القاهرة – «القدس العربي»: استيقظ المصريون أمس على حكم تاريخي غير مسبوق أدهش الملايين كما فاجأ النخبة على حد سواء، حيث أسقطت محكمة مصرية تهم التآمر لقتل المتظاهرين ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبرأته من تهم الفساد في إعادة محاكمته، لكن مبارك الذي يبلغ من العمر 86 عاما وتنحى عن السلطة خلال ثورة 2011 سيبقى في السجن.
فقد اسقطت المحكمة عن مبارك تهمة التآمر للقتل التي كانت موجهة اليه بعد مقتل مئات المتظاهرين خلال ثورة 2011. كما برأت المحكمة مبارك من تهم الفساد وخصوصا في إطار بيع غاز طبيعي مصري لاسرائيل باسعار أقل من السوق.
الا ان مبارك سيبقى في السجن لانه يمضي حاليا عقوبة بالسجن ثلاث سنوات في إطار قضية فساد أخرى معروفة باسم «القصور الرئاسية».
واسقطت التهم بحق علاء وجمال مبارك بسبب انقضاء المدة القانونية لكنهما كأبيهما يقضيان عقوبة السجن اربع سنوات في نفس قضية الفساد.
وكان جزء من اتهامات الفساد الموجهة إلى مبارك تتعلق بقضية بيع مصر اسرائيل للغاز الطبيعي باسعار أقل من السوق.
وفي إطار قضية التآمر لقتل متظاهرين برأت المحكمة أيضا سبعة مسؤولين أمنيين كبار بينهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي.
لكن العادلي سيبقى سجينا لصدور أحكام بالسجن ضده في قضية أخرى.
ويمكن للنيابة العامة المصرية الطعن في الحكم أمام محكمة النقَض.
وقال فريد الديب محامي مبارك في قاعة المحكمة ان «الحكم كويس (جيد) واثبت نظافة عهد مبارك».
وكان الديب يتحدث وسط هتافات «مبارك براءة» و»الله أكبر» أطلقها انصاره في القاعة.
أفراح أنصار مبارك داخل القاعة قابلها أهالي قتلى الثورة في الخارج بحزن.
وبصوت مكتوم وقد بدت عليه الصدمة، قال مصطفى مرسي الذي قتل ابنه محمد في كانون الثاني/يناير 2011، «الحكم ظالم. دم ابني راح هدرا دون تعويض».
بعد الجلسة، نقل مبارك بمروحية الى المستشفى العسكري في حي المعادي جنوب القاهرة حيث يمضي عقوبة بالسجن. وخرج مبارك على كرسي متحرك ليحيي انصاره الذين تجمهروا امام بوابة المستشفى.
وقال القاضي السبت ان أسباب حكمه ستصدر في 1430 ورقة وانه استمع إلى 19 شاهدا مهما.
وبعيد الحكم، أغلقت السلطات المصرية بمدرعات الجيش ميدان التحرير قبلة الثورة التي اسقط 18 يوما من التظاهرات فيه 30 عاما من حكم مبارك قائد القوات الجوية السابق في شباط/فبراير 2011.
وفيما كان ينتظر سيارة أجرة في الميدان، قال الطبيب الملتحي محمد (31 عاما) والذي رفض الكشف عن اسم عائلته لاعتبارات أمنية بصوت حزين ومنخفض «منذ الانقلاب لم يعد هناك عدل في مصر».
وأضاف باحباط «انا شاركت في ثورة 2011 لكن خلاص ما بقاش في ثورة. مبارك براءة والثوار في السجن».
وعلى مدار ساعات يوم أمس كان السؤال الذي يتردد على السنة السواد الأعظم من المصريين هو إذا كان مبارك ووزير داخليته بريئان فمن قتل المتظاهرين في عام 2012؟ فيما ذهب معلقون إلى انه إذا كان مبارك قد حصل على البراءه فإن الرئيس المعزول محمد مرسي أولى بالتكريم لا بالمحاكمة لانه في نظر هؤلاء لم يرتكب عشر ما ارتكبه الرئيس المخلوع.
مبارك كان يثق في الله
وبهدوء أعصاب وسعادة بالغة كشفت عنها أحباله الصوتية وبكلمات قليلة علق مبارك معربا عن سعادته بالحكم. ففي اتصال هاتفي مع قناة «صدى البلد» التي يمتلكها رجل الأعمال محمد أبو العينين الذي سطع نجمه في زمن الرئيس المخلوع، قال مبارك انه لم يعط تعليمات بقتل المتظاهرين على الإطلاق، معلقا على الحكم بالقول: «كنت أنتظر الحكم بثقة كاملة في الله وفي براءتي».
وفى أول ظهور له عقب عودته من المحكمة بعد صدور الحكم ببراءته، قام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالتلويح لأنصاره من شرفة غرفته بمستشفى المعادي بالقوات المسلحة، والذين احتشدوا أمام المستشفى للاحتفال ببراءته.
سوزان ارتمت في أحضانه…
«مبروك ياريس»
وقد شهد مستشفى المعادي العسكري ما يشبه الحفل الكبير ووفقاً لمصدر طبي قال إن السيدة سوزان مبارك عانقت الرئيس المخلوع فور عودته من جلسة النطق بينما صافحه فريق التمريض الخاص به وصدحت المستشفى بالزغاريد، وقال المصدر نفسه لـ»القدس العربي» لم نر السيدة سوزان بهذه الفرحة من قبل واستقبلت مبارك على باب المستشفى واصطحبته لمقر الجناح الخاص به، وقامت بتوزيع الشوكولاتة على جميع الأطباء وطاقم التمريض.
وأوضحت المصادر أن سوزان مبارك، غادرت المستشفى في الصباح الباكر، ثم عادت مرة أخرى بشكل سريع، عقب النطق بالحكم الذي تابعته في منزلها.
بكاء واغماءات ودعوات
على الديكتاتور أمام المحكمة
من أعالي الصعيد ومن أعماق الدلتا حضر فقراء من أهالي شهداء ثورة يناير مبكراً كي يسمعوا لحظة القصاص من الرجل الذي يتهمونه بقتل فلذات أكبادهم. تجمع هؤلاء مبكراً بعضهم اصطحب معه ما تيسر من طعام ومياه. نسوة في عمر الشيخوخة ورجال أضناهم الحزن والرغبة في القاء نظرة على الرئيس المخلوع، غير ان لحظة الثأر التي باتوا ينتظرونها منذ ثلاثة أعوام انقلبت لمأتم عقب النطق بالحكم، حيث أصيب عدد من أهالي وأسر الشهداء بإصابات وإغماءات بعد النطق ببراءة المتهمين في قضية القرن.
وغادر الأهالي المكان وهم منكسوا الرؤوس على إثر براءة مبارك .. «منهم لله .. ربنا كبير يمهل ولا يهمل» كلمات ظل ينطقها الأهالي وهم عائدون من المحكمة غير ان صرخات هؤلاء اختلطت بأفراح من يطلقون على أنفسهم أبناء مبارك الذين هللوا وهتفوا بحياة الرجل الذي لأجله خرج الملايين مطالبين بعزله ومحاكمته. ورفع عدد من الأهالي صور الضحايا فيما سيطرت حالة من الهدوء أمام أكاديمية الشرطة، بعد مغادرة جميع أهالي الشهداء وتوجه المؤيدون للرئيس المخلوع إلى مستشفى المعادي العسكري للاحتفال بصدور حكم البراءة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه و6 من مساعديه.
فنانون يحتفلون
وفي نهاية حي الهرم حيث يقيم الفنان حسن يوسف وزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي وهما من أبرز انصار مبارك، وعقب سماع الخبر سمع سكان الحي صوت التهليل والتكبير في منزل الأسرة. ومن الفرحين ببراءة مبارك كل من الفنانين طلعت زكريا وأحمد بدير والهام شاهين وقد قام بعضهم بتهنئته. وعلى صعيد آخر انتاب الحزن عددا من الكتاب والمثقفين ومن هؤلاء خالد الصاوي وزين نصار ومجدي ونس وخالد يوسف وخالد أبوالنجا وتحلى البعض بالصمت.
910 أيام تفصل بين براءة مبارك
والحكم عليه بالمؤبد
القاهرة ـ 910 أيام تفصل بين الجولتين الأولى والثانية من الأحكام على الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، بتهم «قتل المتظاهرين» إبان ثورة 25 يناير/ كانون ثاني 2011، و»الفساد المالي»، و»التربح».
وكالة «الأناضول» أجرت مقارنة بين الأحكام التي صدرت في الجولتين:
في 2 حزيران/يونيو2012، قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي أحمد رفعت، بما يلي:
الحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد (25 عاما) بعد الإدانة باتهامات تتعلق بـ»الاشتراك في قتل المتظاهرين». البراءة لمساعدي العادلي الستة مما أسند إليهم من اتهامات تتعلق بـ»الاشتراك في قتل المتظاهرين». انقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في اتهام «استخدام مبارك ونجليه نفوذهم لتمكين سالم من الحصول على مساحات شاسعة من الأراضي المتميزة بمنتجع شرم الشيخ (شمال شرق)، نظير الحصول على قصور وفيللات على سبيل الرشوة»، وذلك لمرور المدة القانونية المحددة لنظر الدعوى (10 سنوات). البراءة لمبارك مما أسند إليه من جناية «الاشتراك مع موظف عمومي بالحصول لغيره دون وجه حق على منفعة من عمل من أعمال وظيفته»، وجناية «الاشتراك مع موظف عمومي في الإضرار بمصالح وأموال الجهة التي يعمل بها»، وذلك في ما يتعلق بتصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعها عالميا. وعقب الحكم، طعن محامي مبارك والعادلي، وطعنت النيابة على الحكم، أمام محكمة النقض (درجة التقاضي الأعلى)، قبل أن تقرر محكمة النقض في 13 كانون الثاني/ يناير2013، قبول الطعنين وإعادة المحاكمة.
ويوم أمس السبت (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2014)، قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي محمود الرشيدي، بما يلي:
عدم جواز نظر الدعوى في حق مبارك عما أسند إيه من اتهامات بـ»الاشتراك في قتل المتظاهرين».البراءة للعادلي مما أسند إيه من اتهامات بـ»الاشتراك في قتل المتظاهرين». البراءة لمساعدي العادلي الستة مما أسند إليهم من اتهامات بـ»الاشتراك في قتل المتظاهرين». انقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في اتهام «استخدام مبارك ونجليه نفوذهم لتمكين سالم من الحصول على مساحات شاسعة من الأراضي المتميزة بمنتجع شرم الشيخ، نظير الحصول على قصور وفيلات على سبيل الرشوة»، وذلك لمرور المدة القانونية المحددة لنظر الدعوى (10 سنوات). البراءة لمبارك مما أسند إليه من جناية «الاشتراك مع موظف عمومي بالحصول لغيره دون وجه حق على منفعة من عمل من أعمال وظيفته»، وجناية «الاشتراك مع موظف عمومي في الإضرار بمصالح وأموال الجهة التي يعمل بها»، وذلك في ما يتعلق بتصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعها عالميا. والأحكام الأخيرة تظل غير نهائية؛ حيث أنها قابلة للطعن خلال مدة 60 يوما؛ فإذا تم الطعن تدخل المحاكمة جولة ثالثة، وإذا لم يتقدم أحد بالطعن تصبح الأحكام نهائية.
حسام عبد البصير
هذه نهاية المسرحية لمدة ثلاث سنوات فقد اسدل الستار عليها. فقد لعب الزمن في تحويل مسار هذه القضية ونسي المصريون تقريبا احداث الثورة وكثرة التحديات والبحث عن لقمة العيش. ثم جاء حكم العسكر مرة اخرى فشتتوا المصريين عن اهدافهم وحرفوا البوصلة عن اتجاهها الحقيقي ورفعوا الاسعار وارهبوا الناس بقضية سيناء وملفات كثيرة تلعب فيها المخابرات المصرية وغيرها ثم براءة مبارك
الحكم لم يكن مدهشا منذ البداية كان كل شيء مفبركا منذ استقالته ودخوله السجن ثم محاكمته وتبرئته وبتداءا من خطابه امام المحكمة اصبحت الامور واضحتة واصبح خروجه من االسجن قضية وقت فقط انه فلم مصري باتياز
مصر تحكمها 7 عصابات عسكر وقضاء وشرطة واعلام ورجال اعمال وبلطجية ومخابرات