بيروت- “القدس العربي”: منذ رفع تمثال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في منطقة الغبيري انقسم الشارع اللبناني بين معارض ومؤيّد للخطوة. وإذا كانت الانتقادات بغالبيتها جاءت من غير الفريق الشيعي، فإن مناصري حزب الله دأبوا على تخوين كل من اعترض على رفع الصور والمجسّمات للقيادي الإيراني في شوارع بيروت والضاحية الجنوبية، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد تهديد الإعلامية ليال الاختيار التي سألت في تغريدة استناداً إلى سورة الأنبياء آية 52: “ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟”، وذيّلتها بهاشتاغ # زمن الانتداب سنقاوم ونبقى.
وقد تعرّضت ليال التي انتقلت قبل فترة من محطة LBCI اللبنانية إلى قناة الحرّة الأمريكية إلى حملة شرسة على موقع “تويتر”، وصلت إلى حد مشاركة بعضهم تغريدة للناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر فيها الآية نفسها حول التماثيل، ليسألوا: “هل هي توارد خواطر أو تعليمة من نفس المدرسة؟”.
وكان أدرعي الذي نشر الآية أرفقها بتعليق جاء فيه: “مجسّم لقاسم سليماني في الغبيري وقد سبقتها صور ومجسّمات أخرى… ظاهرة جديدة في لبنان وأين الوطنية من العمالة اللي “على عينك يا تاجر”.
واللافت الأربعاء كان نشر ليال الاختيار تغريدة جديدة أكدت فيها أنه “بعد حملة التحريض التي أطلقها أشخاص يدَّعون مناصرتهم لحزب الله، وصلتني اليوم رسالة نصيّة بتهديدي بالقتل”. وأوضحت أن “كل التفاصيل باتت في عهدة الجهات الحكومية المعنية. لكن يهمّني أن أبلغ كل المعنيين أن القمع لم ينتصر يوماً في لبنان ولا في التاريخ وأن تصرّفكم مؤشر إفلاس إنساني وأخلاقي وفكري وفعلي”. وأضافت ليال في تغريدة أخرى: “بيروت حُرّة وستبقى حُرّة إلى أبد الآبدين، لا الترهيب ينفع ولا الوعيد ينفع ولا التخوين ينفع ولا العنتريات تنفع ولا الكراهية والحقد والتبعية تنفع بيروت ستبقى حُرّة دائماً أبداً”.
بعد حملة التحريض التي أطلقها أشخاص يدَّعون مناصرتهم لحزب الله،وصلتني اليوم رسالة نصية بتهديدي بالقتل.
كل التفاصيل باتت في عهدة الجهات الحكومية المعنية.
لكن يهمني ان أبلغ كل المعنيين ان القمع لم ينتصر يوماً في لبنان ولا في التاريخ وان تصرفكم مؤشر إفلاس إنساني وأخلاقي وفكري وفعلي— Layal Alekhtiar – ليال الاختيار (@layal_alekhtiar) January 6, 2021
ومن بين الردود على ليال ما كتبه ناشط يتخذ تسمية أبو ياسر وفيه: “أول شغلة إنتِ عم تحرفي الآية الكريمة لأنو مش هيدا المقصد من هاي الآية لأنو نحنا مش حاطين التمثال لنعبدو أو نسجدلو… نحنا حاطينا هيدا التمثال للتعبير عن إنو الحج قاسم موجود وحي بيناتنا.. ذهب جسده وبقي فكره ومقاومته.. فكر ومقاومة الحج قاسم باق في قلوبنا غصباً عن الكل”.
ومما رصدته “القدس العربي” من سخرية بعد التهديدات الإيرانية وحليفها حزب الله بالرد على مقتل سليماني ورفاقه ما كتبه المحلل السياسي طوني أبي نجم: “بتقتلولنا قاسم سليماني منعملو تمثال ومنعلّقلو 100 صورة… أقوى رد لمحور الممانعة”.
وغرّدت الإعلامية ديما صادق: “ذاكرتي صايرة ع قدي.. هو شو كان ردّ إيران وحزب الله على اغتيال عماد مغنية عام 2008؟ من 13 سنة يعني”.
أما اللواء أشرف ريفي فأكد أن “تمثال قاسم سليماني يمثّل وصاية إيران على لبنان التي دمّرت سوريا والعراق واليمن وزرعت الميليشيات”، وسأل: “ألم يرَ من نصبوا التمثال لوحات الجلاء على صخور نهر الكلب، التي أرَّخت لرحيل المحتلين؟”، وختم: “وصايتكم إلى زوال”.
سليماني مجرم حرب لكن لا يحق لمجرم الاحتلال افيخاي ادرعي أن يحاضر في الإنسانية فماذا يسمي دولته البسيطة المجرمة ! .. أن تناقض المجرمين لا يدل على نزاهة أي منهما فحتى لو كان كيان العدو يمقتوسليماني لدوره في دعم المقاومة الفلسطينية وهذا حق يجب أن يقال في حق هذا الرجل لكنه أيضا مجرم حرب في سوريا لا تختلف نظرة السوريين له عن نظرتنا لشارون سليماني الذي تنزه فوق انقاض حلب وما تحتها من أجساد شهيدة للعنف البرميلي المنحط للطاغية بشار لا يستحق أن تنظف يديه من الدماء بدمنا نحن الفلسطينيين ولن تندفع صواريخه لكن من يحتج على سليماني يا سيدة الاختيار لا يقبل العمل مع قناة ارهاب الدولة الاستعمارية المجرمة الكبرى الولايات المتحدة وأعني قناة ( الحرة ) هذه بحد ذاتها شبهة تمنح شيءا من المصداقية لمن انتقدك والمصيبة في لبنان أما أن تكون ايرانيا طائفيا قاتلا أو متاسرلا دافعك الوحيد هو انك انت الاخر جندي سري في إعلام الاحتلال … سيأتي للاحرار يوم تمزق فيه صور شارون وسليماني وافيخاي وكل قنوات العهر الإعلامي وتعلن الوطن أمام كل هؤلاء الذين تبحث عن نظيف بينهم فلا تكاد تجد !