لندن – “القدس العربي”: نشرت مجلة “بوليتكو” استعراضا لأسوأ التوقعات التي شهدها عام 2020 والذي كان عاما سيئا بالمجمل. وقالت إن من أهم التوقعات كان ذلك التكهن بإصابة كل من بيرني ساندرز وجوزيف بايدن ودونالد ترامب بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد وأن واحدا منهم سيموت. وكانت التوقع مصيبا من جهة أن واحدا منهم أصيب وهو ترامب لكنه لم يمت.
وقالت إن سكوت أدامز المتخصص في فنون التنويم المغناطيسي وأصبح من أهم مؤيدي ترامب، تكهن بما سيحدث للثلاثة قبل الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان ترامب قد احتفل بنهاية عام 2019 في منتجعه بمار- إي- لاغو وقال للحضور: “سنشهد عاما عظيما” و”أعتقد أنه سيكون عاما رائعا”. ولكن العام لم يكن رائعا بأي مقياس فقد قتل فيروس كورونا أكثر من 1.65 مليون شخص حول العالم بمن فيهم 300.000 أمريكي. وانكمش الاقتصاد بسبب بقاء السكان في بيوتهم. وأغلقت المدارس وتم التدريس عبر “زووم” الشركة التي لم يسمع بها أحد قبل شهر آذار/مارس وتم تأجيل الألعاب الأوليمبية في اليابان.
وكان ترامب الرئيس الأمريكي الثالث الذي واجه محاكمة في الكونغرس. وفي تشرين الثاني/نوفمبر كان الرئيس الرابع الذي يخسر في حملة إعادة انتخابه منذ 100 عام. ولم يكن بالضرورة عاما جيدا ولكن من كانت لديه القدرة على التكهن بالعام وماذا سيحدث له؟ لكن المجلة قدمت 32 تكهنا وقحا وواثقا وغير صحيحة حول العام الذي نودعه. وبعد تكهن وفاة بايدن وساندرز وترامب قبل الانتخابات كان هناك توقع بتحطيم كايني ويست مغني الراب الأمريكي لحظوظ بايدن في الرئاسة وأخذ أصوات الأمريكيين السود منه. ولم يحدث. وتكهن بهذا المحلل السياسي في “فوكس نيوز” جيانو كالدويل. ولكن ويست لم يحصل إلا على 68.000 صوت مقابل 81 مليونا لبايدن. وحصل هذا على نسبة 87% من أصوات الناخبين السود.
وكان هناك تكهن حول اختفاء فيروس كورونا وسريعا، وهو ما تكهن به ترامب أكثر من مرة بدءا من 6 آذار/مارس إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر وبواقع 15 مرة بدءا من قوله “سيختفي” وانتهاء بأنه “في طريقه للنهاية”. ورغم التوصل للقاح مضاد للفيروس لكن لا يوجد ما يؤشر أنه في طريقه إلى النهاية مع اقتراب العام من النهاية وبقيت الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول العالمية بعدد الإصابات.
وعن نتائج الانتخابات الرئاسية قال الاستراتيجي الديمقراطي المعروف جيمس كارفيل: “سنعرف من فاز بالرئاسة في الساعة العاشرة من مساء يوم الانتخابات”. لكن نتائجها لم تعرف إلا بعد 4 أيام وفي الساعة 11.25 صباحا. وبنفس السياق توقع مسؤول طاقم ترامب السابق ميك مولفاني بمقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أن يقبل ترامب بنتائج الانتخابات وبروح رياضية. ولم يحدث رغم تأكيد المجمع الانتخابي فوز بايدن. ولم يعترف ترامب بالنتيجة ولا يزال يحمل أملا بإقناع الكونغرس برفض أرقام المجمع عندما يجتمع للمصادقة على الانتخابات في 6 كانون الثاني/يناير.
ومن التكهنات ما قاله بول بيغيلا، الاستراتيجي الديمقراطي، أن ترامب سيتخلى عن نائبه مايك بنس ويخوض الانتخابات مع سفيرته السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي كنائبة له. وقال: “هذا ليس توقعا ولكن حقيقة، فسيتخلى عن مايك بنس ويضع نيكي هيلي في السباق الانتخابي للحصول على أصوات الأمهات في الضواحي”. وفي 20 آب/أغسطس قال: “سيحدث هذا الأسبوع، 100%” وكرر هذا التوقع أكثر من مرة.
ومن ذلك ما نشره ريتشارد إيبستين على موقع معهد هوفر في آذار/مارس أن عدد الموتى بسبب كوفيد-19 لم يتجاوز الـ 500 شخص مع أن العدد الحقيقي كان ضعف ذلك بعشر مرات- 5.000 شخص.
وتوقعت النائبة الديمقراطية ماكسين ووترز أن يدعو ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البيت الأبيض لو تمت تبرئته في الكونغرس. وبرئ لكنه لم يوجه الدعوة لبوتين.
ومن التوقعات تلك التي تحدثت عن مشاركة قليلة في الانتخابات الرئاسية، كما قال جيسي ووترز في فوكس نيوز، لكن انتخابات 2020 كانت الأعلى منذ 120 عاما حيث صوت ثلثا من يحق لهم الاقتراع فيها.
ومن التوقعات الأخرى كان حديث نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، عن خسارة الجمهوريين عشرة مقاعد. ولم يحدث هذا فلم يخسر أي جمهوري مقعده وخسر الديمقراطيون 10 مقاعد.
وتوقع نائب الرئيس الأمريكي بنس عدم ظهور موجة ثانية لفيروس كورونا في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في 16 حزيران/يونيو: “لن تكون هناك موجة ثانية لفيروس كورونا”. ومنذ مقاله شهدت أمريكا موجتين والحالية هي الأكثر فتكا.
وتكهن مدير شركة تيسلا إليون ماسك في 19 آذار/مارس قائلا: “بنهاية نيسان/إبريل سيكون عدد حالات كورونا في الولايات المتحدة صفرا”. وجاء توقعه بناء على ما توصلت إليه الصين من السيطرة على الوباء. وكانت تغريدة ماسك تنم عن سوء فهم للإجراءات التي قامت بها الصين من فرض القيود والحظر العام.
وتكهن كارل روف المسؤول السابق في إدارة جورج دبليو بوش بحصول خلافات بين الديمقراطيين حول التقاط المرشح المناسب أثناء مؤتمرهم العام، لكن لم يحدث حيث توافقت الوفود على ترشيح بايدن. وتكهن البعض بخسارة حليف ترامب السيناتور ليندزي غراهام مقعده في ساوث كارولينا، لكنه فاز متقدما بعشر نقاط. وفي 25 شباط/ فبراير قالت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إن ترامب سيمنع فيروس كورونا من الوصول إلى الأراضي الأمريكية و”لن نرى مرضا مثل فيروس كورونا هنا، ولن نرى الإرهاب هنا. أليس هذا منعشا عندما نقارن هذا مع الرئاسة الفظيعة لباراك أوباما”. ووصل فيروس كورونا وكانت الولايات المتحدة تعرف بوجود حالات قبل شهر من حديثها.
وفي الوقت الذي حذر فيه البعض من أثر محاكمة ترامب على حظوظ الديمقراطيين وسيطرتهم على مجلس النواب إلا أن الموضوع لم يكن حاضرا في الحملات الانتخابية قبل تشرين الثاني/نوفمبر. وهناك من تكهن مثل السيناتور تيد كروز بإنهاء الإغلاق حالة فوز الديمقراطيين. ومن توقع مثل المبشر الإنجيلي غريغ لوك فوز ترامب بنسبة 98% في التصويت المبكر. ولم يحصل ترامب بالمجمل إلا على 74 مليون صوت. وهناك من توقع عدم توفر اللقاح الفعال ضد الفيروس، مثل الدكتور إروين ريدلينر وغيره إلا بحلول 2021. وتوقع بيرني ساندرز في 6 آذار/مارس أن يكون تصويت بايدن مع حرب العراق سببا في هزيمته أمام ترامب. وقال: “لن نستطيع هزيمة ترامب بمرشح مثل بايدن الذي دعم وصوت لصالح حرب العراق مع الجمهوريين”. وبعد 8 أشهر أصبح بايدن الرئيس المنتخب.