لندن-«القدس العربي»: أثارت صور ومقاطع فيديو لمطبعين خليجيين وهم في ضيافة إسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة استياء واسعاً في أوساط المتابعين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، كما تسببت بتجديد حملة “التطبيع خيانة” التي كانت قد انطلقت رداً على قرار الإمارات التطبيع مع دولة الاحتلال في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وجاء قرار المغرب تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال ليجدد أيضاً الحملات الرافضة للتطبيع على شبكات التواصل حيث انتشرت حالة من الغضب تجاه القرار المغربي، وجدد النشطاء حملة “التطبيع خيانة” وأطلقوا العديد من الوسوم الرافضة للتطبيع مثل “#فلسطين_قضيتي” و”#فلسطين_قضية_الشرفاء” و”#مغاربة_ضد_التطبيع” وغير ذلك من الوسوم التي صعدت لتكون من بين الأكثر تداولاً خلال الأيام الماضية في العديد من الدول العربية.
وتداول نشطاء صوراً ومقاطع فيديو لبحرينيين وإماراتيين يتناولون الطعام ويحتفلون بعيد “حانوكا” اليهودي داخل منزل إسرائيلي مقام على أراضي مدينة القدس المحتلة، كما تداولوا مقطع فيديو يظهر فيه شخص يصف نفسه بأنه “إعلامي بحريني” وهو يمتدح الإسرائيليين ويقف على أحد شواطئ تل أبيب.
ووصف الإعلامي البحريني في الفيديو الذي تم تداوله الإسرائيليين بأنهم “أهل جود وكرم” فيما تبين بأن هذا الإعلامي والناشط يزور إسرائيل على رأس وفد إعلامي بحريني وإماراتي يهدف الوفد إلى تطبيع العلاقات الشعبية بين البلدان الخليجية وإسرائيل.
ونشرت لورينا الخطيب، التي تعمل في وزارة الخارجية الإسرائيلية، مقطع فيديو على صفحتها في موقع “تويتر” للوفد الذي يشمل الصحافي البحريني أمجد طه، وناشطة بحرينية تدعى مشاعل الشمري، وناشط إماراتي يدعى ماجد السارة وهم في قلب تل أبيب ويكيلون المدائح للإسرائيليين ويقولون إنهم “أهل جود وكرم”.
وقال أمجد طه في الفيديو: “أهل تل أبيب أهل كرم وجود، والأجواء هنا رائعة وجميلة” فيما أشاد الناشط الإماراتي ماجد السارة بـ”شعب تل أبيب وشواطئها”.
ونشر حساب داعم للتطبيع مع الاحتلال على “تويتر” مقطع فيديو لإماراتيين وبحرينيين وهم يؤدون طقوس “وجبة السبت” اليهودية، فيما تباينت المعلومات عما إذا كان الفيديو تم تصويره في تل أبيب أم في القدس المحتلة التي تعتبرها أغلب دول العالم أرضاً محتلة بموجب قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليق والانتقادات للمطبعين الخليجيين، حيث انتشرت الصور ومقاطع الفيديو على نطاق واسع وتجددت بسببها موجة الرفض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكتب الإعلامي القطري جابر الحرمي مغرداً على “تويتر”: “محسوبون على شعبي البحرين والإمارات يحتفلون مع إسرائيليين على أرض وفي بيت فلسطيني مُغتصب. أي عار هذا.. اللهم إنّ شعوب الخليج وشرفاء الأمة يبرؤون إليك من فِعل هؤلاء”.
وقال محمد البحراني: “أمجد طه معارض إيراني من الأهواز أصبح بقدرة قادر مواطناً بحرينياً ويروج لتطبيع البحرينيين مع إسرائيل” فيما قال سعيد ضاوي: “علّموا أولادكم حقيقة القضية الفلسطينية فقد كثر الخبث وزاد النفاق وأصبحت الخيانة مجرد اختلاف وجهة نظر”.
وكتب الإعلامي ومراسل قناة “الجزيرة” في الأردن معلقاً على المشاهد التطبيعية: “في الوقت الذي كان فيه صهاينة عرب يتجولون في تل أبيب صباح اليوم، ويوزّعون ضحكاتهم السمجة ويتذللون بقرف للإسرائيليين، كانت جرافات الاحتلال تجرف أجزاء من مقبرة لشهداء جيشنا العربي الأردني، وعشرات من أبناء عمومتهم الفلسطينيين في القدس المحتلة.. التطبيع خيانة”.
ونشر أحمد رشدي فيديو للمطبعين الخليجيين وكتب معلقاً: “هؤلاء وأمثالهم إنما أُعدوا خصيصا ليوهموا الناس أن عموم المسلمين تغيرت عقيدتهم وتبدلت قلوبهم وغُيبت عقولهم وصاروا على خطى الطغاة من حكامهم في هذه الجريمة الشركية العظمى وحتى يرسخوا هذه الخدعة تراهم ينتشرون وينشرون في كل المحافل ليبدوا وكأنهم كثرة وليسوا قلة منبوذة لكن كلنا يقول: التطبيع خيانة”.
وكتب سامر الوافي: “سيُطبع الجميع، بل سيُطبع العالم، وتبقى الجزائر حتى بعد أن يُطبع آخر فلسطيني فلن تخذلنا الجزائر”.
وغرد أحد النشطاء قائلاً: “الفتن كالنار تصهر المعادن فأما الخبث فيذهب هباء، ويزداد بالنار نقاء وصفاء، فلا تنزعج من ظهور المنافقين والكفار، بل شدد قبضة قلبك على دينك ليصطفيك الله من عبادك، فالجنة للأتقياء، فكن ممن اصطفاهم الرحمن”.
ونشر معلق يُدعى خالد صورة للشهيد الطفل محمد الدرة الذي يعود استشهاده إلى العام ألفين، وكتب معلقاً على الصورة بالانكليزية: “أبكي بسبب الخيانة التي تعرض لها الفلسطينيون من أشباه الرجال، فنحن حقًا نستحق الإذلال. لقد بعنا دمائنا ولحمنا مقابل المال”.
واكتفى نصير عودة بالقول: “في زمن المطبعين والمتخاذلين والخيانات، أسأل الله أن يحفظ علينا نعمة العقل والدين” فيما نشر حساب يُدعى “علماء المسلمين” تغريدة قال فيها: “الأقصى آية في كتاب الله، لا نقبل فيه تأويلا ولا تحريفا ولا انتحالا، وتراب فلسطين تراب لكل المسلمين، لا فرق بينه وبين صحراء ولا أحراش ولا قيعان، وإن دنس سايكس وبيكو ترابنا بخطوطهم فلا أقل من أن نطهر قلوبنا وعقولنا منها”.
وغرد الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي قائلاً: “حتى التطبيع أصبح أصحابه يقدمونه للناس باعتباره دعماً للشعب الفلسطيني!! لا أدري ماذا بقيَ من أنماط الدجل والمتاجرة بالقضية الفلسطينية. التطبيع خيانة”.
وكتب أحد المغردين: “تسامح الإماراتيون مع جميع الأديان إلا الإسلام.. وتعايشوا مع جميع الأعراق إلا العرب.. وحين خُيروا بين القدس وتل أبيب اختاروا الثانية وباعوا الحبيب”.
وغرد أحد النشطاء: “التطبيع ليس مجرد خيانة فحسب، إنما هو تنازل وتخاذل واستسلام لمحتل سارق للأرض والتراث” مضيفاً: “فليهنأ كل مطبع وليفخر بهذا الخزي.. هل هذا ماكان يطمح له قادة المغرب أن تُرفع صورهم بيد إسرائيليين داخل الكيان المحتل؟”.
وتعليقا على التطبيع المغربي مع إسرائيل علق أحد النشطاء مغرداً على “تويتر” مخاطباً رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني: “كم أنتم منافقون تسمون التطبيع المغربي الإسرائيلي إعادة علاقات لتبسيطه أمام المشاهد. ما فعله المغرب هو أكبر خيانة للقضية الفلسطينية لان المغرب باع القدس مقابل اثبات الوهم، ولو أن الصحراء مغربية لما احتاجو لذلك الإثبات الذي ليس له من الصحة سوى ما تبقى من عهدة ترامب.. التطبيع خيانة”.
وكتب مغرد يُدعى فتاح معلقاً على التطبيع المغربي بالقول: “تطبيع المغرب خيانة، وموافقة وحتى سكوت الحزب الحاكم التابع للإخوان المسلمين هو أيضاً خيانة وتنكب عن الطريق والفكرة.. لا نقره ولا ندعمه ولا نتستر عليه، الحلال بين والحرام بين والتطبيع ليس من المتشابهات، التطبيع خيانة.. المغرب دولة مؤسسات فهل تم أخذ رأي مؤسساتها أم قرار فردي للملك؟”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في العاشر من كانون أول/ديسمبر الحالي أن المغرب أصبح أحدث دولة عربية توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “إنجاز تاريخي آخر فقد اتفق اثنان من أكبر أصدقائنا إسرائيل والمغرب على علاقات دبلوماسية كاملة”.
ولاحقاً لتغريدة ترامب أكد الديوان الملكي المغربي أن ترامب أبلغ الملك محمد السادس باعتراف الولايات المتحدة لأول مرة بالسيادة المغربية على الصحراء، فيما قرر المغرب تطبيع علاقاته مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في مقابل ذلك.
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملك المغرب وقال إن شعبي إسرائيل والمغرب تربطهما “علاقة حميمة في العصر الحديث”. وقال في خطاب تلفزيوني “إن بلاده ستبدأ بإنشاء مكاتب اتصال مع المغرب كخطوة أولى لعملية التطبيع”.