فإن الدورة حملت الجديد أيضاً حيث أعادت نظام المنافسات بنظام المجموعتين مما منحها إثارة خاصة بدليل أن البطل لم يتحدد إلا في المشهد الأخير مع ركلات الترجيح التي آلت إليها مباراة قطر وسلطنة عمان في النهائي.
• الحصول على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة بالدوحة عام 2006.
• الحصول على كأس الخليج في العام 2014 (خليجي 22)، حيث تمكن المنتخب القطري من الفوز على نظيره السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة النهائية التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض والتي حبست الأنفاس مساء الأربعاء السادس والعشرين من تشرين ثاني/ نوفمبر 2014، قبل أن تنتهي لصالح القطريين.
ويأتي الفوز القطري بــ«خليجي 22» في الوقت الذي يدور فيه جدل واسع على مستوى العالم بشأن فوز دولة قطر في استضافة مونديال كأس العالم المقرر أن تجري في العام 2022، حيث يشكك الكثيرون في قدرة قطر على تنظيم الألعاب التي ستكون قطر أول دولة عربية تستضيفها، كما ستكون أول دولة في الشرق الأوسط أيضاً تستضيف هذه الألعاب.
للتصحيح،،، ذكرتوا نتائج مباريات منتخب قطر للشباب في كأس العالم باستراليا 1981 ومنها ذكرتوا بالخطاء نتيجت مباراة قطر مع انجلترا ٢/١ لصالح انجلترا وهذا خطاء فالنتيجة الصحيحة العكس لصالح قطر. فقطر فازت على انجلترا في دور الأربعة ١/٢ وتأهلت للمباراة النهائية في كأس العالم للشباب ولولا الظروف المناخية والأمطار الغزيرة التي حولت الملعب الى بركة سباحه لكان هناك كلام ثاني